EN 
اختتم، أمس، فعاليات معرض القاهرة الدولي للجلود، بمشاركة 76 شركة بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، بمشاركة عدد من الدول أبرزها ليبيا، العراق، فلسطين، الأردن وكينيا وعدد من الدول، ويحاور «صدى البلد» مصممة الجلود الطبيعية مروة قباري التي فازت بالمركز الثالث مناصفة على مستوى الجمهورية في مسابقة الصناعات الإبداعية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة في دورته السابقة.
الفكرة المبتكرة والتصميم المميز بتنفيذ يدوي، كان سببا في فوز مصممة الجلود الطبيعية مروة قباري بالمركز الثالث، بعد مشاركتها في المسابقة بأول حقيبة سفر من الجلد الطبيعي مصنوعة يدويا بالكامل، والتي يعد تنفيذها الأول من نوعه في تاريخ صناعة الجلود اليدوي في العالم.
مقبرة متحركة
66 مشترك في المسابقة لكل منهم 4 منتجات، الأمر الذي جعل المنافسة والتقييم صعب بين المشتركين، وحتى إعلان النتيجة، وهو ما دفع المهندسة الزراعية ومصممة الجلود مروة قباري في التفكير في أمر مبتكر باستخدام مهاراتها في حياكة الجلود الطبيعية وتصميمها يدويا.
بعد الإعلان عن شروط المسابقة، تقدمت مروة قباري للاشتراك من خلال تصميم فرعوني بعدما كان موكب المومياوات الملكي ملهما لها، "فكرت في أن تكون الحقيبة كبيرة الحجم للسفر لتلائم الفكرة على صورة مقبرة متحركة للملك توت عنخ آمون" كما قالت لـ «صدى البلد».
وخطرت لها فكرة المقبرة المتنقلة بالتزامن مع الإعلان أيضا عن نقل مقتنيات توت عنخ آمون، وجاء تصميم الحقيبة الكبيرة مزينا بتابوت الملك، وعلى الجانبين "أنوبيس"، والعديد من الكتابات الهيروغليفية ذات الكتابة العمودية المستوحاة من تلك التي على جدران المقابر الحقيقية.
مهارات يدوية
استعرضت قباري مهاراتها في الحقيبة المميزة، من خلال استخدام أكثر من تقنية، منها الدق، الحفر، الحرق، الثقوب، الصبغات، والتلوين، ويظهر أنوبيس وتوت عنخ آمون بارزا على الحقيبة، "هذه التقنية صعبة جدا في التنفيذ خاصة لهذه المساحة وبهذه الدقة".
استغرق تصميم وتنفيذ الحقيبة حوالي 40 يوما، نفذتها فيها بمساعدة ابنة خالتها تدعى شروق، وتقدر مساحة الحقيبة 50 سم عرض، 60 سم ارتفاع و30 سم عمق، وتمكن مستخدمها من حمل 15 كجم بها.
وتقول قباري: "هذه الحقيبة تعد الأولى من نوعها في العالم، تنفيذها مرهق للغاية واستغرق الكثير من الوقت أيضا"، وهذا ما دفعها أيضا للتفكير من استغلال تنفيذها في تسجيلها بموسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، وبدأت بالفعل في البحث عن كيفية التسجيل للحقيبة، "تأكدت من أنها فريدة من نوعها".
التصميم المستوحى من الطراز الفرعوني مدمجا في حقيبة للسفر قد يكون سببا في تنشيط السياحة من خلال تنقلها في المطارات أو الطائرة مع أصحاب الجنسيات المختلفة، كان هذا رأي مصممة الجلود الطبيعية التي يغلب على تصميماتها طابع "مودرن"، وتقول : "طلب مني مصريين وأصحاب جنسيات مختلفة تنفيذ حقيبة مشابهة، ولكن الأمر مرهق وما زال محل الدراسة".
فن وهندسة
دراسة الرسم الهندسي والجغرافي للمهندسة الزراعية مروة قباري حتى تخرجها في عام 2009، جعلتها أكثر خبرة في مجل التصميم وصولا لمرحلة "رسم التجميع"، وتقول: "أعمل في هيئة تابعة لوزارة الزراعة حيث تم تعييني أوائل خريجيين، والدراسة أثقلت موهبتي في مجال الصناعات اليدوية ونمت قدرتي على التخيل قبل رسم الموديل بالكامل لتصميمه".
وبدأت ممارسة موهبتها قبل 4 سنوات، بدءا بالحلي ودمجه بالجلود حتى تصميم وتصنيع الجلود الطبيعية بشكل يدوي، وتتنوع تصميماتها بين الحداثة أخرى مستوحاة من الطرز المصرية بمختلف حضاراتها، وكانت قد صممت حقيبة مستوحاة من التاريخ المصري بالكامل، وتضم تصميمات من الطراز الفرعوني والإسلامي والقبطي والروماني.
برغم صعوبة التنفيذ اليدوي للجلود الطبيعية، لكن ترى مروة أن المرأة المصرية أصبحت قادرة على العمل في كل المجالات مهما كانت درجة الصعوبة، "أعمال الجلود لم تعد مقتصرة على الرجال فقط، وبسبب إصراري على النجاح دشنت علامتي التجارية ولكن لم يتم تسجيلها بعد" كما أوضحت.
