EN 
يوافق اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة بديعة مصابني، التي لعبت دورا كبيرا في الترفيه والفن المصري على مدار فترة طويلة، وكانت لها بصمة واضحة في الغناء والرقص الشرقي.
بديعة مصابني هي فنانة سورية من أم شامية وأب لبناني، اكتسبت لقبها لعمل أسرتها في "مصبنة" كانت تقع في إحدى شوارع دمشق، وسميت بديعة لجمالها لكن اسمها الحقيقي هو "وديعة جورج مصابني".
هاجرت بديعة مصابني مع والدتها إلى أمريكا الجنوبية، ومنها إلى مصر عام 1919، وتعلمت الغناء والرقص بعد انضمامها لعدد من الفرقة المسرحية الشهيرة.
بداية بديعة مصابني الفنية
انضمت بديعة مصابني في بداياتها إلى فرقة جورج أبيض، وعملت كراقصة جذبت أنظار الجميع لمواهبها المتعددة في الغناء والرقص والتمثيل، ثم التحقت بفرقة الشيخ أحمد الشامي.
جمعتها الصدفة بالفنان نجيب الريحاني، الذي عرفها على بديع خيري، وقدموا سويا مسرحية "الليالي الملاح" التي حققت نجاحا جماهيريا وفنيا كبيرا ساهم في شهرتها وتعريف الجمهور بها.
بمرور الوقت أصبح اسم بديعة مصابني كافيا لنجاح أي ملهى ليلى ومسرح استعراضي، وأسست الكازينو الخاص بها في ميدان الأوبرا عام 1929، وتخرج منه أسماء كبيرة من نجوم الفن أنذاك.
بديعة مصابني مكتشفة النجوم
كان كازينو بديعة مصابني ملتقى يجتمع فيه الأدباء والشعراء والفنانين بمثابة صالون ثقافي ثري، قدم فيه نجيب محفوظ ندوة أسبوعيا، وغنى فيه كبار النجوم ومنهم فريد الأطرش، محمد عبد المطلب، محمد فوزي.
أيضا كان شاهدا على بداية العديد من نجمات الرقص الشرقي وعلى رأسهم تحية كاريوكا وسامية جمال، ونجوم المسرح والاستعراض ومن بينهم إسماعيل ياسين.
أسست عام 1936 شركة إنتاج سينمائي، لكنها لم تكن خطوة موفقة، وأغلقت بعد فترة قليلة، بسبب تراكم الضرائب عليها، بعد إنتاج فيلمها "ملكة المسارح" الذي قامت ببطولته بنفسها مع مجموعة من الفنانين.
من أبرز مسرحيات بديعة مصابني التي قدمتها مع فرقة الريحاني وجورج أبيض، كانت "أيام العز"، "الشاطر حسن"، "كافيار وعدس"، "البرنسيسة"، وغيرها من الأعمال التراثية الشهيرة.
سجلت بديعة مصابني العديد من الأغنيات على اسطوانات خاصة بها، منها "الغيرة نار"، "جوزني يا بابا"، "البدر طلع غنوله"، "غني يا بلابل"، "ياما سهرت ليالي عليك".
بديعة مصابني ونجيب الريحاني
تزوج نجيب الريحاني من بديعة مصابني عام 1943، وقدما سويا ثنائيا فنيا ناجحا شهد العديد من الانطلاقات الفنية الفريدة، لكنهما انفصلا بسبب طموحها الفني غير المحدود.
لعب الريحاني دورا كبيرا في مشوار وحياة بديعة مصابني، وتجولا العالم سويا، لكنه لم يستطع مجاراتها، وانفصلا قبل وفاته بعدة أشهر.
