الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دفع بوتين لتغيير خطته.. سر حصن آزوفستال بـ"ماريوبول"|يتحمل الاستهداف النووي والبري

مصنع آزوفستال
مصنع آزوفستال

تستمر الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وسط تطورات كبيرة على الصعيد العسكري، خاصة في نطاق المناطق الجنوبية، فمنذ أسبوع منيت البحرية الروسية بواحدة من أكبر خسائرها العسكرية منذ بداية الحرب، وهو غرق الطراد موسكفا، بالتزامن مع المعارك الطاحنة الدائرة بين الطرفين في نطاق مدينة ماريوبول المطلة على بحر أزوف، خاصة في نطاق مصنع أزوفستال والذي يعد الحصن الأخير للأوكران أمام الزحف الروسي بعد إعلانه السيطرة على الميناء في وقت سابق.

وفي صباح اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن جيشها يخطط للمرحلة التالية من العملية العسكرية الخاصة، للسيطرة على إقليم دونباس، وجنوب أوكرانيا بالكامل، وقال القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية، رستم مينيكايف، إن مهمة المرحلة الثانية من العملية تتمثل في بسط السيطرة على دونباس وجنوب أوكرانيا.

مصنع آزوفستال

المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسية

وأوضح مينيكايف خلال الاجتماع السنوي العام لاتحاد شركات الصناعات الدفاعية في منطقة سفيردلوفسك، أن إحدى مهام المرحلة الثانية من العملية الخاصة في أوكرانيا، والتي بدأت بالفعل، قبل يومين، هو بسط السيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا، لتوفير ممرا بريا إلى شبه جزيرة القرم.

وأضافت الدفاع الروسية، أن قواتها الصاروخية والمدفعية دمرت 9 مستودعات للوقود و 37 مركز قيادة خلال الليلة الماضية، أكملت 1285 مهمة إطلاق نيران خلال الليل، وقصفت 1221 معقلًا وأماكن تكدس القوى البشرية والمعدات العسكرية لأوكرانيا.

أهداف بوتين من محاصرة آزوفستال

من ناحية أخرى ذكر تقرير عسكري بريطاني اليوم الجمعة، أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمحاصر مصنع آزوفستال للصلب في أوكرانيا يشير على الأرجح إلى رغبته في السيطرة على المقاومة في ماريوبول، ومن المرجح أن يسفر هجوم بري شامل تشنه روسيا على المصنع عن ضحايا كثيرين من الروس، وهو ما يقلل كفاءتهم القتالية بشكل عام.

ويعد مصنع حصن أزوفستال، في ماريوبول، هو المعقل الأخير للقوات الأوكرانية المقاومة للجيش الروسي، والذي يستمر القتال حوله منذ أسابيع إلى أن أعلنت روسيا حصاره للتخلص من القوات المقاومة فيه، حسب تقرير الاستخبارات البريطانية.

السيطرة على ماريوبول وحصار آزوفستال

كان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بالسيطرة على مدينة ماريوبول الأوكرانية، باستثناء مصنع "آزوفستال" للصلب الذي تم محاصرته، وقال شويجو في لقائه مع بوتين داخل الكرملين، إن القوات الروسية سوف تحتاج من 3 إلى 4 أيام للسيطرة على مصنع آزوفستال في ماريوبول، مؤكدًا أن المقاتلين المتبقين والكتائب الأجنبية محاصرين به.

وأشار إلى أن القوات الروسية تحاصر نحو ألفي مقاتل بالمصنع، بينما سلم 1478 مقاتلا أوكرانيا أنفسهم بالفعل.

مصنع آزوفستال

من جانبه وجه الرئيس بوتين، قوات الجيش بعدم اقتحام منطقة مصنع "آزوفستال"، مشددا على ضرورة إحكام السيطرة عليها ومحاصرتها كي لا تستطيع حتى الذبابة المرور وذلك على حد وصفه.

وأرجع بوتين سبب إلغاء اقتحام "آزوفستال" لاعتبارات إنقاذ أرواح الجنود الروس، قائلا: "هذا هو الحال عندما يجب أن نعتني - أكثر من أي وقت آخر - بالحفاظ على حياة وصحة جنودنا وضباطنا، ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية.

وأضاف: "أغلقوا هذه المنطقة الصناعية حتى لا تستطيع الذبابة من المرور بها".

أبرز المعلومات عن آزوفستال

لعب مصنع أزوفستال، دورا مهما في اقتصاد مدينة ماريوبول، كواحد من أكبر مصانع التعدين في أوروبا، حيث كان ينتج أكثر من 4 ملايين طن من الصلب الخام سنويا، ويوفر العديد من فرص العمل للآلاف، أما الآن فهذه القلعة الصناعية العملاقة محاصرة من القوات الروسية منذ أسابيع وسط قصف عنيف، وتوقف عن العمل، متحولا إلى مأوى تحت الأرض ومعقلاً للمقاتلين الأوكرانيين، بما فيهم آزوف، وهي واحدة من أكثر الوحدات العسكرية مهارة وإثارة للجدل في أوكرانيا.

يعود تاريخ ازوفستال إلى 1930، وأوائل الحقبة السوفيتية، وهو بمثابة قلعة خرسانية مترامية الأطراف، تمتد على مساحة 12 كم، وأعيد بناؤه لاحقاً بعد أن ترك الاحتلال النازي ماريوبول بين عامي 1941 و 1943 في حالة خراب، وتشغل منطقة المصنع الآن ما يعادل أربعة أميال مربعة على طول الواجهة البحرية لمدينة ماريوبول، ويضم عددا كبيرا من المباني المقاومة للنووي والانفجارات ومسارات السكك الحديدية والأقبية والأنفاق تحت الأرض.

مصنع آزوفستال

تحصينات مصنع آزوفستال

ويمتلك المصنع ميناء شحن خاص به، ومنظومة مركبة ومتداخلة من المرافق الجوفية، منها طابق سفلي ضخم وشبكة أنفاق تربط بين مختلف أجزاء المصنع، وملجأ يمتد على عمق 10 أمتار تحت الأرض.

كل هذه التحصينات، تفسر عدم تمكن الجيش الروسي من اقتحامه حتى الآن، وتجعل من مصنع آزوفستال قلعة وحصنا منيعا للقوات الأوكرانية المحاصرة بداخله، والتي يقدر تعدادها بين 1500 إلى 2000 مسلح، وفقا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، منهم عناصر تابعة للقوات النظامية الأوكرانية وكتيبة "آزوف" القومية ومرتزقة أجانب.