الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 لقاءات في شهر.. زيارات مصرية أمريكية تحمل رسائل وقضايا هامة|تفاصيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتسم العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون المشترك والتنسيق الدائم على كافة الأصعدة لتأمين المنطقة من المخاطر التي تواجهها ومكافحة الإرهاب، ويأتي ذلك بناء على الدور المصري والمحوري في المنطقة وإحاطتها بكافة مفاتيح الشرق الأوسط.

السيسي يستقبل مستشار الأمن القومي

ويتضح التعاون والتنسيق المستمر بين الجانبين في كثرة اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها قادة الدولتين على كافة الأصعدة، وكان آخر هذه اللقاءات استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سولفان، الذي أكد على أهمية وقوة التحالف المصري الأمريكي، مع تطلع واشنطن لتطوير علاقات الشراكة مع القاهرة ونقلها إلى آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة.

وحضر اللقاء سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، إلى جانب نيكول شامبين القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة، وبريت ماكجورك منسق الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأمريكي، وجوشوا هاريس رئيس إدارة شمال أفريقيا بمجلس القومي الأمريكي، والسيدة أريانا برينجوت كبير مستشاري رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي.

وخلال الاجتماع، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي على أهمية وقوة التحالف المصري الأمريكي، مع تطلع واشنطن لتطوير علاقات الشراكة مع القاهرة ونقلها إلى آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار علاقات التعاون الوثيقة والممتدة بين البلدين، خاصةً في ضوء الدور المصري الهام بقيادة الرئيس السيسي في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهد أزمات دولية وإقليمية.

ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز وتدعيم شراكتها الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة، وكذا تكثيف التعاون والتنسيق بين البلدين على مختلف الأصعدة، وذلك في إطار المصالح المشتركة للبلدين، ولدعم جهود استعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط في ضوء ما يشهده من توتر واضطراب.

قضايا محل النقاش

وتطرق اللقاء إلى استعراض تطورات القضية الفلسطينية، حيث شدد الرئيس على أن حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية من شأنه أن يفرض واقعاً جديداً ويفتح آفاقاً واسعة لبناء السلام ومد جسور الثقة والتعاون والبناء والتنمية في سائر منطقة الشرق الأوسط.

في حين أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي عن التقدير البالغ للإدارة الأمريكية تجاه الجهود المصرية الممتدة لإرساء السلام في المنطقة، إلى جانب دورها الأساسي في التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومبادرات إعادة إعمار غزة.

كما تمت مناقشة آخر مستجدات عدد من القضايا الإقليمية، حيث أكد الرئيس السيسي على الموقف المصري الثابت المستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها، ويساعد على شغل الفراغ الذي أتاح للجماعات الإرهابية التمدد والانتشار.

وتمت أيضا مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أشاد سوليفان بجهود مصر الحثيثة على صعيد مكافحة الإرهاب، وتم التوافق بشأن أهمية دفع التعاون بين الجانبين في هذا المجال خلال المرحلة المقبلة بالنظر إلى ما يمثله الإرهاب من خطر رئيسي على المستوى الدولي.

وتطرق الاجتماع أيضا لمستجدات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.

السيسي مع قائد المنطقة المركزية

وفي لقاء آخر، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاثنين، قائد المنطقة المركزية الأمريكية الفريق أول مايكل كوريلا، بحضور الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإضافة إلى رئيس مكتب التعاون العسكري الأمريكي، والمستشار السياسي لقائد القيادة المركزية الأمريكية، وبمشاركة القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة.

وخلال الاجتماع، أكد الرئيس السيسي على أهمية التعاون العسكري المشترك في إطار العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، والتي تمثل ركيزة أساسية لصون السلم والأمن بمنطقة الشرق الأوسط، خاصةً في ظل الظروف التي تمر بها، والتي تتطلب تضافر كافة الجهود لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار، وفي مقدمتها الإرهاب الذي يتطلب بذل كافة الجهود الجماعية لمكافحته، مستعرضاً سيادته في هذا الصدد جهود مصر على المحاور والاتجاهات الاستراتيجية لاجتثاث هذه الآفة من جذورها.

أهمية الدور المصري في المنطقة

ومن جانبه، أكد قائد المنطقة المركزية الأمريكية حرصه على أن تكون مصر أولى محطات زياراته الخارجية في المنطقة منذ توليه منصبه، ومشدداً على تضامن الولايات المتحدة الكامل مع مصر في الجهود التي تبذلها لـ مكافحة الإرهاب باعتباره التحدي المشترك الأخطر الذي يواجه المنطقة ويهدد الأمن الإقليمي بأسره.

كما أكد على الدور المصري الفاعل والمحوري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والنابع من الخبرة العريضة والفهم العميق للرئيس لطبيعة الأوضاع والتحديات في تلك المنطقة الهامة من العالم، وهو ما يتجسد في الجهود المصرية لتعزيز السلم والأمن الإقليميين، الامر الذي يفرض أهمية استمرار التعاون العسكري المصري الأمريكي المشترك، وتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وتقدم المسئول العسكري الأمريكي بالعزاء إلى الرئيس في شهداء القوات المسلحة الذين استشهدوا جراء الاعتداء الإرهابي الغادر الذي وقع مؤخراً في سيناء.

وتناول اللقاء التباحث بشأن سبل الدفع والارتقاء بالتعاون العسكري والأمني بين مصر والولايات المتحدة، فضلاً عن التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وبرامج التدريبات المشتركة وتأمين الحدود، كما تم التطرق إلى آخر التطورات بالنسبة لعدد من الأزمات والملفات في المنطقة، خاصةً أمن البحر الأحمر، حيث تم التوافق على استمرار التشاور والتنسيق الثنائي المنتظم بين الجانبين تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك للبلدين الصديقين.

السيسي مع وفد الكونجرس

وعلى صعيد آخر، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، 16 أبريل الماضي، وفداً من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور ريتشارد شيلبي، بحضور وزير الخارجية سامح شكري.

وأكد الرئيس السيسي خلال الاجتماع على الأهمية التي توليها مصر للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، وذلك في إطار العلاقات الثنائية الراسخة بين مصر والولايات المتحدة.

وأكد السيسي أيضا حرص مصر على تعزيز تلك العلاقات في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، لاسيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة.

من جانبهم؛ أكد أعضاء الوفد الأمريكي الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر، مثمنين المستوى المتميز للتعاون المشترك بين البلدين.

كما شدد الوفد على أن مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلاً عن كونها شريكاً محورياً للولايات المتحدة في المنطقة.

وأعرب الوفد على التقدير البالغ لدور مصر الناجح والفاعل تحت قيادة الرئيس السيسي في تحقيق الاستقرار والأمن بمصر، بعد النجاح في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة لحرية الاعتقاد، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تتم داخل مصر لتحقيق التنمية الشاملة.

وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من المجالات، لاسيما على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي، كما تم التطرق إلى التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

وجرى أيضا التباحث بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، حيث أشاد وفد الكونجرس بالجهود المصرية الداعمة لعملية السلام، في حين أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً للتعايش والتعاون بين جميع شعوب المنطقة.

زيارة سامح شكري لواشنطن

واستكمالا للزيارات بين الجانبين، قام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة رسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 11 إبريل الماضي، والتي تأتي في إطار تكثيف التواصل والتشاور بين البلدين الصديقين ومواصلة تعزيز كافة أُطر العلاقات الاستراتيجية المتميزة بينهما، وتبادل الرؤى إزاء أبرز القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وخلال الزيارة، قام شكري بلقاء نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن وعدد من مسئولي الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع عدد من أعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومراكز البحث والفكر بالولايات المتحدة.

العلاقات المصرية الأمريكية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تتالي زيارات المسؤولين الأمريكيين وآخرهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى القاهرة، وأيضا استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لقائد المنطقة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، تأتي في إطار تباحث القضايا المشتركة، مشيرا إلى أن هذه الزيارات تأتي بعدة زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى واشنطن وإجراء الحوار الاستراتيجي بين البلدين، ثم تلاها زيارة وفد من الكونجرس إلى مصر.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات جيدة، وربما ستزيد في الفترة المقبلة وتتكثف نتيجة القضايا المشتركة بين البلدين.

القضايا المشتركة بين البلدين

وعن القضايا المشتركة، أشار فهمي إلى أن هناك قضية مواجهة الإرهاب في المنطقة خاصة مع وقوع بعض العمليات الإرهابية في سيناء وأيضا في إسرائيل، بالتالي الولايات المتحدة لديها تخوف من مد إرهابي جديد يحدث في المنطقة خاصة في الدول الأكثر استقرارا في الإقليم.

ولفت إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر بتوقيت حساس خاصة مع وجود الأزمة الروسية الأوكرانية، بالتالي من الواضح أن الإدارة الأمريكية تريد أن تبعث برسائل مهمة إلى مصر بالحرص على توطيد أركان الشراكة المصرية الأمريكية بصورة كبيرة، والاستجابة للمطالب المصرية التي لا تتعلق فقط بصفقة الـ F 15 ولكن مرتبطة بحجم الشراكة بين القاهرة وواشنطن.

وتابع: "هناك أيضا الحديث في مجالات أخرى للتعاون بين البلدين في الإقليم سواء في الملف الفلسطيني وأهمية الدور المصرية الذي تقوم به في قطاع غزة وعدم تجدد العمليات المسلحة، وأيضا تجديد للشراكة بعد اللقاء الذي تم في النقب  والحضور المصري به".

الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكيِ

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن هناك أمرا آخر وهو الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والمخطط الهام الذي يجري الآن لعقد قمة إقليمية بين الدول العربية والرئيس الأمريكي، لافتا إلى أنه من المقترح أن تكون مدينة شرم الشيخ هي مقر اللقاء.

وأشار فهمي إلى أن هناك حرصا أمريكيا لتدعيم الشراكة الأمريكية المصرية وتنميتها وتقويتها، وهناك أيضا تخوف من انحيازات مصرية مباشرة في الأزمة الروسية الأوكرانية مع الاستجابة المباشرة للمتطلبات السياسية والأمنية منها قضية الإرهاب وتطوير مؤسسات التعاون والشراكة.