EN 
مع دخول أزمة سد النهضة حيز التصعيد من جانب إثيوبيا التي تصر على اتخاذ قرارات أحادية الجانب بدون التوافق مع مصر والسودان، تظهر الكثير من المواقف العربية والدولية الداعمة لحقوق كل من مصر والسودان، آخرها كان موقف المملكة العربية السعودية، التي تؤكد دائمًا دعمها الكامل لمصر في قضية ملف سد النهضة وما زالت تقوم بجهود مكثفة للتوصل لحل مرضٍ للجميع.
وقد سبق وأكدت المملكة العربية السعودية، استمرار مساندتها لكل من مصر والسودان في المحافظة على حقوقهما المائية المشروعة في ملف سد النهضة.
ويوما بعد يوم تجدد المملكة العربية السعودية تأكيدها على أهمية استقرار الأمن المائي لكل من مصر والسودان والعالم العربي والقارة الإفريقية.
وتعمل المملكة العربية السعودية دائما على دعم جهود مصر والسودان لاحتواء هذه الأزمة ومطالباتهما بحلها وفقًا لقواعد القانون الدولي"، كما أكدت دعمها للتحركات الدولية الرامية إلى إيجاد حل ملزم لإنهاء هذه الأزمة.
ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى "تكثيف الجهود لإيجاد آلية واضحة لبدء التفاوض بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) للخروج من هذه الأزمة بما يتوافق مع مصالحهم ومصالح دول حوض النيل ومستقبل شعوب المنطقة، وفق رعاية دولية وبالتوافق مع الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية".
السعودية تدعو إثيوبيا لاتفاق
وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية.
واتفقت خلال الزيارة مصر والسعودية على تعزيز الشراكة الاقتصادية، فيما وجهت المملكة دعوة إلى إثيوبيا للذهاب لاتفاق بشأن سد النهضة.
وحول دعم المملكة العربية السعودية ملف سد النهضة خلال زيارة الرئيس السيسي أمس إلى الرياض، قال الدكتور نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، إن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السيسي إلى المملكة العربية السعودية والمباحثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد الأمير محمد بن سلمان تكتسب أهمية كبيرة لعدة أسباب.
وتابع نجم الدين في تصريحات لـ "صدى البلد" وكان من أهمها أن الزيارة تأتي في ظل مشهد عالمي في غاية الخطورة واجتياح روسي للحدود الأوكرانية، والسبب الآخر المشهد الاقتصادي العالمي، حيث لاحق الضرر جميع الدول، وهناك المشهد الإقليمي العربي وأزمات المنطقة في سوريا ولبنان واليمن والعراق وليبيا وعلى الصعيد القرن الافريقي هناك أزمة سد النهضة.
مصير عربي مشترك يجمع البلدين
وأكد أن الذي يجمع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تاريخيا من روابط وعلاقات ومصير مشترك لا يتأثر بأي شيء، فذلك الاستقبال الذي تلقاه الرئيس السيسي يؤكد هذا الأمر، فقد سادت المحادثات روح الرخاء وعمق العلاقات بين الرياض والقاهرة، وتم بحث سبل تعزيز العلاقات في جميع المجالات وتحقيق المصالح للشعب المصري والسعودي.
وأضاف أن “الجانب السعودي أكد على ضرورة التنسيق والتعاون مع الجانب المصري في جميع القضايا السياسية والعمل على إنتاج وبلورة مواقف مشتركة بين مصر والسعودية لتحفظ أمن واستقرار البلدين، والتشاور في كافة المستجدات الخاصة بالقضايا العربية”.
وأوضح أن القيادة السعودية أكدت أكثر من مرة أن الأمن المائي المصري هو جزء من الأمن القومي العربي، والجانب السعودي حث الحكومة الإثيوبية على ضرورة إجراء اتصالات مباشرة والتخلي عن السياسة الأحادية والالتزام بتعهداتها بمقتضى القانون الدولي بما في ذلك اتفاق إعلان المبادئ الذي وقع في عام 2015.
وتابع: وكذلك حث الجانبين السعودي الحكومة الإثيوبية على عدم بدء تشغيل سد النهضة والتعاون والتواصل بنية حسنة مع مصر والسودان في أقرب وقت لإجراء اتفاق قانوني ملزم.
نقطة تحول في ملف سد النهضة
وأشار إلى أن الموقف السعودي فيما يخص ملف سد النهضة يعتبر نقطة تحول هامة يجب الاهتمام والتحليل والتفكير فيها لأن المملكة العربية السعودية تعتبر أهم دول العالم الإسلامي، حيث قالت بوضوح إن الأمن المائي المصري جزء من الأمن القومي المائي العربي وأن المملكة لها تداعيات ايجابية على ملف سد النهضة.
واختتم: أن الجانبين السعودي والمصري أكدا خلال الزيارة على:
- الحفاظ على العمل العربي المشترك.
- رفض أي تدخلات للدول في الشئون الداخلية العربية أو تهديد استقرارها.
- رفض استمرار الميلشيات الحوثية تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
- أكدوا الحرص الشديد على وحدة أراضي لبنان والأراضي الليبية والتوصل إلى حل لخروج المرتزقة والأجانب منها.
