الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات الفرنسية| هل يكون دعم لوبان لبوتين "القشة التي قصمت ظهر البعير"؟|خاص

بوتين ولوبان
بوتين ولوبان

يستعد الناخبون في فرنسا للتصويت بالجولة الثانية من  الانتخابات الفرنسية، والمقررلها 24 أبريل الجاري، وتشهد منافسة قوية بين الرئيس الفرنسي المنتية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة حزب التجمع الوطني مارين لوبان.

ماكرون ولوبان
ماكرون ولوبان

الانتخابات الفرنسية الجولة الثانية

وحسم إيمانويل ماكرون، الذي يحمل لواء تيار الوسط، وجعل من "الوحدة" عنوانا لحملته الانتخابية، الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي عقدت 10 أبريل الجاري، متفوقا على مارين لوبان بـ 4.7% من أصوات الناخبين الفرنسيين.

وحصل الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية - على 9.783.58 صوتا، بنسبة مئوية بلغت 27.8%، بينما حصلت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان على 8.133.828 صوتا، بنسبة مئوية بلغت 23.1%.

وقبل 48 ساعة من انطلاق العملية التصويتية بالجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، شن الرئيس ماكرون، اليوم الجمعة، هجوما على غريمته القومية، متهما لوبان بـ"محاولة خلق حالة انقسام في فرنسا حول الإسلام".

وقال ماكرون لمحطة "فرانس إنتر" الإذاعية: "يقتات اليمين المتطرف على الخوف والغضب مما يخلق حالة استياء"، لافتا أنه "يقول إن استبعاد أجزاء من المجتمع هو الحل، أريد أن أحاول الرد عليه، وأجعلنا نعيش كأمة موحدة".

وأقر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، بأن لوبان "كانت تتمتع بالحيوية وصدى بين بعض الناخبين"، مضيفا: "لقد تمكنت من الاستفادة من بعض الأشياء التي عجزنا عن القيام بها، بعض الأشياء التي لم أتمكن من القيام بها لتهدئة بعض الغضب، والاستجابة بسرعة لما يريده الناخبون".

وأبدت زعيمة التجمع الوطني روحا قتالية بعد مناظرة تلفزيونية مريرة خاضتها مع ماكرون، وفي حديثها لمحطة "سي نيوز" الفرنسية، دعت لوبان المواطنين إلى "قراءة بيانها والالتفات إلى إخفاقات ولاية ماكرون التي استمرت 5 سنوات".

كما ردت على الانتقادات التي أشارت إلى أن "سياساتها لن تصمد إذا ما خضعت للتدقيق"، قائلة: "أدعو الفرنسيين إلى التحقق بأنفسهم وبناء رأي بعد قراءة ما أقترح القيام به لمعالجة رعونة إيمانويل ماكرون".

وكشف أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد إبسوس ستيريا - اليوم، أن الفائز المحتمل  في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية التي ستجرى يوم الأحد، هو إيمانويل ماكرون.

ماكرون ولوبان
ماكرون ولوبان

حظوظ ماكرون ولوبان بالانتخابات

كما كشف الاستطلاع، إن الرئيس المنتهية ولايته يجمع الآن 57.5٪ من نوايا التصويت، مقابل 42.5٪ لمنافسته مارين لوبن.

وجرى الاستطلاع في ظل هامش خطأ يزيد أو ينقص 3.3 نقطة في كل مرة، وبذلك تكون الفارق بين المرشحين 15 نقطة مقابل 8 نقاط مساء الجولة الأولى 10 أبريل. 

وبحسب نتيجة الاستطلاع، فإن النتيجة لا تزال أصغر بكثير مما كانت عليه في عام 2017، قبل 5 سنوات، حين فاز إيمانويل ماكرون بنسبة 66.1٪ من الأصوات مقابل 33.9٪ لمرشحة حزب الحركة الوطنية اليمين المتطرف مارين لوبن.

وفي هذا الاستطلاع تم مسح عينة من 1600 فرنسي الخميس، قبل  ثلاثة أيام من الحولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وكانت المواجهة التي استمرت لأكثر من ساعتين ونصف بالمناظرة التقليدية التي جمعت إيمانويل ماكرون، ومارين لوبان، أقل توترا مما كانت عليه بالاستحقاق الانتخابي عام 2017، لكنها لم تكن خالية من ملفات ساخنة تبادل فيها الطرفان أصابع الاتهام.

ووفقا لاستطلاع رأي أجراه معهد "إلاب" بعد نهاية المناظرة، على 650 مشاهدا تزيد أعمارهم عن 18 عاما، اعتبر 59% منهم أن إيمانويل ماكرون، كان "أكثر إقناعا"، بينما رأى 39% أن مارين لوبان، ظهرت بشكل أفضل عن مناظرة عام 2017".

ويفيد الاستطلاع كذلك بأن الرئيس المنتهية ولايته، يملك القدرة على مسايرة الملفات التي ستكون مطروحة على طاولة رئيس الجمهورية المقبل.

فعند سؤالهم عن أي من المرشحين يتمتع بأكبر قدر من الصفات اللازمة لرئاسة الدولة، اعتبر 53% من المشاركين أن ماكرون أكثر مصداقية، مقابل 28% لصالح لوبان.

لوبان وماكرون
لوبان وماكرون

مناظرة تقليدية وتفوق لـ ماكرون

وتفوق آخر سجله ماكرون وسط ناخبي المرشح في الجولة الأولى، اليساري جان لوك ميلينشون، الذين وجدوا بحسب المعهد، أنه أكثر إقناعا بنسبة 61%، مقابل 39% للوبان.

واتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بأنها عبدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حصول حزبها على قرض قبل أعوام من بنك روسي.

وتخلل المناظرة اتهامات من كل طرف إلى الآخر بأنه "غير مؤهل لقيادة فرنسا التي تملك حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وثاني أكبر قوة اقتصادية في أوروبا".

واتّهم ماكرون منافسته بـ"التبعية للسلطة الروسية والرئيس بوتين، وذلك بسبب قرض مالي حصلت عليه من بنك روسي، وردّت لوبان بنفي هذا الاتهام بحدة، مؤكدة أنها "امرأة حرّة تماماً"، مبرّرة لجوءها إلى البنك الروسي بأنّ ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضاً.

‏وأشارت مرشّحة حزب التجمّع الوطني للرئاسة الفرنسية إلى أنها لا تتّفق مع عقوبة منع استيراد الغاز والنفط الروسي، معتبرةً أنها "لن تضرّ روسيا ولكن الشعب الفرنسي فقط".

وأحرجها عندما قال إن "دعوتها إلى منع الحجاب في الأماكن العامة ستؤدي إلى حرب أهلية، فتراجعت حدة طرحها في هذا المجال".

فقال ماكرون إن "مسألة الحجاب تخصّ ديناً معيناً، العلمانية ‏ليست محاربة أي دين، الحجاب ممنوع في المدرسة، أما منعُه في المدن فسيؤدي إلى حرب أهلية وما تقولينَهُ خطير جداً".

أما لوبان، مرشحة أقصى اليمين، فردت بالقول: "سأمنع الحجاب ‏في الأماكن العامة، فهو لباس يفرضه المتطرفون، لا أخوض حرباً ضد المسلمين، في حالات معينة هم ضحايا المتطرفين".

بوتين ولوبان
بوتين ولوبان

دعم بوتين ومأزق مرشحة اليمين

المحلل التونسي المقيم في فرنسا نزار الجليدي، قال إن الملاحظ في مناظرة هذا العام أن الرئيس "ماكرون" خاضها بإحساس الرئيس وبخطاب فلسفي أقرب إلى المسرح ما جعله يحشرها في الزاوية التي أرادها وأحرج بها "لوبان" في جبّة المتطرفة والمتواطئة مع الخارج.

وأضاف نزار - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": استعمل المترشحان جملا انتخابية نعتبرها مفاتيح مشاريع وهي مفاتيح تبدو أكثر اقناعا عند ماكرون، ومن هذه الجمل:

وتابع: قال ماكرون إنه في حالة إعادة انتخابه، فإنه سيسعى جاهدا لجعل فرنسا أكثر استقلالية وأقوى، يمكننا تحسين الحياة اليومية، "مشدّدا بالقول "أفضل طريقة لتعزيز القوة الشرائية هي محاربة البطالة".

وأردف: وهو نفس التصريح تقريبا لماري لوبان، التي قالت فينا يخص القدرة الشرائية: "أوافق تمامًا على وضع إجراء إضافي قصير الأجل، وهو الإلغاء التام لضريبة القيمة المضافة على مجموعة من 100 منتج استهلاكي أساسي".

وأشار: وأضاف إيمانويل ماكرون مخاطبا مارين لوبان: "سترتفع مبالغ فواتير الفرنسيين بعشرات أو حتى مئات اليوروهات شهريًا إذا تم انتخابك" لتجيبه: "سأكون رئيسة متابعة لشؤون الفرنسيين بشكل يومي".

واختتم: أمّا الضربة القاضية التي وجّهها إيمانويل ماكرون لمارين لوبان هو اتهامها بالتواطئ مع الخارج حينما خاطبها بالقول "أنت تعتمدين على القوة الروسية وعلى بوتين"،بل ذهب به الأمر إلى تحذير الفرنسيين من نشوب حرب أهلية في صورة انتخاب لوبان.

نزار الجليدي
نزار الجليدي