EN 
طلبت أوكرانيا من الدول الأوروبية مساعدات عسكرية ودفاعية لحمايتها من الهجوم الروسي، لكن مسألة تسليم الطائرات والأسلحة إلى أوكرانيا لا تزال مثيرة للجدل.
دعم بولندي لكييف لا يتوقف
وقامت دول كثير بمساعدة أوكرانيا وكان منها: دول البلطيق وألمانيا والدنمارك وإسبانيا وجمهورية التشيك وأوروبا وتركيا وبريطانيا، وحتى الآن لا تزال بولندا من أكثر الدول مساندة لأوكرانيا.
ودعت بولندا أعضاء حلف شمال الأطلسي الذين يملكون طائرات "ميج 29" أن يضعوها تحت تصرف واشنطن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت وزارة الخارجية البولندية: "ندعو جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" الآخرين الذين يملكون طائرات "ميج 29" أن يحذوا حذونا ويضعوا مقاتلاتهم تحت تصرف واشنطن.
وأضافت الوزارة في بيان قائلة: "مستعدون لنشر جميع مقاتلاتنا "ميج 29" في قاعدة رامشتاين الجوية ووضعها تحت تصرف الولايات المتحدة الأمريكية.
يأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يرتدع أبداً وسيسعى دائماً لتوسيع إمبراطوريته.
وكانت روسيا قد حذرت في وقت سابق من أنها ستعتبر استخدام أوكرانيا مطارات دول أخرى بمثابة مشاركة في الحرب ما يعني احتمال توسيع نطاق العمليات الروسية.
وتضغط أوكرانيا من أجل إبطال التفوق الجوي الروسي عبر طلب إمدادها بالطائرات وفرض حظر جوي في أجوائها.
ورفض حلف شمال الأطلسي فرض الحظر الجوي خشية مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي، لكن الولايات المتحدة لم تمانع من توفير دول حليفة طائرات روسية الصنع لكييف.
وفي وقت سابق، قدم رئيس الوزراء البولندي ماتيوز ماتيوس مورافيتسكي، رسميا عشرات الآلاف من طلقات الرصاص والذخيرة المدفعية، ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة وقذائف الهاون الخفيفة، وطائرات الاستطلاع بدون طيار وأنواع أخرى من الأسلحة الدفاعية.
حكاية طائرات الميج 29
وفي التقرير التالي نستعرض أهم المعلومات عن طائرة "ميج 29" وتطويرها وقوتها القتالية:
الميج 29 هي طائرة مقاتلة من مقاتلات الجيل الرابع صممت للسيطرة الجوية في الاتحاد السوفيتي، وتطورت ميج 29 في السبعينيات بواسطة مكتب تصميم ميكويان.
وقامت الميج 29 بأول طيران تجريبي لها يوم 6 أكتوبر لسنة 1976 ودخلت الخدمة في سلاح الجو السوفياتي في منتصف الثمانينات.
وصدرت طائرة الميج 29 إلى العديد من الدول النامية إضافة إلى دول حلف وارسو وما زالت بالخدمة في القوات الجوية الروسية والعديد من الدول الأخرى بجانب بولندا.
تستطيع طائرة الميج 29 حمل ستة صواريخ جو-جو أر-73 إضافة إلى صواريخ أر-60 ومدفعا 30 مم، وقد صممت للقيام بمهمات التفوق الجوي والدفاع الجوي وحتى الهجوم الأرضي ورغم أن العديد من الخبراء يقارن إمكانياتها بالطائرة إف-16 الأمريكية نظرا لتشابههما في الحجم الا انها في الواقع تشبه إلى حد ما المقاتلة إف-15 من حيث نوعية المهام التي تقوم بها.
وصنعت أكثر من 1600 طائرة "ميج 29" تعمل منها 281 طائرة حاليا في سلاح الجو الروسي.
علم السوفييت عام 1969 بالبرنامج الأمريكي إف-إكس والذي تطور لينتج الطائرة إف-15 إيجل، أدرك القادة السوفييت سريعاً أن المقاتلة الأمريكية الجديدة تعد متفوقة تكنولوجياً بشكل كبير عن المقاتلات السوفيتية المتوفرة آنذاك.
فظهرت الحاجة إلى مقاتلة متوازنة من حيث خفة المناورة (الذي ميز الطائرات السوفيتية دائما) بالإضافة إلى الأنظمة المعقدة (الذي ميز الطائرات الغربية).
وقامت هيئة الأركان السوفيتية بإعلان طلب تصميم المقاتلة الجديدة وسمي البرنامج مقاتلة الصف الأول المتطورة (PFI)، كانت الطلبات وطموحات القادة كبيرة جدا حيث طلبوا طائرة بعيدة المدى، تستطيع الإقلاع بسهولة من الممرات القصيرة، خفة وقدرة ممتازة على المناورة، سرعة تزيد عن ماخ 2، وقدرة كبيرة على حمل الأسلحة، وتم التصميم الأيروديناميكي بشكل رئيسي في مكتب تساجي (بالتعاون مع مكتب سوخوي).
البلدان المستخدمة لميج 29
إلا أنه في عام 1971 قرر السوفييت حاجتهم لنوع أخر من المقاتلات، فبالإضافة إلى برنامج مقاتلة الصف الأول المتطورة أضيف برنامج أخر هو المقاتلة التكتيكية خفيفة الوزن المتطورة (LPFI).
وخططت مقاتلات سلاح الجو السوفيتي لتتكون من 33% PFI و67% LPFI. وإزاء هذا الاتجاه في الولايات المتحدة برنامج الإف-16 كمقاتلة خفيفة الوزن.
وكلف مكتب سوخوي ببرنامج المقاتلة الثقيلة والذي انتهى إلى المقاتلة سو-27، أما ميكويان فكلفت بالمقاتلة الخفيفة وانتجت الميج-29.
وبدأ تصميم الميج-29 (والتي سميت ميج-29 إيه) في عام 1974 وطارت لأول مرة في 6 أكتوبر 1977 والتقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية في نوفمبر من نفس العام.
على الرغم من تأخر البرنامج بسبب فقدان طائرتين أوليتين بسبب مشاكل متعلقة بالمحرك، دخلت الميج-29 B خطوط الإنتاج ودخلت الخدمة في أغسطس 1983 في مطار كوبينكا.
واجتازت الطائرة ميج 29 الاختيارات المطلوبة في 1984 وبدأ تسليمها للصف الأول في القوات الجوية السوفيتية في نفس العام.
ظهر الفارق الواضح بين البرنامجين (الطائرة الثقيلة والخفيفة) عندما دخلت الميج-29 الخدمة في القوات الجوية، بينما كلفت السو-27 بمهام أكثر خطورة مثل تدمير أهداف الناتو الحيوية في العمق وسحق الأهداف الجوية المعادية.
أما الميج 29 الأصغر حجما فقد حلت محل الميج-23 فورا في مهام مقاتلة الصف الأول، ووضعت الميج 29 بشكل عام قريبا نسبيا من خطوط المواجهة وكلفت بمهمة حماية القوات البرية السوفيتية المتقدمة.
معدات الهبوط في الميج 29
وصممت معدات الهبوط في الميج 29 بشكل قوي لتتحمل الممرات الجوية الغير ممهدة بشكل كامل أو غير مستعدة والتي توقع القادة السوفييت وجودها في حالة الهجوم البري السريع.
كما كلفت الميج 29 بمهمة حماية طائرات الهجوم الأرضي من الطائرات الأمريكية مثل الإف-16 والإف-15.
وصممت الميج 29 لتوفر مظلة جوية للقوات البرية السوفييتية المتقدمة بحيث تتقدم للأمام مع القوات خلال هجومها.
أما في الغرب، أعطيت المقاتلة الجديدة لقب تعريف الناتو فلكروم إيه، وصدرت الميج-29 B بشكل كبير ولكن كنسخة أقل في الإمكانيات، الأولى هي MiG-29B 9-12A لدول حلف وارسو وMiG-29B 9-12B لبقية الدول.
كانت الأنظمة الملاحية في النسختين أقل تطورا من تلك المخصصة للإتحاد السوفييتي بالإضافة إلى الغاء قدرة الطائرة على إطلاق الأسلحة النووية وأنتج تقريبا 840 طائرة من الطرازين.
أما النسخ المطورة من الميج 29 والتي زودت بأنظمة ملاحية متطورة فقد احتفظ بها في الإتحاد السوفييتي.
أما النسخ متعددة المهام مثل الميج 29 كيه والتي كان لها القدرة على الإقلاع من على متن حاملات الطائرات فلم تنتج أبدا بأعداد كبيرة.
وتطورت عدة نسخ من الميج 29 مثل الميج-29 إس.إم تي والميج 29 إم، كما تواصل تطوير النسخة القادرة على الإقلاع من على متن حملات الطائرات الميج 29 كيه لصالح البحرية الهندية ولكن الأخيرة فضلت في النهاية الطائرة الأكبر سوخوي سو-33.
مميزات الطائرات الميج 29
- تنتمي المقاتلة ميج 29 إلي مقاتلات الجيل 4 من المقاتلات الخفيفة، وتستطيع أن تحقق النجاح أثناء المعركة الجوية كما تقدر على قصف الأهداف الأرضية والبحرية بالصواريخ الموجهة الدقيقة التصويب من دون أن تدخل إلى مجال عمل مضادات الطيران المعادية، كما تستطيع هذه المقاتلة استخدام أي صاروخ من نوع "جو- جو" و"جو- سطح".
- كما تنتمي لعائلة المقاتلات الجوية الخفيفة الوزن وقد تم تصميم هذه الطائرات لتدمير الأهداف الطائرة في مجال رادارها، وكذلك الأهداف الأرضية مع استخدام أسلحة غير موجهة في ظل ظروف الرؤية الجيدة.
- تتميز طائرة ميج 29 المقاتلة بقدرتها على حمل 5.5 طن من حمولة الصواريخ الموجه بانواعها وعلى قدرتها العالية على المساندة البحرية وضرب الأهداف البحرية بأقوى صواريخ العالم المخصصة لضرب القطع البحرية مهما كان حجم تدريعها الفولازى وهو صاروخ kh-59mk والقادر على إخراج سفن حربية الثقيلة والكبيرة من الخدمة فورا وهى على بعد 280 كم وبرأس حربي 320 كجم ويطير في آخر مرحلة له لتبلغ 50 كم على ارتفاع 4 متر من سطح البحر مما يصعب مواجهته نهائيا.
- كما أن المقاتلة ميج 29 تمتلك سرعة كبيرة جدا تصل إلى 2400 كم في الساعة.
- كما ان الطائرة لديها قدرة رهيبة على المناورة وخفة الحركة وتستطيع الوصول لمدى 3100 كم بواسطة خزانات الوقود الخارجية.
وأعلن البنتاجون، اليوم الأربعاء رفض المقترح البولندي بشأن تقديم مقاتلات الميج-29 إلى أوكرانيا عبر واشنطن.
وقال البنتاجون في البيان: "سنواصل المشاورات مع بولندا وحلفائنا في الناتو بشأن هذه القضية والتعقيدات اللوجستية التي تطرحها، لكننا لا نعتبر اقتراح بولندا معقولاً".
هذا وأعربت بولندا عن استعدادها لوضع طائراتها من طراز ميج-29" فورًا ومجانا" في تصرف الولايات المتحدة ونقلها إلى قاعدة رامشتاين في ألمانيا.
وقالت وزارة الخارجية البولندية في بيان: "سلطات جمهورية بولندا وبعد مشاورات بين الرئيس والحكومة مستعدة لنقل كل طائراتها من طراز ميغ-29 إلى قاعدة رامشتاين ووضعها في تصرف حكومة الولايات المتحدة".
