الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟ .. أسرار يغفلها الكثير

لماذا نزل القرآن
لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟

لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟.. تحتفي الأمة الإسلامية مع دخول شهر رمضان 2022، بذكرى نزول القرآن، لكن يتبادر إلى ذهن البعض سؤالاً حول لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟

ومن خلال التقرير التالي نسلط على ما ورد في شأن لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟ وحكم ختمة القرآن الكريم خلال الشهر المبارك.

سورة الأعلى

لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟

شهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم كما أخبرت بذلك الآيات القرآنية من سورة البقرة، حيث يقول المولى تبارك وتعالى:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، ولعل فيما حوته الآيات بيان بأن القرآن قد نزل في شهر رمضان المبارك، كما جاءت في آيات أخرى ما يدلل على أن نزوله كان في ليلة القدر وهى إحدى ليالي شهر رمضان، لكن هل نزل القرآن جملة واحدة في هذه الليلة أم أنه كان في ليالي متفرقة وعلى عدد من شهور رمضان التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ ما أوحي إليه من ربه.

وتقول دار الإفتاء، إنه قد بدأ نـزول القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر في شهر رمضان، موضحة أن القرآن الكريم نـزل فيي ليلة القدر جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نـزل بعد ذلك مُنَجمًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب الظروف ومقتضيات الأحوال على مدى فترة رسالته صلى الله عليه وسلم.


وتابعت دار الإفتاء المصرية أن الله تعالى خص الله شهر رمضان بأداء الصوم فيه تشريفًا لشهر رمضان وتعظيمًا له.

 

لماذا نزل القرآن في شهر رمضان؟

وبين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، أن هذا الشهر الكريم الذي اختصه الله بكثير من الخصال أولى تلك الخصال نزول القرآن الكريم فيه قال تعالى : ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة :185]، وقال تعالى : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ [الدخان :3]. وقال سبحانه : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ [ القدر :1].

وأوضح أن هناك عدة تفسيرات في معنى نزول القرآن في شهر رمضان وتحديداً في ليلة القدر، منها التالي:

التفسير الأول : هو أن الله أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، واستند هذا التفسير لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «أُنزل القرآنُ في ليلة القَدْرِ جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعضه في إثر بعض» [الحاكم في المستدرك، والبيهقي في سننه].

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القَدْرِ، ثم أُنْزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ : ﴿وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلًّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ [سورة الفرقان : 33] ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاه لِتَقَرَأه عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاه تَنْزِيلًا﴾ [سورة الإسراء : 106]» [النسائي، والحاكم في المستدرك].

وقال القرطبي: «ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر على ما بيناه جملة واحدة وضع في بيت العزة في سماه الدنيا ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب وذلك في عشرين سنة» [تفسير القرطبي 2/297].

التفسير الثاني: أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قَدْر، أو ثَلاث وعشرين أو خمس وعشرين ـ حسب الاختلافات في مدة مكث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة بعد البعثة ـ في كل ليلة قدر ينزل ما يقدِّر الله إنزاله في كل السنة، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في جميع السنة، وقد حكى الفخر الرازي هذا القول، وتوقف في الأخذ به، هل هو أولى أو القول الأول.

التفسير الثالث: أنه ابتُدِئ نزوله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة . وهذا القول مروي عن الشعبي.

التفسير الرابع: أنه أنزل من اللَّوْح المحفوظ جملة واحدة، وأن الحفظة نجَّمته على جبريل في عشرين ليلة، وأن جبريل نجَّمه على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عشرين سنة .

وشدد على أن المعتمد هو أن جبريل عليه السلام كان يعارضه في رمضان بما ينزل به عليه طول السنة، وهو مروي عن ابن عباس. وقد حكاه الماوردي.

وأكد أن رمضان شهر القرآن وهذه أهم خصائصه، فعلى المسلم أن يخص رمضان بالإكثار من تلاوة القرآن كما أن ربه خصه بإنزال القرآن فيه، وكما كان حال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وكان ذلك في شهر رمضان، وقد شعر النبي صلى الله عليه وسلم بقرب أجله في العام الأخير لأن جبريل قد عارضه القرآن مرتين.

فضل الطاعة

كيف نختم القرآن في رمضان؟

وحول كيفية ختم القرآن في رمضان، يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إنه يمكن للقارئ أن يختم القرآن الكريم، مرة واحدة كل شهر بقراءة جزء يومياً، فيتم تقسيم الجزء في القرآن الكريم لـ8 قطع ليكون بذلك القرآن الكريم 240 ربع .

وأضاف خلال برنامجه " القرآن الكريم " المذاع على قناة صدى البلد،  أنه يمكن قرأة جزء من القرآن الكريم يوميا اذا تم قراءة صفحة في كل ركعة من الصلوات الفريضة والسنة .

وأوضح الدكتور على جمعة، أن كل جزء به عدد من المحاور وفيه كلمات قد لا ندرك معناها الدقيق فقد تكون حقيقية، وقد تكون مجازا وقد تكون مفردة، وقد تكون في تركيب لغوي،وبسبب ابتعاد الناس عن اللغة العربية لا يفهم البعض معني الكلمات .

فيما قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنّ علماء القراءات علمونا أنه يمكن قراءة جزء القرآن فى نصف ساعة دون إخلال في أحكام التجويد.

وأضاف «الجندي» ، أن كُتب السلف فيها إن الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني فى كتاب فتح البارى، في كتاب محمد بن نصر وغيره، بإسناد صحيح عن السائب بن يزيد «أن عثمان قرأ القرآن ليلة في ركعة لم يصل غيرها» وسيأتي في المغازي حديث عبد الله بن ثعلبة «أن سعدًا أوتر بركعة»، وسيأتي في المناقب عن معاوية أنه «أوتر بركعة»، وأن ابن عباس استصوبه.

وتابع الجندى: «فى سير أعلام النبلاء كان الشافعى يختم القرآن الكريم 60 ختمة، دى مش شغلتى ردوا عليهم بقى 60 ختمة يعنى محتاج 30 ساعة فى اليوم، قولوا بقى بركات الأولياء هل مفيش إلا هم الأولياء».

وتحدى الجندى، المحسوبين على تيار السلفيين، الذين هاجموه لحديثه عن قراءته 250 ألف مجلد على سبيل المجاز، وليس الحصر، قائلًا: «قدامهم حاجة من ثلاث، إما أن يصدقوا هذا الأمر ويلغوا عقلهم، أو انهم يقولوا هذا مجاز، أو يكذبوه وبالتالى يكذبوا السلف والصحابة».

جدير بالذكر أنه اشتهر في كتب التراجم وغيرها عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنه كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة وفي غيره ثلاثين وقيل ستين، فقد روى أبو نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن الربيع بن سليمان قال كان محمد بن إدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة ما منها شيء إلا في صلاة.

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه، بل أكثر كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة، ورواها ابن أبي حاتم عنه فزاد كل ذلك في صلاة، ومثله في تهذيب الكمال للمزي.

ونقل النووي في المجموع عن الحميدي أنه قال: كان الشافعي يختم في كل شهر ستين ختمة.

دعاء ختم القرآن

كيف نختم القرآن في رمضان؟

ونوضح طريقة ختم القرآن في أسبوع بما يلي:

اليوم الأول: سورة الفاتحة، وسورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء.
اليوم الثاني: من سورة المائدة إلى نهاية سورة التوبة.

اليوم الثالث: من سورة يونس إلى نهاية سورة النحل.

اليوم الرابع: من سورة الإسراء إلى نهاية سورة الفرقان.

اليوم الخامس: من سورة الشعراء إلى نهاية سورة يس.

اليوم السادس: من سورة الصافات إلى نهاية سورة الحجرات.

اليوم السابع: من سورة ق إلى نهاية سورة الناس.


دعاء ختم القرآن مكتوب

ومن دعاء ختم القرآن ما يلي:
• اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَامًا وَنُورًا وَهُدًى وَرَحْمَةً.
• اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَانَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَاجَهِلْتُ وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَارَبَّ العَالَمِينَ.
• اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
• اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ.
• اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ .
• اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ مَوَازِينِي وَحَقِّقْ إِيمَانِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ .
• اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.
• اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ .
• اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَاتُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَاتُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا .
• اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
• رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.