الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معنى صحف «إبراهيم وموسى» فى القرآن الكريم

صدى البلد

ورد فى القرآن الكريم ذكر صحف إبراهيم وموسى - عليهما السلام - فى قوله تعالى: «إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى»، وصحُف إبراهيم هي إحدى الرسائل السماوية التي نزلت عليه، وهي 10 صحُف.
أما صحف سيدنا موسى -عليه السلام- فقيل: إنها التوراة وسماه الله صحفا، ولكن أجمع بعض آهل العلم على أن التوراة تختلف عن صُحف موسى، وقد ذهب الإمام القرطبي للقول بأن المقصود في قوله تعالى: «إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى»، هو «الكتب السماوية التي اختص الله بها إبراهيم وموسى، وليست الألفاظ بعينها في هذه الصحُف، أي قصد المعنى دلالة على ما أنزله الله من كتب سماوية، فقد اختص الله سبحانه وتعالى صحُف إبراهيم وموسى لتدليل على فضلهما، وأن جميع الكتب السماوية الأخرى متفقة على ما جاء في صحفهما».
وقد اشتملت تلك الصحف على سلسة من المواعظ والأحكام، ومما اشتملته كما جاء على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما سأله أبا ذر عن صحُف إبراهيم، فدلل النبي على «أنها أمثال ومواعظ حول الظلم وما له من آثار، وأن يتجنب الإنسان الظلم الأخر حتى لو كان كافرا، وعلى الإنسان العاقل أن يكون حفظا للسانه، مراقبا كلامه، عاد لزمانه».
وأما صحُف موسى، فكانت كلها عبر ومنها: «عجبا لمن أيقن الموت كيف يفرح، وعجباً لمن أيقن القدر كيف يغضب، وعجبا لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن ويهنأ إليها، وعجبا لمن أيقن بنار كيف يضحك، ومن أيقن بالحساب والآخرة كيف لا يعمل».
ويجب على المؤمن الإيمان التام بأن الله أنزل صحفا على إبراهيم وموسى - عليهما السلام - حيث ذكر الله فضل صحف إبراهيم وموسى بقوله سبحانه وتعالى: « أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»، وقد خص الله صحف إبراهيم بهذا القول حيث كانوا قبل إبراهيم - عليه السلام - يأخذون الرجل منهم بذنب غيره ممن ارتكب جريمة القتل أو الجرح، فأبلغهم إبراهيم - عليه السلام - بهذا القول، ونهاهم عن ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لصحُف موسى، ولكن كل ما جاء في صحُف إبراهيم وموسى - عليهما السلام - فُقد وغير معلومة، ولم يصلنا من أثرها شيء، إلا ما ذكر فى القرآن الكريم وسنة نبوية شريفة توضح بعضا مما جاء فيهما.