الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بأي لغة نزلت صحف إبراهيم وموسى؟ .. مضمونها وحكم إنكارها

نزول الكتب المقدسة
نزول الكتب المقدسة

بأي لغة نزلت صحف إبراهيم وموسى؟.. يتبادر إلى الأذهان سؤال بأي لغة نزلت صحف إبراهيم وموسى، وهل هي من الكتب السماوية، وحكم من أنكرها، خاصة وأنها قد وردت في القرآن الكريم وتحديداً في سورة الأعلى.

ومن خلال التقرير التالي نسلط الضوء على صحف نبيا الله إبراهيم وموسى عليهما السلام فـ ما هي صحف إبراهيم موسى؟ وما هي لغتها الأصلية؟ وهل يجب الإيمان بها؟، وذلك بالتزامن مع ذكرى نزولها في الأول من شهر رمضان.

سورة الأعلى

بأي لغة نزلت صحف إبراهيم وموسى؟

يعد نبيا الله الخليل إبراهيم والكليم موسى عليهما السلام، من أولي العزم من الأنبياء والرسل الذين أخبر عنهم القرآن الكريم في قوله :" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ"، وقد فصل القرآن الكريم أسمائهم فقال تبارك وتعالى:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا".

وقد ورد في القرآن الكريم ذكر كتب الأقوام السابقة على القرآن الكريم ومنها الزابور الذي جاء به نبي الله داود، والإنجيل الذي جاء به كلمة الله عيسى بن مريم، وصحف إبراهيم وموسى عليهما السلام ، التي أخبر عنها القرآن فى قوله تعالى: «إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى».

وصحُف إبراهيم عليه السلام هي إحدى الرسائل السماوية التي نزلت عليه، وهي 10 صحف، بينما صحف موسى -عليه السلام- فقيل: إنها التوراة وسماه الله صحفاً، ولكن أجمع بعض آهل العلم على أن التوراة تختلف عن صُحف موسى، وقد ذهب الإمام القرطبي للقول بأن المقصود في قوله تعالى: «إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى»، هو «الكتب السماوية التي اختص الله بها إبراهيم وموسى، وليست الألفاظ بعينها في هذه الصحُف، أي قصد المعنى دلالة على ما أنزله الله من كتب سماوية، فقد اختص الله سبحانه وتعالى صحُف إبراهيم وموسى لتدليل على فضلهما، وأن جميع الكتب السماوية الأخرى متفقة على ما جاء في صحفهما».

وقد اشتملت تلك الصحف على سلسة من المواعظ والأحكام، ومما اشتملته كما جاء على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما سأله أبا ذر عن صحُف إبراهيم، فدلل النبي على «أنها أمثال ومواعظ حول الظلم وما له من آثار، وأن يتجنب الإنسان الظلم الأخر حتى لو كان كافرا، وعلى الإنسان العاقل أن يكون حفظا للسانه، مراقبا كلامه، عاد لزمانه».

وأما صحُف موسى، فكانت كلها عبر ومنها: «عجبا لمن أيقن الموت كيف يفرح، وعجباً لمن أيقن القدر كيف يغضب، وعجبا لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن ويهنأ إليها، وعجبا لمن أيقن بنار كيف يضحك، ومن أيقن بالحساب والآخرة كيف لا يعمل».

ويجب على المؤمن الإيمان التام بأن الله أنزل صحفا على إبراهيم وموسى - عليهما السلام - حيث ذكر الله فضل صحف إبراهيم وموسى بقوله سبحانه وتعالى: « أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»، وقد خص الله صحف إبراهيم بهذا القول حيث كانوا قبل إبراهيم - عليه السلام - يأخذون الرجل منهم بذنب غيره ممن ارتكب جريمة القتل أو الجرح، فأبلغهم إبراهيم - عليه السلام - بهذا القول، ونهاهم عن ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لصحُف موسى، ولكن كل ما جاء في صحُف إبراهيم وموسى - عليهما السلام - فُقد وغير معلوم، ولم يصلنا من أثرها شيء، إلا ما ذكر في القرآن الكريم وسنة نبوية شريفة توضح بعضا مما جاء فيهما.

والإيمان بهذه الصحف والرسالات السابقة هو فرض على كل مسلم ومسلمة فلقد ذكر القرآن ذلك في قوله: "قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِىَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" - (البقرة: 136).

جزء من سورة الأعلى

بأي لغة نزلت صحف إبراهيم وموسى؟

وفي إجابته على سؤال: ما عدد الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء؟ وما أسماؤها؟ وكيف نزلت؟، يقول الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء كثيرة، والواجب علينا هو الإيمان بذلك إجمالا، أما تفصيلا فالواجب هو الإيمان بما ورد ذكره في القرآن الكريم ، وهى : صحف إبراهيم ، والتوراة التي نزلت على موسى والزبور الذي نزل على داود، والإنجيل الذي نزل على عيسى، والقرآن الذي نزل على محمد عليهم جميعا صلاة اللّه وسلامه .

واستدل بقول الشيخ محمود أبو دقيقة في مذكرات التوحيد: أما الصحف فقد ورد في شأنها آثار كثيرة وأرجحها أنها مائة صحيفة، خمسون نزلت على شيث عليه السلام، وثلاثون نزلت على إدريس عليه السلام، وعشرة نزلت على إبراهيم عليه السلام، وعشرة على موسى عليه السلام .

ولفت إلى أن هذه الصحف كانت مشتملة على مواعظ وإرشادات إلى التحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن مساوئها، ولم يعرف عنها شىء يقينا، لعدم وجود ما يفيد يقينا بشأنها "ج 3 ص 54"، أما نزولها فالظاهر أن جبريل عليه السلام هو أمين الوحي الذي بلغه إلى الرسل كافة فهو الذي حمل التوراة والإنجيل وأنزلهما مرة واحدة على موسى وعيسى ، وحمل القرآن وأنزله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منجَّما أي مفرقا كما نص عليه القرآن الكريم ، وكلام الله سبحانه للبشر حاء بعدة طرق ذكرها فى قوله تعالى : {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء} الشورى: 51 .

جاء في تفسير القرطبى "ج 7 ص 281" عند قوله تعالى {وكتبنا له فى الألواح من كل شىء} الأعراف : 145 قال ربيع بن أنس :

وشدد على أن التوراة نزلت وهى سبعون وقر بعير، وأضاف الكتابة إلى نفسه "كتبنا" على جهة التشريف ، إذ هي مكتوبة بأمره كتبها جبريل بالقلم الذي كتب به الذكر .

الدعاء 

بأي لغة نزلت صحف إبراهيم وموسى؟

يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، والمفتي السابق في بيان صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام، إن نبي الله إبراهيم كانت لهجته ولسانه ينتميان إلى الكلدانية وهي فرع للغة السامية، وبها نزلت صحفه، كما أن نبي الله موسى عليه السلام كان عبرانياً ولهذا نزلت صحفه التي جمعت وسميت التوراة بعد ذلك بالعبرية. 

وأشار جمعة خلال برنامج “والله أعلم”، إلى أن الصحف الأولى كان بها غرض أساسي هو التوحيد، والنهي عن عبادة الأوثان، مجموعة من الأذكار والأدعية، وبه جاء أيضاً التوراة، الزابور، الإنجيل وصحف شيث وغيرها من الكتب السماوية. 

جاء في تفسير الطبري حول بيان المقصود بقوله تعالى :"صحف إبراهيم وموسى"، حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) قال: في الصحف التي أنـزلها الله إبراهيم وموسى أن الآخرة خير من الأولى . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: إن قوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم خليل الرحمن، وصحف موسى بن عمران.

وإنما قلت: ذلك أولى بالصحة من غيره؛ لأن هذا إشارة إلى حاضر، فلأن يكون إشارة إلى ما قرب منها أولى من أن يكون إشارة إلى غيره. وأما الصحف: فإنها جمع صحيفة، وإنما عُنِي بها: كتب إبراهيم وموسى.

وتابع: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي الخلد، قال: نـزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من رمضان، وأنـزلت التوراة لستّ ليال خلون من رمضان، وأنـزل الزبور لاثنتي عشرة ليلة، وأنـزل الإنجيل لثماني عشرة، وأنـزل الفرقان لأربع وعشرين .