الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحسرة في انتظارك!

نيفين منصور
نيفين منصور

لا تصدق أن كل العلاقات الجميلة تدوم، مهما كان ظاهرها مبهرا، إلا أن العبرة دائما في مدى القدرة على الاستمرار وإلا تكون النهاية الوحيدة هي الانفصال المؤلم، والنهايات تأتي عندما تشتد الظروف فتظهر حقيقة من لديه الرغبة في الاحتفاظ بك وتحملك ومن مل منك مع الوقت ويرغب في التخلص منك لأنك لم تعد تتناسب مع طبيعة حياته الجديدة، مهما تخيلت أنك وجدت من يستطيع أن يفهمك أو من تظن أنه يشبهك في بعض الصفات، تمهل ولا تندفع، فالاندفاع يؤدي إلي العمى والعمى يؤدي إلى الصدمة مع الوقت، وفي النهاية تجد الحسرة في انتظارك، الحسرة على من ظننته يوما أنه يفهمك ويتقبلك كما أنت، ثم تفاجأ أن تلك المشاعر واهية وتنتمي إلى سراب، فبعض الناس مع الوقت يصابون بالممل منك ويحاسبونك على طبعك الذي ظننت أنهم يتقبلونه كما هو ويتخذون منه عيبا تُحاسَب عليه مع الوقت.

وتأتيك الحسرة على نفسك أيضاً وربما على سذاجتك في بعض الأحيان، فالروح تنجذب لكل من يعطيها الأمان ويستمع إليها ويشعرها أنها أمام مرآة وحديثها كحديث النفس بدون تجميل أو حسابات، وفجأة تصطدم روحك بالواقع، فتجد أن الأمور ليست كما كنت تظن، ربما للآخر حسابات مختلفة، ولم يعد يتحملك، أو ربما يرسم لك مساراً إذا لم تسلكه فأنت لم يعد مرحبا بك كما كنت تعتقد.

لا تصدق حلو الكلام، فالبعض قد يوهمك أنك له كالحياة، وأنه ممتن لوجودك وأنك بالنسبة له كالهواء الذي يتنفسه، ويظهر لك بعض المواقف التي تشعرك بأنه السند وسرعان ما تنقلب الأحوال ويتهرب منك أو يضعك علي رف النسيان عندما ينشغل بنفسه، وبحياته وربما أيضا يُذَكِرك بفضله عليك وأنك كنت في حياته كالوهم الزائف تأخذ ولا تُعطي، فتجد نفسك من هول الصدمة ليس أمامك سوى الرحيل.

الإنسان لا يتغير إلا بنسب متفاوتة، يتغير عندما يكون لديه الرغبة الحقيقية لذلك، ولا يحدث التغيير إلا في بعض الصفات أو العادات المكتسبة عن طريق التربية أو من العمل أو عن سوء فهم لبعض الأمور، وأحيانا عن البعد عن صحيح الدين، من لديه الرغبة الحقيقية لتعديل سلوكه أو فعله يتغير بتغيير المؤثرات المحيطة به، وقد يتحسن سلوكه مع الوقت وتتلاشي الصفات التي اعتاد عليها مع الزمن، والبعض الآخر لا يتغير ويظل منقسما على نفسه يستمتع بانقسامه وقد يؤدي جموحه إلى كوارث، فالجموح يبيح المحظورات لصاحبه، وعندما لا يصل لهدفه المرجو يشعر أن من حوله تحولوا إلى قيود كالأغلال لا بد من التخلص منهم مع الوقت، فالبعض يستمتع بوضع الخطط والأهداف للوصول إلى الشخصيات الصعبة، والمتعة لديهم تزيد كلما زادت الصعوبة، ولكن عندما تنتهي الخطة بفقدان الأمل بالاستمتاع بالوصول إلى غايتهم يصابون بالملل الشديد والإحباط ويكون الحل الأمثل هو الانصراف عن تلك الأهداف والبحث عن غيرها.

ربما تكون أنت يوما ما من ضمن تلك الخطط، وتنهار أمام عينيك سنوات من الخداع عندما تكتشف تلك الحقيقة، ولا تجد داخلك سوى الحسرة والإحباط، فتمهل دائما في اختياراتك، واقترب بكل حرص، ولا تصدق كل ما يقال لك حتى تثبت صحته، فالقلوب لم تعد تحتمل، والحسرة تمرض الروح، وتفقد الإنسان طعم الحياة.