الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معلم السينما المصرية..لماذا حذر مجمع اللغة العربية من مشاهدة أفلام محمد رضا؟

صدى البلد

كاريزما غير عادية، لهجته المميزة وطريقة حديثه حجزت له عرش أفضل من يؤدي دور "المعلم" ابن البلد، وصاحب شخصية جنجل ابو شفطورة، زعيم شلة "جيمس بوند" و"علي بوند"، إنه الفنان محمد رضا، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.

أمنية بعيدة

أمنيته أن يكون في احد الايام فنانا مشهورا؛ كانت بعيدة للفنان محمد رضا، الذي وُلد فى 21 ديسمبر 1921 بأسيوط، خاصة ان دراسته وحصوله على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا فى 1938، كانت بعيدة كل البعد عن الوسط الفني، إلا أن حبه واهتمامه بالفن جعله يدرس التمثيل إلى جانب عمله في البترول، وبالفعل حصل على دبلوم المعهد العالى للفنون المسرحية في 1953. 

حلم التمثيل

روى نجل الفنان محمد رضا، في حوار سابق له، كيفية سعي والده وراء حلمه الذي بدأ فى أواخر الثلاثينيات، عندما نظمت مجلة «دنيا الفن» مسابقة لاختيار وجوه جديدة، وتقدم لها والده مع عدد كبير جدا من المتسابقين، وكان المخرج صلاح أبوسيف أحد أعضاء لجنة التحكيم المكونة من عمالقة الفن، وبعد التصفيات حصل رضا على المركز الثانى فى المسابقة.

تخيل رضا أن الفوز فى المسابقة سيفتح له أبواب التمثيل، ويطلبه المخرجون، ولكن هذا لم يحدث وانتظر طويلا ولم يطلبه أحد، وكان وقتها قد تزوج وأنجب ابنته الكبرى أميمة، فكان يترك عمله فى شركته بالسويس ليبحث عن فرصة للتمثيل، وبعد فترة ذهب إلى المخرج صلاح أبوسيف وذكره بنفسه، فوعده بأن يعطيه دورا فى فيلم «عنتر وعبلة»، وظل والده يتردد على موقع التصوير كل يوم هو وتوفيق الدقن الذى كان يبدأ حياته الفنية فى هذا الوقت، وينتظران تحقيق الحلم، وفى اليوم الذى لم يذهبا فيه تمت الاستعانة بممثلين آخرين، ثم ذهب والده إلى بديع خيرى فى المسرح، واتفقا على أن يحضر كل يوم ويحفظ كل الأدوار، فإذا غاب أى ممثل يحل رضا مكانه، وظل يتردد كل يوم على المسرح، فلا يغيب أحد.

وأضاف نجل رضا: فى أحد الأيام قالت له والدتي إنها تشعر بالملل فاصطحبها للسينما، وفى هذا اليوم تغيب ستيفان روستى عن مسرح بديع خيرى، وبحثوا عن أبي فلم يجدوه، وأخذ ممثل آخر هذا الدور، فالحظ عانده فى البداية، ورغم ذلك استقال من شركته بالسويس حتى يستطيع أن يجد فرصة للتمثيل فى القاهرة.

دور المعلم فاتحة خير

قال أحمد محمد رضا: كان المخرج كمال ياسين يجهز مسرحية زقاق المدق، واختار أبى فى دور المعلم كرشة، واعترض الجميع على هذا الاختيار، وقالوا إن والدى لا يصلح لأداء هذا الدور، لأنه وسيم ورشيق وليست به الصفات الجسمانية التى تؤهله لدور المعلم، ولكنه أخذ المسألة تحديا، وبذل كل جهده لينجح فى هذا الدور، وأعدوا له «كرش» صناعي حتى يرتديه تحت الجلابية، وأدى الدور باقتدار، وتحدث الجميع عن نجاحه.

بعدها طلبه الفنان فريد شوقى لأداء شخصية المعلم فى مسرحياته فى الخمسينيات، وعندما تحولت رواية زقاق المدق إلى فيلم كان بديهيا أن يؤدى والدى فيه دور المعلم كرشة، وقال الأديب العالمى نجيب محفوظ إن محمد رضا عمل الدور كما رسمه بالضبط وبنفس الشكل، ووصل نجاح والدى فى أداء شخصية المعلم أنه كان يقع عليه اختيار المخرجين مباشرة فى أى عمل به شخصية معلم، وكان المخرجون يتهافتون عليه، حتى وصل الأمر الى أنهم اتفقوا على التنسيق فيما بينهم فى مواعيد التصوير؛ حتى يستطيع والدى أن يؤدى أكثر من دور مع عدد من المخرجين فى وقت واحد بدلا من أن يستعينوا بممثل آخر، فكان يمكن أن يستعيضوا بأى ممثل إذا انشغل أحد أفراد العمل، إلا دور المعلم المخصص لمحمد رضا.


جنجل أبو شفطورة

الدور الابرز في حياة محمد رضا قال عنه ابن الفنان الراحل انهم كانوا يتحدثون في المنزل بطريقة المعلم جنجل أبو شفطورة «اللى بيقص الكلا» طوال الوقت.

وكان والده يرد عليهم بنفس الطريقة التي قلدها جميع من كان يشاهد الفيلم، حتى حذر مجمع اللغة العربية من أن محمد رضا «هيبوظ» اللغة.

ضريبة الشهرة

تعرض الفنان محمد رضا لموقف مؤلم في مسيرته الفنية، والذي كان من أصعب المواقف التي مرت عليه فى حياته، وهو مرض ووفاة أميمة ابنته الكبرى والوحيدة بين 3 أولاد، والتي أصيبت بالسرطان وتوفيت في عام 1989، في ذلك الوقت كان يشارك في مسرحية "طب بعدين" مع المخرج السيد راضي، ورفض أن يتم تأجيل عرض المسرحية، حتى لا يتأثر العاملون الذين يعملون باليومية في المسرح.

وبعد انتهاء المسرحية خرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور: "محمد رضا كان عنده ظرف قاسٍ وابنته توفيت اليوم، ورغم ذلك أصر على تقديم العرض علشان يسعدكم".