الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفى "22 "

صدى البلد

تحدثت فى المقالة السابقة تفاصيل اقتحام سجن وادى النطرون وهروب قيادات الجماعة الإرهابية وإجراء مكالمة مع قناة الجزيرة وتحول شوارع مصر الى مشهد من مشاهد التخريب التى لم نراها شوى فى بغداد .

وأثناء وقوفى مع "ح ب " رئيس مباحث قسم قصر النيل وقت الاحداث اعلى كوبرى اكتوبر حضر اثنان من النشطاء شاهرين مطواه فى وجه العميد " ح ب " كانوا يريدون قتله وإلقائه من اعلى الكوبرى ، لولا قدوم سيارة الشرطة العسكرية التى كانت تحمل بيان فرض حظر التجوال .


تحركت معه بعد ذلك حتى وصل الى نقطة امان بعيدا عن ميدان التحرير ومحيط وسط البلد حيث يتواجد النشطاء ، الذين يعتبروننى منهم ، بعدها تركته فى طريق صلاح سالم عند نقاط تأمين الجيش ، وأنا فى طريقى لمنزلى شاهدت احد الحقوقيون  يقود مسيرة نزلت من التاكسى الذى كنت استقله وسرت خلف المسيرة التى اتجهت بعد ذلك الى قسم شرطة حدائق القبة ، قامت المسيرة بأقتحام القسم وإضرام النيران به ، قمت برصد مايحدث ثم توجهت الى منزلى وجدت اشخاصا ملثمين يقومون بإثارة الفزع فى كل شارع ينهبون المحلات ويقتحمون المنازل فى مشهد اقرب للكلاب المسعورة ، انتابتنى حالة من الفزع والرعب ، هاتفى لم يكف  عن الاستغاثات التى تصلنى من بعض زملائى وبعض الاهالى من قيام عناصر ملثمة باقتحام منازلهم ، لقد عاشت مصر أسوا ايّام وليالى سوداء حيث خرج الاهالى الى الشوارع لحماية أنفسهم وقاموا بتشكيل لجان شعبية ، لكن تلك اللجان تحولت فيما بعد الى عصابات بلطجة وسرقة بالاكراه ، تقوم بتثبيت المارة وسرقة متعلقاتهم الشخصية فى ظل غياب دور الامن ، الذى لم يقدره الشعب الا بعد أن ذاق مرارة تلك الاحداث ، فى تلك الأيام كان يقوم الاهالى بتحضير اوانى طهى ممتلئة بالماء المغلى ووضعها خلف باب الشقة بعدما قاموا بجمع كل محتويات المنزل من موبيليا خلف الباب ، ممسكين بعصاه او يد المكنسة وفى بعض الأحيان سلاح نارى ، تمهيدا لاستقبال العناصر الملثمة التى تقتحم المنازل والتى انتشرت فى كل ربوع مصر فى آن واحد لدرجة  انه فى بعض الاحياء الراقية قامت العناصر الملثمة بالاستعانة بمكبرات الصوت لمخاطبة الاهالى بإلقاء مقتنياتهم الذهبية من الشرفات افضل من الصعود اليهم وإحضارها بأنفسهم فى نبرة تهديد ووعيد ، ، شعر المواطنون حينها بأهمية ونعمة الامن والامان .

وفى مساء نفس اليوم حدثنى هاتفيا احد أعضاء الحركة الملعونة  ليبشرنى من وجهة نظره بأن هناك وفدا من السفارة الامريكية تواصل معهم وطلب منهم إشاعة نبأ قيام اللواء ا. ا مدير امن حينها ، بقيادة سيارة دبلوماسية تابعة لمبنى السفارة الامريكية بالقاهرة ليدهس بها المتظاهرين ، وكان ذلك قبل وقوع الحادث بساعة واحدة ، كان يهدف عضو الحركة من تلك المكالمة هو نشر فحواها عن طريق عدة فضائيات  ، بأن يكون الخبر مفاده قيام مدير امن بدهس المتظاهرين بسيارة دبلوماسية ، ليصبح حديث الناس وتكوين رد فعل معادى اكثر وأكثر ضد جهاز الشرطة ، بالطبع لم افعل ذلك ، وبعد ساعة تمت إذاعة الخبر بواسطة المذيعة التى تحدثت عنها ، المحرضة على حرق الأقسام ولكنها أذاعت الخبر على انه حدث بالفعل ، حيث قالت " جاءنا اتصالا من احد شهود العيان بميدان التحرير ، يؤكد قيام ا. ا بسرقة سيارة السفارة الامريكية ودهس المتظاهرين بها "  لم يلتفت احد وقت هذه الاحداث الى فبركة الحدث ولكن كانت هناك حالة احتقان وغليان ضد جهاز الشرطة ورجاله ، ومحاولات عديدة للنيل منه وكسر هيبته ، بغرض اسقاط الدولة ، وتم الزج باللواء ا. ا للسجن بتلك التهمة وتهم اخرى للتخلص منه ، حتى لا يصبح وزيرا للداخليه ، حيث كان هو اقرب المرشحين لتولى هذا المنصب خلفا للواء حببب العادلى .
اكتفى بهذا القدر وللحديث بقية اذا كان بالعمر بقية ، انتظروا حقيقة القناصة المقالة القادمة باْذن الله