الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب في أوكرانيا.. لماذا تتصارع موسكو وكييف على جزيرة الثعبان الصغيرة؟

جزيرة الثعبان
جزيرة الثعبان

دخلت  الحرب في أوكرانيا يومها الـ80، حيث تتواصل عمليات القتال داخل المدن الأوكرانية المختلفة وسط فشل كافة المساعي الدولية في التوصل إلى حوار دبلوماسي يساعد على وقف العمليات الحربية بين الطرفين.

الحرب الروسية بأوكرانيا 

ويسعى الطرف الروسي من خلال العمليات العسكرية اليومية إلى الاستيلاء على نقاط قوة على الأرض تمثل ضغطا على الطرف الأوكراني وتزيد من الحصار المفروض حول الكثير من المناطق الأوكرانية خاصة ذات الأهمية الاستراتيجية والتي يوجد بعضها في البحر الأسود.

أحدث هذه النقاط وتعد منطقة استراتيجية في البحر الأسود، هي جزيرة الثعبان، التي تسمح بتشكيل تهديدات خطيرة ومكشوفة في الوقت نفسه، حيث أصبحت هذه الجزيرة رمزا للمقاومة الأوكرانية، فهي منذ اليوم الأول للحرب، هاجمها الروس للاستيلاء عليها.

وتوفر الجزيرة التي تبلغ مساحتها هكتارات قليلة منصة إطلاق خطيرة في كل مكان حولها، حيث تقع على مسافة نحو 50 كيلومترا من مصب نهر الدانوب، أحد الأنهار الرئيسية في أوروبا والطريق التجاري المهم، وعلى مسافة حوالى 100 كيلومتر من أوديسا، وتسمح نظريا بضرب كل الساحل الأوكراني.

وتقع الجزيرة على مسافة أقل من 200 كيلومتر من ميناء كونستانتا الروماني الرئيسي و300 كيلومتر من القاعدة الروسية الرئيسية في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول.

وتوفر الجزيرة في أوقات السلم نطاقا بحريا واسعا وتتمتع بثروات طبيعية وخصوصا مواد نفطية.

وكان على رومانيا وأوكرانيا اللجوء إلى القضاء لتسوية النزاع بينهما للسيطرة على هذه الموارد، ففي العام 2009، أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها وقررت أن الجزيرة أوكرانية.

وتعتبر (جزيرة الثعبان) نقطة استراتيجية أساسية يجب رصدها كونها تمنع الوصول الجوي والبحري إلى كل الشريط الساحلي الأوكراني، و"تشكل تهديدا على مصب نهر الدانوب".

جزيرة الثعبان الصغيرة

ويمكن أن يستخدم الروس جزيرة الثعبان كمنصة "لوضع معدات دفاعية مضادة للطائرات ومعدات دفاع مضادة للسفن لكن أيضا أنظمة صواريخ متوسطة المدى بالإضافة إلى القوة النارية لسفن أسطول البحر الأسود، وهي نقطة دعم تسمح بأن يكونوا أكثر ثقة في محاولات الاقتراب من السواحل الأوكرانية".

وعلى صعيد القتال، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن حصيلة الضحايا بين المدنيين خلال العملية العسكرية التى تجريها روسيا في أوكرانيا اقتربت من عتبة الـ3.5 ألف شخص، وفقا لروسيا اليوم.

وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن 3496 مدنيا قتلوا وأصيب 3760 آخرين على الأقل فى أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى 24 فبراير الماضى، مؤكدة أن بين القتلى 821 امرأة و196 طفلا على الأقل.

ولفتت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنه من بين الضحايا قتل 1865 مدنيا وأصيب 1928 في أراضي مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك الخاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني، بينما قتل 1631 مدنيا وأصيب 1832 في المناطق الأوكرانية الأخرى الخاضعة لسيطرة قوات كييف، وتقدر الخسائر بين المدنيين في الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الروسية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وفقا للبيانات الأممية، بـ115 قتيلا و462 جريحا.

وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن معظم هؤلاء الضحايا استهدفوا بأسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق، محذرة من أن الحصيلة الحقيقية تتجاوز بشكل ملموس على الأرجح هذه الإحصاءات الرسمية بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق التي تشهد مواجهات ضارية.