لا يزال التوتر قائما على أشده عند الحدود الفاصلة بين روسيا وجارتها أوكرانيا، حيث تتصاعد احتمالاتالغزو الروسي لأوكرانيا بقوة.
الجهود المبذولة من قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وحتى النداءات المتعددة للأطراف والمؤسسات الدولية يبدو أنها لم تؤتي ثمارها لوقف الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، فكل التقارير الواردة تؤكد شن روسيا هجوما محتملا على شرق أوكرانيا.
الولايات المتحدة الأمريكية، أكدت الشكوك الدولية حول الغزو الروسي المحتمل لشرق أوكرانيا بإعلانها خطة فورية لإجلاء رعاياها المتواجدين في كييف وكافة المناطق الأوكرانية، وسط تحذيرات متعددة من قبل الإدارة الأمريكية من عواقب الغزو الروسي.
منظومة إس 400 واحتمالية الغزو
وفي خطوة أكدت احتمالية الغزو الروسي لشرق أوكرانيا نشرالجيش الروسيفوجا من منظومة"إس - 400"الصاروخية في جنوب غرب جمهوريةبيلاروسيا، بزعم إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الجيش البيلاروسي هناك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، مطلع الشهر الجاري، إن فوجاً من منظومة "إس - 400 تريومف" الصاروخية التابعة للقوات الجوية الروسية ونظام الدفاع الجوي للمنطقة العسكرية الشرقية، والتي تشارك في اختبار قوات الرد الدولية الاتحادية، وصل إلى ميدان التدريب العسكري في مقاطعة بريست بجمهورية بيلاروسيا.
وتقوم الوحدات العسكرية الروسية من قسم الصواريخ المضادة للطائرات بتنفيذ معدات هندسية وتمويه مواقع الإطلاق ومواقع القيادة وصيانة المعدات من أجل التحضير لدخول مهام الدفاع الجوي القتالية كجزء من "نظام الدفاع الجوي الإقليمي الموحد" لبيلاروسيا وروسيا، بحسب بيان وزارة الدفاع.
وتقع منطقة "بريست" التي نشرت فيها روسيا منظومتها الصاروخية الدفاعية "أس - 400" على الحدود مع كل من أوكرانيا وبولندا، وتأتي في ظل حشد موسكو عشرات الآلاف من قواتها على الحدود مع أوكرانيا من عدة جهات.
وفقاً لتقرير صادر عن وكالة تاس، ستستخدم القوات الروسية أنظمة الدفاع الجوي "إس- 400" في وضع قتالي كجزء من نظام الدفاع الجوي الإقليمي المتكامل لكل من روسيا وبيلاروسيا، ومن المقرر أن تنتشر الأطقم وتوفر التمويه لمواقع الإطلاق ومراكز القيادة كجزء من التدريبات.
ومنذ سنوات، روجت موسكو لقدرات منظومة "إس- 400" العالية، وقالت إنها "قادرة على تتبع وضرب الطائرات الشبحية المقاتلة، بما في ذلك الطائرة الشبحية الأمريكية إف- 35.
وتم تطوير نظام "إس - 400" بواسطة شركة Almaz-Antey الروسية لتوفير الحماية من الضربات الجوية، بما في ذلك صواريخ كروز وصواريخ المدى المتوسط، كما يمكن أيضاً استخدام "إس- 400" ضد المنشآت الأرضية.
وصُممت منظومة "إس- 400"، التي يمكنها أيضاً إطلاق صواريخ 40N6، للاشتباك مع أهداف على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر وارتفاع يصل إلى 30 كيلومتراً تحت نيران العدو بالإضافة إلى التشويش المكثف على الطائرات وحتى الشبحية منها، وبالتالي يعد نشر روسيا لهذه المنظومة في جنوب غرب بيلاروسيا واحتمالات استخدامه في غزو أوكرانيا تحدياً كبيراً لأوروبا وتهديداً لجبهتها الشرقية.
ما هي منظومة إس-400 الروسية
تعد منظومة من المنظومات الصاروخية الأكثر إثارة للجدل عالمياً، بسبب إقبال العديد من الدول الصديقة أو الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية على شرائها من روسيا، مثل تركيا والهند وغيرها من الدول.
وتم تطوير "إس- 400" عن نسختها السابقة "إس- 300"، لتكون أكثر قوة وقدرة على اعتراض الصواريخ والأسلحة الباليستيةبمقدار الضعف تقريباً، إذ إن الرادارات الجديدة المستخدمة في منظومة "إس- 400" جعلتها بارعةً أمام جميع الأهداف الجوية تقريباً.
ويمكن لمنظومة "إس- 400" استخدام 4 أنواع من الصواريخ بأوزان مختلفة وقدرات مختلفة، مما يسمح للصواريخ نفسها أن تشكل جزءاً كبيراً من دفاع جوي متعدد الطبقات، وهذا يجعل منظومة "إس- 400" أكثر مرونة، كذلك يمكنها استخدام الصواريخ المستخدمة في النسخ السابقة من منظومات "إس- 300" المتعددة.
ويمتد مدى صواريخ منظومة "إس- 400" لنحو 400 كيلومتر، في قفزة هائلة عن النسخ السابقة منها. كما تبلغ سرعة الصاروخ 4.8 كم في الثانية وقادر على الوصول لأهداف على ارتفاع 30 كم والتصدي للطائرات والصواريخ الباليستية والصواريخ المتوسطة المدى والطائرات المسيرة وغيرها من أنظمة الاستطلاع الجوية.
ويقولمسؤولون عسكريونأمريكيون إن منظومتي "إس- 400" و"إس -300" الروسيتين فعالتان جداً في التصدي لكل الطائرات والمقاتلات من الجيل الرابع مثل إف 15 وإف 16 وإف 18. كما أن المنظومة الروسية "إس- 400" المتكاملة قد تشكل خطراً كبيراً على طائرات الشبح مثل إف- 35 وإف- 22 والقاذفة بي 2 التي صممت كي لا تكشفها أجهزة الرادار.
وتمتلك روسيا أضخم ترسانة صاروخية في العالم تضم صواريخ باليستية ومجنحة، وتعد أكبر قوة في العالم تمتلك القدرة على تطوير جميع أنواع الصواريخ، بحسبتقرير عن الصواريخ الروسيةلموقع "ميسيل ثريت" الأمريكي.
ويقول الموقع إن قوات الصواريخ الاستراتيجية تعد عنصرا حيويا في استراتيجية موسكو العسكرية، ويمكن للصواريخ الروسية تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام العسكرية وفقا لطبيعة كل منها.
وتشير بيانات الموقع التي تم تحديثها في أغسطس الماضي، إلى أن ترسانة روسيا الصاروخية تضم 24 نوعا من الصواريخ بعضها في الخدمة وأخرى يتم تطويرها، بينما تم إحالة بعضها إلى التقاعد
قوة الجيش الروسي وتصنيفه عالميا
ويصنف الجيش الروسي في المرتبة رقم 2 بين أقوى 140 جيشا في العالم، وفقا لإحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي لعام 2021.
ويمتلك الجيش الروسي ثاني أضخم قوة جوية في العالم تضم أكثر من 4 آلاف طائرة حربية بينهما أكثر من 740 طائرة هجومية.
- صممت روسيا منظومات "إس - 400" الصاروخية التي يمكنها التصدي لجميع الأهداف الجوية التي تحلق على ارتفاعات مختلفة، بحسبتقرير موقع"روس أوبورون إكسبورت" الروسي.
- تشمل قائمة أهداف "إس - 400" الطائرات بأنواعها والـ "درونز" والصواريخ الباليستية والموجهة.
- تمتلك "إس - 400" أنواعا مختلفة من الصواريخ كل منها يمكنه التصدي لنوع مختلف من الأهداف الجوية.
- يمكنها الاشتباك مع الطائرات وتدميرها في مدى يبدأ من 2.5 كيلومترا حتى 380 كيلومترا.
- يمكنها تدمير الطائرات أثناء تحليقها على ارتفاعات تبدأ من 10 أمتار حتى 30 كيلومترا.
- يمكنهاتدمير الصواريخ الباليستيةفي نطاق من 5 إلى 60 كيلومترا.
- يمكنها تدمير الصواريخ الباليستية التي تحلق على ارتفاعت تتراوح بين 2 إلى 25 كيلومترا.
- تنطلق صواريخ "إس - 400" بسرعة تصل إلى 4800 مترا في الثانية.
- يصل مدى رادار "إس - 400" إلى 600 كيلومترا.
- يمكنها الاشتباك مع عشرات الأهداف في وقت واحد.