الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعاون الدولي: 23.3 مليون نسمة استفادوا من مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية

صدى البلد

هنأت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والمسئولين بكل من وزارة البيئة وجهاز شئون البيئة ومجموعة البنك الدولي، على الانتهاء بنجاح من تنفيذ مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة POPs الذى تم تمويله من خلال منحتين من مرفق البيئة العالمى بقيمة 8.1 مليون دولار أمريكى والصندوق الائتمانى إدارة التلوث والبيئة الصحية (Trust Fund Pollution Management and Environmental Health) بقيمة 750 ألف دولار أمريكى تحت إشراف البنك الدولى.

جاء ذلك خلال كلمة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، باحتفالية ختام مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة، وذلك بعد أن نجح المشروع فى تخلص مصر من حوالى ٢٠٠٠ طن من المبيدات العضوية الثابتة وعالية الخطورة والزيوت الملوثة بمادة ثنائي فينيل متعدد الكلور، وذلك بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتور على أبو سنة، الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة، وممثلي وزارات الزراعة واستصلاح الأراضي والكهرباء والطاقة المتجددة، ومارينا ويس، المدير القطري لمصر واليمن وجيبوتي بالبنك الدولي، وذلك بالمركز الثقافى البيئي التعليمي (بيت القاهرة) بالفسطاط.

وثمّنت وزيرة التعاون الدولى، جهود التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف ذات الصلة، حيث كان لجهود الوزارات المصرية المشاركة (وزارة البيئة، وزارة الزراعة، وزارة الكهرباء)، وكذلك لمجموعة البنك الدولي وفريق العمل المعني بإدارة المشروع، الأثر في أن تجعل هذا المشروع نموذجًا رائدًا وناجحًا من نماذج التعاون الإنمائي بدءًا من مرحلة التفاوض وانتهاءً بالتنفيذ الناجح له، والذي سيمكننا من البناء على ذلك في صياغة المزيد من المشروعات ذات الأولوية مع شركاء التنمية والتى تتميز بالكفاءة الفنية والتمويل التنموي الميسر، حيث سيساعد هذا على تحقيق أولويات الحكومة المصرية بهدف تحقيق التنمية المستدامة .

وقالت وزيرة التعاون الدولى، إن “هذا المشروع الذي نحتفل بإتمامه بنجاح استهدف تحسين إدارة الملوثات العضوية والتخلص من مخزون المبيدات القديمة، بما في ذلك الملوثات العضوية الثابتة، وذلك بطريقة سليمة بيئيًا، حيث ساهم المشروع فى التخلص من 1076 طنا من المبيدات المتقادمة عالية الخطورة”.

وأكدت أن منهج الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة التعاون الدولي، هو جعل المواطن محور الاهتمام وأساس وهدف مشروعات التعاون الإنمائي، وهو الأمر الذي انعكس على عدد المواطنين أو السكان المستفيدين من هذا المشروع، ليصل إلى 23.3 مليون نسمة؛ وإضافة إلى ذلك، فقد ساهم المشروع في تعزيز بناء القدرات من خلال تدريب ممثلي الوزارات المصرية، وبناء القدرات الوطنية في مجال حصر وتصنيف والتخلص الآمن من المبيدات لوزارتي الزراعة والكهرباء، وكذلك الشركات المحلية.

وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلي تعاون مصر الوثيق مع البنك الدولي، كونه شريكًا استراتيجيًا لمصر في إطار التعاون الدولي الإنمائي من خلال صور متعددة، من بينها إصدار تقارير ودراسات مهمة وتنفيذ مشاريع استراتيجية وتقديم المساعدات الفنية في مختلف المجالات التي تخدم رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة 2030، كما يدعم البنك الدولي جهود التنمية في مصر لتحسين جودة البيئة وعمل المناخ، وهو أمر نسعى جميعا لبلورة جميع الجهود حوله، خاصة في ظل رئاسة مصر
لـCOP27.

وفى ضوء التعاون المثمر مع البنك الدولى ووزارة البيئة، أوضحت "المشاط" أنه يجري حاليًا تنفيذ "مشروع القاهرة الكبرى لإدارة تلوث الهواء وتغير المناخ بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، والذي يهدف إلي تحسين جودة الهواء في القاهرة الكبري، بالإضافة إلى تمكين التعامل بشكل أفضل مع مستويات التلوث المرتفعة الحالية.

وأضافت "المشاط"، أنه يجري أيضًا إعداد مسودة تقرير المناخ والتنمية الخاص بمصر CCDR والذي سيساعد على تقييم المخاطر التي تتعرض لها التنمية من تغير المناخ وتحديد الفرص لإجراءات التخفيف والتكيف الملائمة للمناخ والمؤثرة في الوقت المناسب من قبل كل من القطاعين العام والخاص، كما نتعاون حاليًا في إطار الإعداد للدراسة التحليلية البيئية الجديدة لمصر CEA، حيث يعمل هذا التقرير على فهم حالة التحديات البيئية الرئيسية ويقدم توجيهات استراتيجية للحكومة المصرية لتحقيق نمو أخضر ومرن وشامل بالتركيز على ثلاث أولويات وهى: "الاقتصاد الأزرق مع التركيز على البيئة البحرية، والاقتصاد الدائري وإدارة التلوث / النفايات، والتمويل الأخضر".

وأشارت إلى أن هذا المشروع يرتبط مباشرة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف رقم 11 "مدن ومجتمعات محلية مستدامة" والهدف رقم 13 "العمل المناخى"، وهو ما يكسبه أهمية إضافية، خاصة في ضوء رئاسة مصر واستضافتها للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف cop27، مؤكدةً أن الانتهاء من المشروع وتنفيذ هدفه التنموي قبل انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف من شأنه أن يدعم الجهود المبذولة في إطار عمل المناخ، خاصة في ظل حرص وسعي الحكومة المصرية على الحفاظ على البيئة وخلق نظام بيئي مستدام من خلال خفض انبعاثات المواد الجسيمية بنسبة 50 بالمائة.

وتطرقت "المشاط" إلى أنه خلال 2021، وفرت وزارة التعاون الدولى 230 مليون دولار أمريكي لتمويل المشروعات البيئية بالتعاون مع شركاء التنمية سواء على المستوى المتعدد الأطراف أو الثنائي، كما تواصل وزارة التعاون الدولى التعاون من خلال الشراكات والحوار مع شركاء التنمية لدعم جهود الدولة المصرية والوزارات والمؤسسات الوطنية نحو العمل المناخي والتحول الأخضر.

من جانبها، أشادت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بنجاح وزارة البيئة من خلال مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة فى تخلص البيئة المصرية والعالمية مما يزيد على 2000 طن من مبيدات الملوثات العضوية الثابتة والمبيدات الراكدة والمهجورة عالية الخطورة والزيوت الملوثة بمادة ثنائى فينيل متعدد الكلور والمدرجة على اتفاقية استكهولم للملوثات العضوية الثابتة، والتى كانت مصر من أوئل الدول الموقعة عليها، وهو ما يؤكد التزام مصر بالاتفاقيات والمواثيق الدولية.

كما أعربت وزيرة البيئة عن سعادتها بهذا المشروع، مشيرة إلى مشاركتها في العمل على صياغة المشروع منذ أن كانت مسئولة عن ملف التعاون الدولى بجهاز شئون البيئة فى عام ٢٠١٠، فى ظل المشاكل التي كانت تواجه البيئة المصرية من المبيدات العضوية الثابتة والمبيدات الراكدة والمهجورة عالية الخطورة والزيوت الملوثة التي كانت توجد ببعض الأماكن مثل الزيوت المتواجدة بمخزن الصف بالجيزة وخطورة هذا المخزن على السكان المحيطين به، مشيرة إلى أن المشروع فاق فكرة التخلص من ٢٠٠٠ طن من الملوثات العضوية الثابتة وامتد إلى الحفاظ على صحة الإنسان.

وقالت وزيرة البيئة إن المشروع نجح فى الخروج بعدد من الإنجازات، منها قرار  وزير الزراعة بعدم وجود مبيدات مهجورة على الأض وتطبيق القانون بكل حزم لكل من يخالف ذلك، واستخدام تكنولوجيا تقوم على  معالجة الزيوت من المحولات الكهربائية وهي تعمل بالخدمة، إضافة إلى اكتساب أيدي عاملة مدربة وعدم الحاجة إلى خبراء دوليين، وتوطين التكنولوجيا  والعمل على دمج البعد البيئي فى القطاعات التنموية بالدولة.

وأكدت وزيرة البيئة نجاح المشروع فى تنفيذ مكونات،ه حيث يهدف المكون الأول إلى التخلص الآمن من ١٠٠٠ طن من مبيدات الملوثات العضوية الثابتة والمبيدات الراكدة عالية الخطورة، ويهدف المكون الثانى إلى التخلص الآمن من ١٠٠٠ طن من زيوت المحولات الكهربائية الملوثة بماده ثنائى فينيل متعدد الكلور. 

وأشارت إلى إضافة مكون جديد تم من خلاله تدعيم معامل الوزارة بأحدث الأجهزة والتدريب عليها لدعم قدرات الوزارة فى رصد نوعية الهواء بالقاهرة الكبرى، لافتة إلى تنفيذ المكون الأول والقيام بحصر وتحليل وإعادة تعبئة وتغليف كميات من المبيدات من عدة مواقع أولها ميناء الأدبية بالسويس، حيث كانت مخزنة به شحنة ترانزيت من اللاندين مجهولة المصدر بلغت حوالى 220 طنا ظلت به أكثر من 20 عاما، وتم نقلها خارج مصر لتحرق فى أفران خاصة فى فرنسا، والموقع الثانى مخزن فى مدينة الصف بالجيزة كان به ما يتجاوز 450 طنا من المبيدات المهجورة، حيث نقلت هى الأخرى وأُحرقت فى أفران خاصه فى كل من السويد وفرنسا، إلى جانب كل المخلفات الناتجة من عملية التخلص.

ونوهت وزيرة البيئة إلى قيام المشروع بالتعاون مع وزارة الزراعة فى حصر وتصنيف وتحليل عينات من المبيدات من مواقع مختلفة فى العديد من المحافظات، وتم البدء فى خطة التخلص الآمن منها وعمل الدراسات اللازمة لمعرفه إمكانية حرقها فى مصر من خلال بعض مصانع الأسمنت الكبرى إذا ما سمحت نوعيتها بذلك، وتم بالفعل تنفيذ ذلك بعد التوصل لحجم العبوات اللازمة لذلك كما تمت إضافة بعض الكميات التى تم حصرها فى عدد من الموانئ.

وأضافت وزيرة البيئة أن المشروع نجح أيضًا فى تحقيق المكون الثانى بالتخلص الآمن من ١٠٠٠ طن من زيوت المحولات الكهربائية الملوثة بثنائي فينيل متعدد الكلور من خلال معالجتها وإعادة استخدامها وتحقيق وفر اقتصادى كبير لأنها باهظة الثمن، مشيرة إلى أنه بعد إعداد الدراسات العلمية اللازمة تم اتخاذ القرار باستيراد وحدتى معالجة متحركتين  لهذه الزيوت بعد فحص أكثر من 13 ألف محول كهربائى بالتعاون مع وزارة الكهرباء والتدريب على أخذ وتحليل العينات على يد كبار الخبراء فى مصر والعالم.

وأوضحت أن الوحدتين تمثلان أحدث التكنولوجيات فى هذا المجال، حيث تتميزان بمعالجة الزيوت دون الحاجة لفصل المحول الكهربائى من الخدمة كما يمكن استخدامها فى التخلص من ملوثات أخرى، إضافة إلى عوامل الأمان العالية بها، كما أنها تتميز بخاصية العمل كوحدات معالجة ذكية وبالتعاون بين وزارة الكهرباء ووزارة البيئة تم وضع خطة لإنشاء وحدة خاصة لوحدتى المعالجة بحيث تخدم قطاعات أخرى والبلدان العربية والأفريقية.

ولفتت وزيرة البيئة إلى أن الوزارة نجحت فى تنفيذ المشروع من خلال منهج علمى يطبق أعلى المعايير والمواصفات الدولية ومعايير الأمم المتحدة مع الاستعانة بكبار الخبراء وكبريات الشركات العالمية من خلال رؤية واضحة تبلورت فى مختلف مراحل التنفيذ، حيث تم الاهتمام بالتدريب وبناء القدرات الوطنية، ونقل وتوطين أفضل التكنولوجيات وتوفير البنية الأساسية من أجهزة ومعامل لتحقيق الاستمرارية، وتم العمل من خلال التنسيق الكامل مع الشركاء “البنك الدولى ومرفق البيئة العالمى ووزارتا الزراعة والكهرباء وغيرها من الجهات”، وكذلك حرص المشروع على تحقيق نهج التنمية المستدامة بمراعاة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، كما قام المشروع بالتواصل المستمر مع المواطنين فى مناطق عمل المشروع والتعرف على آرائهم وانطباعاتهم حيال أنشطة المشروع، مشيرة إلى قيام المشروع بدراسات تقييم الأثر البيئى لمختلف أنشطته.

وأكدت وزيرة البيئة أن مصر الآن أصبحت تمتلك  الكوادر المؤهلة للقيام بمختلف الخطوات العلمية اللازمة فى هذا الشأن، وكذلك أحدث التكنولوجيات وتحقيق الاستمرارية.

كما وجهت وزيرة البيئة الشكر لكل الشخصيات والجهات التى قامت وعملت على صياغة هذا المشروع، موجهة الشكر للدكتور صلاح سليمان والدكتور رؤوف عكاشة والدكتور ممدوح شرف والدكتور أحمد مهينة ورئيس لجنة المبيدات السابقة بوزارة الزراعة الدكتور مصطفى كمال طلبة، كما وجهت الشكر لكل الشركاء من الوزارات المصرية والبنك الدولى على نجاح هذا المشروع والتخلص من ملوثات كانت قائمة منذ أكثر من ٣٠ عاما.

وأعربت مارينا ويس، المدير القُطري لمصر واليمن وجيبوتي بالبنك الدولي، عن سعادتها بالمشروع الذى حقق نتائج تتعدى أهدافه، نتيجة للتعاون الرائع بين جميع الأطراف المعنية، وفخرها بتمكن المشروع من توسيع المعامل وزيادة طاقتها وإنشاء وحدة للمتابعة والرصد لهذه الملوثات، حيث حقق أهدافه المستدامة، مشيرة إلى أن البنك الدولي ومرفق البيئة العالمي فخوران بهذا المشروع الذى أصبحت إنجازاته نموذجا رائعا يحتذى به على المستوى العالمي.

وقالت مارينا ويس، إن هذه  الإنجازات توضح التزام مصر بجدول الأعمال الموضوع والتزامها  بالأجندة البيئية وجدول الأعمال البيئى، خاصة فيما يتعلق باستراتيجية مصر ٢٠٥٠ وأيضا استضافتها لمؤتمر  الأطراف الـ٢٧ للتغيرات المناخية، مؤكدةً استمرار  الشراكة على مستوى مشروعات أخرى يتم  تمويلها من البنك الدولي، خاصة مشروع هواء القاهرة ومشروع التقييم البيئي الذي سيتم تقييمه وتقديمه إلى المنظمات العالمية قريبًا.