الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا تخشى أوروبا من سقوط ماكرون أمام لوبان في جولة الإعادة؟

لماذا تخشى أوروبا
لماذا تخشى أوروبا من سقوط ماكرون أمام لوبان في جولة الإعادة

تستعد فرنسا لإجراء جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل، حيث ستشهد مواجهة إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، في وقت تعتبر أوروبا فوز الأخيرة بمثابة "كابوسا" قد يغير هيكل التحالفات بالقارة العجوز مع استمرار الحرب في أوكرانيا.

وفي دعم واضح لماكرون، يكشف مدى القلق الأوروبي من سقوطه بجولة الإعادة، أعلن  المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيسا حكومتي إسبانيا والبرتغال، سانشيز وكوستا، دعمهم للرئيس ماكرون، داعين الفرنسيين لإعادة انتخابه.

وفي مقال رأي مشترك بعدد من الصح، حذر زعماء يسار الوسط في ألمانيا وإسبانيا والبرتغال، من مخاطر فوز اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وجاء في المقال المنشور بعدد من الصحف الأوروبية، أن الفرنسيين أمام اختيار بين "رئيس منتهية ولايته يقدر الديمقراطية والسيادة والحرية وسيادة القانون ومتطرفة تقف إلى جانب مستبدين مثل بوتين".

ما الذي يقلق أوروبا؟

تثير لوبان مخاوف دول الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا وبلجيكا، بسبب اختلاف سياستها بشأن صلاحيات التكتل والتعاون مع برلين، فضلا عن موقفها من الحرب الأوكرانية وروسيا.

وخلال المناظرة الرئاسية أمام ماكرون، قالت لوبان إنه ينبغي لأوروبا ألا تحظر استيراد النفط والغاز من روسيا.

وأوضحت أنها توافق على العقوبات ضد نخبة رجال الأعمال الأثرياء الروس والنظام المالي لكنها لا توافق على الإجراءات المرتبطة بالطاقة.

وأشارت المرشحة اليمينة إلى أن "العقوبة الوحيدة التي اختلف معها هي وقف استيراد الغاز والنفط الروسيين.. ذلك ليس الأسلوب الصائب".

واستغل ماكرون المناظرة لاتهام منافسته بالسعي لإخراج فرنسا من الاتحاد، فيما نفت لوبان قائلة إنها "تريد تطوير المنظومة الأوروبية".

واعتبر الرئيس المنتهية ولايته أن جولة الإعادة بمثابة استفتاء مع أو ضد أوروبا، وقال لمنافسته "أنت غير واضحة.. مشروعك لا يسمى الأشياء بمسمياتها.. لكنه يتمثل في الخروج من أوروبا".

واستغل ماكرون القرض الذي حصل عليه حزب لوبان لحملتها في انتخابات 2017 من بنك روسي للهجوم على غريمته، قائلا أنتِ تعتمدين على القوة الروسية وتعتمدين على السيد بوتن".

وفي هذا السياق، أكد زعماء ألمانيا والبرتغال وإسبانيا في المقال المنشور، أن "الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية لا يمكن أن تكون انتخابات عادية بالنسبة لنا.. الخيار الذي أمام الشعب الفرنسي خطير، بالنسبة لفرنسا ولكل فرد منا في أوروبا".

وكتبوا "الاختيار هو بين مرشح ديمقراطي يؤمن بأن قوة فرنسا ستمتد إلى اتحاد أوروبي قوي ومستقل.. ومرشحة يمينية متطرفة تقف بكل صراحة إلى جانب أولئك الذين يعتدون على حريتنا وديمقراطيتنا وقيمنا المستندة لأفكار التنوير الفرنسية".

ويحظى الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته على دعم قوي من قادة التكتل الأوروبي، خاصة أنه داعم لإنهاء الانقسامات بين أعضاء الاتحاد الـ27 لتعزيز أوروبا في أمام الولايات المتحدة والصين.

كما تدعت دول أوروبا خطط ماكرون مثل  التحول البيئي ومشروع زيادة القدرة الدفاعية الأوروبية، فضلا عن نشاطه الأخير في الأزمة الأوكرانية الذي رفع شعبيته، حسب الاستطلاعات الأخيرة.

في المقابل، تصف لوبان الانتقادات التي تتهمها بتقربها الشديد من روسيا، بمثابة محاكمة غير عادلة، مؤكدة أنها لم تكن تدافع سوى عن مصالح فرنسا.

ورغم ذلك، أعربت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في وقت سابٌ، عن إعجابها بالزعيم الروسي، وكانت تدافع باستمرار عن سياسة روسيا الخارجية.

وفي 2017، حصل حزب لوبان على قرض ممول من بنك روسي ومازال تسديده جاريا، وكررت المرشحة عزمها رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا إثر ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وفي مقابلة سابقة، قالت لوبان إن "أوكرانيا جزء من دائرة النفوذ الروسي، وهذه حقيقة.. وإذا كنتم تحاولون القول إن روسيا تمثل خطرا عسكريا على الدول الأوروبية، فإنني أعتقد أنكم تخطئون التحليل".

وأشارت إلى أن "روسيا لا تستحق أن تعامل بإجحاف.. ما دامت لم تشن حملات ضد الدول الأوروبية أو ضد الولايات المتحدة".

ورغم ذلك، تخلت المرشحية اليمينية عن خطة الانسحاب من منطقة اليورو وسداد الديون بالفرنك الفرنسي، ورغم ذلك يرى الخبراء أن فوزها قد يسبب فوضى داخل الاتحاد.

وعقب المناظرة الرئاسية، أظهر استطلاع للرأي نشرته محطة "بي إف إم" التلفزيونية، أن 59% من المشاهدين يرون أن ماكرون أكثر إقناعا من لوبان، لكن من غير الواضح كيف ستترجم هذه النتيجة في صناديق الاقتراع يوم الأحد المقبل.