الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الآذان واللاجئين.. رواندا تصبح محط أنظار العالم خاصة المسلمين.. اعرف السبب

رواندا
رواندا

تلتفت أنظار العالم إلى رواندا، والتي أصبحت محط الأنظار للكثير من الشعوب خاصة المسلمين، نتيجة القرارات الأخيرة المتعلقة بها، فمنذ شهر أعلنت السلطات في رواندا، حظر أذان صلاة الفجر عبر المآذن، ومع بداية الشهر الجاري، تكرر اسم الدولة الأفريقية مرة أخرى، عندما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن ترحيل المهاجرين من بلاده إلى رواندا في إطار اتفاق بين حكومة البلدين.

في هذا التقرير نستعرض، أبرز الأحداث التي جعلت من رواندا محط أنظار العالم خلال الشهر الماضي.

إلغاء أذان صلاة الفجر في رواندا

أعلنت السلطات في رواندا، في شهر مارس الماضي، حظر أذان صلاة الفجر عبر المآذن، وذلك لأن مكبرات الصوت في المساجد خلال الساعات الأولى من الصباح، ينتهك قوانين الحد من التلوث السمعي المعمول بها في البلاد، موضحة أن القوانين تسمح فقط بـ 55 ديسيبل كحد أقصى لشدة الصوت خلال النهار، وبـ 45 ديسيبل فقط خلال ساعات الليل، في المناطق السكنية.

وأشارت السلطات الرواندية، إلى أن بعض السكان اشتكوا من صوت أذان صلاة الفجر، والتي يحين موعدها ما بين الرابعة والخامسة صباحا، فيما يستغرق رفع الأذان نحو دقيقتين أو ثلاث دقائق، وقال مستشار مفتي رواندا سليمان مباروشيمانا، إن قرار السلطات جاء بعد مشاورات عميقة مع القيادات الإسلامية في البلاد، موضحا انهم بحثوا الأمر بالفعل مع السلطات والتي تؤكد أن أذان صلاة الفجر حظر من أجل الصالح العام، بينما يقول المسلمون إن حقهم في العبادة قد انتهك.

وأوضح المفتي،:"يجب الالتزام بالقرار، لأن ديننا يأمرنا باحترام قرارات أولي الأمر"، بينما اقترح بعض السكان على السلطات ألا يلغوا الأذان، ولكن عليهم أن يأمروا المسئولين في المساجد بخفض شدة الصوت، كما تفعل مع أصحاب الحانات حين تأمرهم بخفض صوت الموسيقى، مؤكدين أن الأذان جزء هام من الثقافة الإسلامية، ومنعه سيغضب عددا كبيرا من المسلمين لا سيما في شهر رمضان.

رواندا

ترحيل طالبي اللجوء في بريطانيا إلى رواندا

أما القضية الثانية التي أثارت جدلا عبر الأوساط الدولية، ما أعلنه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بشأن خطة بريطانيا بإرسال عدد من طالبي اللجوء إلى رواندا، حيث كشف في وقت سابق عن أن الخطة ستقتصر على ترحيل الذكور الذين يصلون إلى الجزر البريطانية وحدهم.

وقال جونسون، في خطابه الذي ألقاه في مدينة كينت، إن البرنامج سوف يكلف 120 مليون جنيه استرليني، وسوف ينقذ حياة العديد ويجنبهم الوقوع في براثن المهربين، مشددا على ضرورة الوقوف في وجهة المهربين، ومنعهم من تحويل المحيط إلى مقبرة مائية للاجئين، من خلال خطة تهدف إلى إعاقة عملهم.

وأضاف جونسون: "لا نستطيع أن نطلب من دافع الضرائب البريطاني أن يتحمل تكاليف قدوم من يرغب بالقدوم للحياة هنا بلا حدود، وأن من يصلون إلى بريطانيا للجوء لن يستقبلوا للإقامة في فنادق بل سيوضعون في مراكز احتجاز"، مؤكدا أن هذه الخطة منسجمة تماما مع القانون الدولي، لكنه اعترف أنه سيواجه تحديات في المحاكم ومع من وصفهم "بجيش من المحامين ذوي النوايا السياسية".

وقال جونسون إن رواندا تملك إمكانيات لإعادة توطين عشرات الآلاف في السنوات القادمة، بمن فيهم أولئك الذين دخلوا بريطانيا بشكل غير قانوني منذ بداية السنة، مشيرا إلى أنها واحدة من أكثر البلدان أمانا.

من جانبها قالت الحكومة الرواندية، إن اللاجئين سيحظون بحماية كاملة تحت القانون الرواندي، وسوف يحصلون على فرص عمل متكافئة والانتفاع بالنظام الصحي ونظام الرفاهية الاجتماعي.

رواندا

تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل اللاجئين

أما عن باقي قرارات رئيس الوزراء البريطاني، كانت كالتالي:

  • توزيع اللاجئين الذين يحصلون على اللجوء في المملكة المتحدة على مناطق متعددة.
  • تكليف البحرية البريطانية بمراقبة القنال الإنجليزي لم تسلل اللاجئين.
  • تخصيص 50 مليون جنيه لشراء معدات جديدة واستخدام أشخاص متخصصين لإدارة عمليات القنال.
  • افتتاح مركز حكومي جديد لتوطين المهاجرين في شمالي يوركشير.
  • السجن المؤبد كحد أقصى لمن يدانون بتهريب الأشخاص.

من غير المعروف التفاصيل الكاملة للخطة البريطانية بشأن ترحيل اللاجئين، ولكن من حديث جونسون، فإن المراحل الأولى تتضمن ترحيل الرجال غير المتزوجين، ومن المقرر أن تبدأ العمليات خلال أسبوعين، وبموجب الخطة سوف تتحمل رواندا المسؤولية عن الأشخاص الذين سيرسلون إليها، وتشرف على سير طلبات لجوئهم، وفي نهاية المطاف، سيحظون بإقامة طويلة في رواندا في حال حصولهم على اللجوء.

رواندا

الحكومة الرواندية تتعهد برعاية اللاجئين

وقالت الحكومة الرواندية إن المهاجرين يستحقون الحماية الكاملة بموجب القانون الرواندي، والمساواة في حق الحصول على العمل، والتسجيل في خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية.

وكانت رواندا، قد أعلنت عن توقيع صفقة بملايين الدولارات مع بريطانيا لاستضافة طالبي اللجوء والمهاجرين إلى المملكة المتحدة، في إطار محاولة الحكومة البريطانية للقضاء على الهجرة غير القانونية في البلاد.

كان 28526 شخصا قد دخلوا بريطانيا العام الماضي في قوارب صغيرة، بينما لم يتجاوز العدد 8804 عام 2020، وقد وصل حوالي 800 شخص الأربعاء الماضي، وقد يصل إلى 1000 شخص يوميا في الأسابيع القادمة.

رواندا.. من أعلى معدلات النمو في إفريقيا

كانت رواندا تعاني من ويلات الحرب الأهلية بين سكانها، ومن أفقر البلاد الأفريقية، ولكن اتباعها خطة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية، على مدى 27 عاما، جعلتها واحدة من أنجح بلاد أفريقيا نموا، حيث وصفها المنتدى الاقتصادي العالمي بأنها واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في وسط إفريقيا، وأشادت بها منظمات عديدة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لأنها أصبحت تمتلك نموذجها التنموي الموجه نحو الهدف، وبيئة الأعمال التي تتحسن باستمرار، وسياسات الرعاية الصحية والتعليم الخاصة بها.

ووفقا للبنك الدولي، أصبح الآن تشغيل شركة في رواندا أسهل وأسرع وأقل تكلفة مما هو عليه في معظم البلدان الأفريقية الأخرى، وفي تصنيفات "سهولة ممارسة الأعمال" لعام 2018م والتي يقيس به البنك الدولي تعقيدات إدارة شركة في بلدان مختلفة، جاءت رواندا في المرتبة 58 من أصل 183 دولة شملها الاستطلاع. 

ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تقوم رواندا حاليًا بتوزيع هواتف محمولة مجانية على الآلاف من العاملين الصحيين في جميع أنحاء البلاد، تُستخدم الهواتف لتتبع النساء الحوامل، وإرسال تنبيهات الطوارئ، والاتصال بعربات الإسعاف وتقديم تحديثات حول المشكلات الصحية عبر الرسائل النصية.

رواندا