EN
هل الإنسان مسير أم مخير ؟ عن هذا السؤال، أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، منوها أن الله تعالى لن يسأل المرأة عن سبب ولادتها أنثى أو لماذا عاشت في مصر أو لماذا ولدت أو توفيت في يوم معين، فهذه الأمور كلها الإنسان مسير فيها ولا إرادة له فيها.
هل الإنسان مسير أم مخير ؟
وأضاف، علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن ما كان الإنسان فيه مسيرا فلا كلام ولا اختبار فيه، منوها أن ما كان للإنسان إرادة فيه فسوف يحاسب عليه يوم القيامة ويسأله الله عليه يوم الحساب.
وأشار إلى أن الحساب يكون على ما خيرنا فيه، فالله هو الهادي خلقا وهو الهادي علما ، فالله وصف علينا حياتنا ويعكس إرادة الإنسان فيما يفعله في الدنيا، منوها أن الله ليس عنده زمن مثلنا فكل الدنيا أمامه جملة واحدة ، فهو يعلم اليوم ويعلم إلى يوم القيامة.
هل الإنسان مخير أم مسير؟
سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بفتوى مسجله له عبر صفحة دار الإفتاء .
وأجاب عثمان، قائلًا: إن الإنسان مخير ومسير والثالثة إرادة جعلها الله له، فالإنسان وهو ذاهب ليصلى لديه إرادة وهو ذاهب لبيت الله لا يجبره الله على فعل أمر معين، كذلك الذى لا يصلى لم ينزل الله له ملكًا يمنعه من الصلاة وإنما بيًن له الفريضة وأهميتها وترك له الاختيار.
وأشار عثمان، الى أن هناك أمورًا يكون الإنسان فيها مسير كالأقدار التى تنزل به ليس له دخل فيها، مثل الأرزاق فالإنسان مطالب بالسعي والرزق مقدر له، فهناك أمور يكون فيها الإنسان مخير، وأمور يكون فيها مسير.
هل الإنسان مسير أم مخير؟
قال الدكتور علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن قضية الإنسان مسير أو مخير قديمة والكثير تحدث فيها، مضيفا أن الإنسان له بعض التصرفات يكون مسيرا فيها، وهناك حركة آلية فرضت جبرا على الإنسان كحركة هضم الطعام مسير فيها، وضربات القلب، فمثل هذه الأمور لا يتحكم فيها الإنسان وهذا من فضل وكرم الله.
وأضاف أمين الفتوى، خلال لقائه على فضائية "الناس"، أن الإنسان مخير، بإرادته فمثلا: "أذهب أو لا أذهب أفعل أولا أفعل"، فالتصرف جعله الله للإنسان حرية مطلقة، قال تعالى "وهديناه النجدين وهو الذي يسعى بإرادته إلى الخير أو إلى الشر".
وتابع حديثه قائلًا: "يقيننا هو أن نثق في عدل الله ، وكلنا على صف واحد ولكن توفيق الله يأتي عندما ينشغل القلب بالعبادة، فإن انشغل بالطاعة وفقه الله إلى الطاعة، وإذا انشغل الإنسان بالمعصية اتجه إليها وغرس فيها.
حيرة العلماء
قال الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، إن العلماء احتاروا في قضية هل الإنسان مسير أم مخير.
وأضاف موافي، خلال برنامج «ربي زدني علما»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الإنسان مسير فيما لا يعلم ومخير فيما يعلم وهذا اجتهاد شخصي منه.
وكشف الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، أن الإنسان مسير في الموت وفي عدد ضربات القلب، موضحا أن الإنسان مخير في فعل الفساد فالإنسان يمتلك عقلًا لتمييز كل الأمور.
وأشار أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني إلى أنه يجب إعمال العقل كما ذكر في القرآن الكريم مع عدم التواكل.
حرية الاختيار للإنسان
وأجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال أحد المواطنين جاء نصه «هل الإنسان مسير أم مخير؟» قائلة «هناك أمور الإنسان ليس له اختيار فيها وأمور أخرى له حرية الاختيار».
وأوضحت دار الإفتاء خلال فيديو لها على صفحتها الرسمية بموقع «يوتيوب» تضمن الرد على استفسارات الجمهور، أن الأمور التي ليس للإنسان اختيار فيها كونه رجل أو أنثى، والبيئة التي يعيش فيها، وصحته ومرضه، موضحة أن هذه أشياء لا دخل للإنسان فيها.
وتابعت دار الإفتاء المصرية توجد أمور يكون الإنسان مخير فيها، مثل تصرفاته وأقواله وأفعاله التي سيحاسب عليها، وله أيضا حرية الاختيار في الصلاة والزكاة والصيام، والسرقة وشرب الخمر والزنا، موضحة أن الله- عز وجل- هدى الإنسان للخير، فمن اختار طريق الخير زاده الله هدى، ومن اختار طريق الشيطان لن يتبعه الله- سبحانه وتعالى- ولن يؤتيه الهداية في هذه الحالة لأنه اختار الطريق الخطأ.
واستشهدت الإفتاء بقول الله- عز وجل- في سورة البلد «وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ» وفي صورة محمد إذ يقول: «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ»، موضحة أن الإنسان مسير في أمور ومخير في أخرى والحساب والعقاب يكون مع الاختيار.
