الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب الروسية الأوكرانية.. دولة الاحتلال تبحث عن دور.. ماذا فعل نفتالي بينيت؟

الوساطة الإسرائيلية
الوساطة الإسرائيلية بين طرفي النزاع روسيا وأوكرانيا

تتمتع دولة الاحتلال الإسرائيلي بعلاقات قوية ومتميزة مع أمريكا وحلف الناتو وأوكرانيا من جهة، وروسيا من جهة أخرى في مشاريعها التجارية الضخمة، وتربطها مصالح مع الطرفين الروسي والأوكراني.

دولة الاحتلال تبحث عن دور

واتخذت إسرائيل موقفا محايدا ولم تعلن دعمها أحد طرفي النزاع، لكن مع تطور الأوضاع والتصعيد الغربي ضد موسكو اضطرت تل أبيب أن تعلن عن موقفها، الذي جاء متوافقا مع حلفائها في الولايات المتحدة وأوروبا، وسط تزايد المخاوف من غضبة روسية التي قد تؤثر على التوازنات الداخلية في إسرائيل نفسها، فضلا عن اضطراب التوازن في الميدان السوري.

زيلينسكي يطلب الوساطة من بينيت 

فكان واضحا أن الموقف الإسرائيلي المرتبط بالوساطة بين طرفي النزاع كان لعدة اعتبارات، أبرزها أن المصلحة الإسرائيلية تتطلب الحفاظ على العلاقات مع البلدين المتصارعين، وترغب "إسرائيل" دائما في أن تؤدي دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا حتى لا تخسرهما كليهما.

فدور الوساطة الإسرائيلي كان واضحا فى ظل تلك الظروف، حيث جاء طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقيام إسرائيل بدور الوساطة بين كييف وموسكو لوقف إطلاق النار ليثير القلق والتردد في تل أبيب، مع تباين المواقف في القيادة الإسرائيلية، خشية إغضاب الروس أو الأمريكيين وحتى الأوكرانيين أنفسهم، مع غياب أدوات الضغط القادرة على إنجاح الوساطة على أي من الأطراف.

وخلال الأيام الماضية، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الرئيس الأوكراني طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، خلال مكالمة هاتفية، التوسط لدى روسيا، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

رئيس وزراء إسرائيل

وجاء هذا الطلب، ليجدد ما دأب عليه زيلينسكى، منذ أشهر، في طلب الوساطة الإسرائيلية لدى موسكو، فى عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، الذي تواصل مع روسيا مرتين في هذا الصدد دون جدوى، وكذلك تجدد الطلب الأوكراني أثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى كييف في أكتوبر الماضي.

وحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، فقد كررت كييف طلبها من بينيت مرتين على الأقل، آخرها الأسبوع الماضي، وهو ما نوقش فعلا أثناء المكالمة الهاتفية التي جمعت بين بينيت وبوتين، واستمرت لمدة ٤٠ دقيقة.

إسرائيل تعرض الوساطة في أزمة أوكرانيا 

ونقلت الصحف الإسرائيلية أن بعض المسئولين الإسرائيليين، بمن فيهم بينيت، التقوا نظراءهم من الروس والأوكران والأمريكان، الأحد الماضى، بالتزامن مع بدء المفاوضات الروسية الأوكرانية على حدود بيلاروسيا.

إسرائيل غير مؤهلة لدور التوسط 

ورغم أن يفجينى كورنيتشوك، السفير الأوكرانى فى تل أبيب، تحدث عن كون إسرائيل واحدة من أبرز الوسطاء المحتملين بين كييف وموسكو، فإن مايكل برودسكى، السفير الإسرائيلي في أوكرانيا، قال إن تل أبيب لن تكون قادرة على التوسط بين روسيا وأوكرانيا في هذا الوقت، وإنه لا توجد فرصة سانحة لإجراء محادثات بين الطرفين بوساطة إسرائيلية فى الوقت الحالى.

يفجينى كورنيتشوك، السفير الأوكرانى فى تل أبيب

وفى الوقت الذي يتحدث البعض عن أهمية الوساطة، فإن الحكومة في تل أبيب تحاول أن تبقى تدخلها في الأزمة عند أدنى حد ممكن، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي واجه انتقادات في الأيام الأخيرة، لعدم إدانته الهجوم الروسي، والتعبير فقط عن دعمه شعب أوكرانيا، فيما وجه وزير الخارجية، يائير لابيد، انتقادات شديدة اللهجة ضد روسيا.

أما أمس السبت، بعدما اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، لثلاث ساعات في الكرملين، عاد بينيت وتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال بيان للمتحدث باسم بينيت، إن رئيس الوزراء تحدث قبل قليل مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وساطة إسرائيلية بين طرفي النزاع 

ووفق المعلومات، فإن رئيس وزراء إسرائيل حاول خلال اجتماعه مع بوتين التوسط لوقف النار في أوكرانيا، وجاءت الوساطة الإسرائيلية في موسكو بطلب من الرئيس الأوكراني، حيث توجه بينيت إلى ألمانيا بعد لقائه بوتين في موسكو وحديثه مع زيلينسكي.

وأتت هذه الوساطة بينما أعلنت كييف أن جولة محادثات ثالثة بين روسيا وأوكرانيا ستعقد الاثنين، بهدف وقف الأعمال القتالية، بعدما لم تفض الجولتان السابقتان اللتان عقدتا عند الحدود الأوكرانية البيلاروسية والأوكرانية المجرية إلى وقف المعارك.

مباحثات إسرائيلية روسية في موسكو

الهدف من الوساطة الإسرائيلية 

وقال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور طارق فهمي، إنه من المبكر قول إن المساعي الإسرائيلية يمكن أن تنجح في التهدئة بين روسيا وأوكرانيا، فزيارة نفتالي بينيت إلى موسكو متعلقة بالبرنامج النووي وقرب الوصول إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، ويبدو أن إسرائيل تريد أن تطمئن على ما جرى من بنود أخيرة، خاصة مع الرفض الإسرائيلي لنصوص الاتفاق.

وأوضح فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن زيارة نفتالي بينيت إلى ألمانيا تصب في هذا الاتجاه لاستكمال الجهود الأمنية التي قامت بها إسرائيل للتعرف على ما يجري من اتصالات ومفاوضات، بالإضافة إلى اتباعها أعمالا تخريبية داخل المفاعلات النووية في أصفهان وغيرها.

وتابع: “الوساطة الإسرائيلية في الحرب الروسية الأوكرانية ما زالت في مراحلها الأولى، وسبق وأعلنت إسرائيل منذ اليوم الأول التواصل مع الطرفين أوكرانيا وروسيا"، معقبا: ”إسرائيل لا تمتلك الإمكانيات والقدرات لحل الأزمة، بل هي تريد فقط أن تكون قريبة مما يجري واستثمار علاقتها وإنشاء مساحات تقارب مع روسيا في سوريا وفي أمن المنطقة والطاقة وغيرها".

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية 

وأكد أن إسرائيل لا تنجح في دور الوساطة لأنها وساطة رمزية فقط تريد منها:

  • أن تثبت حضورها في الأزمات في العالم.
  • النفعية والمصلحية من خلال ما تقوم به من اتصالات مع موسكو.
  • التشارك بين روسيا وإسرائيل في قضايا متعددة في الشرق المتوسط وفي سوريا وأمن الإقليم وليبيا، بجانب أن إسرائيل تتبع مصالحها في القيام بدور الوسيط ولن تنجح فهي وساطة شكلية.

من جانبه، قال رئيس أمانة المهاجرين بالحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بولاية براند نبورغ، محمد صلاح: “بعد طلب الرئيس الأوكراني وساطة نفتالي بينيت، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي موسكو في زيارة مفاجئة لاجتماع لمدة ثلاث ساعات مع بوتين، عاد إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس لإطلاعه على نتائج المناقشات والحلول المرتقبة لحل هذا الصراع الروسي الأوكراني، لأن كليهما يرغب في إنهاء هذه الحرب لأسباب عدة”.

اللاجئون على الحدود
اللاجئون على الحدود

تحركات إسرائيلية ألمانية مستمرة

وأوضح صلاح، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ألمانيا كانت المحطة الأولى لنفتالي بينيت، وقبل ثلاثة أيام كان المستشار الألماني في تل أبيب في أول زيارة له لإسرائيل، فبكل تأكيد أخذ الصراع الأوكراني الروسي جانبا من المباحثات والمناقشات بينهما في تل أبيب، وهذا يؤكد بكل وضوح سر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لبرلين، وأن كليهما يريد إنهاء هذا الصراع بالحلول السياسية.

وتابع: "ألمانيا من ضمن الدول الغربية القليلة جدا التي كانت وما زالت تفتح الطريق للدبلوماسية والمفاوضات، لهذا حدث قبل يومين اتصال هاتفي بين أولاف شولتس والرئيس بوتين وحث الأول نظيره على وقف هذه الحرب".

وأضاف: "بالإضافة لهذا، ألمانيا أكبر اقتصاد وطني بالاتحاد الأوروبي وأكبر بلد أوروبي له تعاملات تجارية ومصالح متشابكه مع روسيا عن غيرها، وهي ثاني بلد بالعالم بعد الصين لها تعاملات تجارية مع موسكو، لهذا نرى بوضوح داخل الأروقة السياسية بألمانيا أنها تنتهج طريقين بالمقارنة بالدول الغربية الأخرى كبريطانيا وموقفها المتشدد، الأول: وقف الحرب والدماء وتشريد الأبرياء، والثاني: البقاء على بصيص من الأمل عبر المفاوضات الدبلوماسية مع روسيا لأن الحل لا يكون عبر السلاح فقط".

 رئيس أمانة المهاجرين بالحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD بولاية براند نبورغ

ولفت إلى أن “العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل تعد تاريخية ووثيقة، خصوصا بعد ما حل باليهود في عهد هتلر النازي، فكان على ألمانيا فتح صفحة جديدة بسياسة منفتحة وتسامحية أكثر خصوصا تجاه اليهود".