الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العنصرية تضرب الولايات المتحدة في مقتل.. بلد الحريات تفشل في حماية السود

مقتل 10 أشخاص رميا
مقتل 10 أشخاص رميا بالرصاص في سوبرماركت في بافلو بدافع عنصري

عاودت العنصرية لتضرب الولايات المتحدة الأمريكية بقوة بعد الحادث التي شهادته مدينة بوفالو بشمال ولاية نيويورك، صباح اليوم، الأحد.

 

هجوم عنصري يسفر عن مقتل 10 أشخاص

وأقدم شاب من ذوي البشرة البيضاء على قتل 10 أشخاص من البشرة السوداء داخل أحد المتاجر، وكان معظهم أمريكيون من أصول أفريقية.

وصنفتها السلطات على أنها جريمة عنصرية ومجزرة ذات طابع عنصري،  حيث أوقف القاتل على الفور في مكان الواقعة، وهو ملاحق بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار" وقد أودع السجن. 

 جريمة عنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية 

وأفاد ستيفن بيلونجيا، الشرطي في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في بوفالو، خلال مؤتمر صحافي في هذه المدينة الشمالية الواقعة على بحيرة إيرييه قرب الحدود مع كندا: "نحقق في هذه الحادثة باعتبارها جريمة مدفوعة بالكراهية وقضية تطرف عنيف بدوافع عنصرية".

وكشفت الشرطة والسلطات القضائية المحلية أنه شاب أبيض يبلغ 18 عاما يرتدي زيا من النوع العسكري، وكانت بحوزته سترة واقية من الرصاص وخوذة وكاميرا من أجل بث جريمته مباشرة على الإنترنت.

وقال جوزف غراماغليا، قائد شرطة بوفالو، إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون، موضحا أن 11 من مجموع الضحايا هم من السود والاثنين الآخرين من البِيض، في هذا الحي الذي تقطنه غالبية من الأمريكيين من أصول أفريقية في بوفالو.

وتابع غراماغليا أن الشاب أطلق النار في البداية على أربعة أشخاص في ساحة لركن السيارات في سوبرماركت "توبس"، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، قبل دخوله إلى المتجر، حيث ارتكب مجزرة.

وفي السوبرماركت أطلق عليه حارس أمني، هو شرطي متقاعد، النار لكن الشاب المحمي بسترته الواقية من الرصاص لم يصب، وأطلق النار على الحارس.

جريمة بشعة في نيويورك 

وعندما وصل عناصر الشرطة إلى المكان بسرعة، صوب الشاب سلاحه نحو رقبته، قبل أن يستسلم لهم، بحسب المفوض غراماغليا.

ووصف جون غارسيا، مسئول الشرطة في مقاطعة إرييه، الهجوم بأنه "جريمة مدفوعة بالكراهية" وبأنها "عنصرية" ارتكبها رجل "يجسد الشر".

وتشير عبارة "جرائم الكراهية" تقليديا في الولايات المتحدة إلى فعل موجه ضد شخص بسبب عناصر في هويته مثل العرق أو الدين أو الجنسية أو التوجه الجنسي أو إعاقة محددة، وبما أنها جريمة فيدرالية تنطوي على ظروف تشديدية، فهي تؤدي تلقائيًا إلى عقوبات أقسى.

وردا على سؤال عما إذا كان مطلق النار يواجه عقوبة الإعدام على المستوى الفيدرالي، قال الممثل المحلي للنيابة العامة إن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

بدأ منفذ العملية الذي كان يحمل كاميرا بث جريمته على منصة "تويتش" التي قالت إنها "صدمت" ووعدت بـ"عدم التسامح مطلقا مع أي شكل من أشكال العنف".

وأفادت الشبكة الاجتماعية بأن المحتوى حذف بعد "دقيقتين" على بدء بثه، وأنه جرى "تعليق حساب المهاجم نهائيا"، مشيرة إلى أن "كل الحسابات التي يحتمل أن تعيد نشر هذا المحتوى تخضع للرقابة".

وتحدثت وسائل إعلام أمريكية أيضا عن "بيان" ذي طبيعة عنصرية نشر على الإنترنت، كما هو الحال غالبًا في الجرائم التي يرتكبها متعصبون للعرق الأبيض. 

وكشفت صحيفة "بوفالو نيوز" أن كلمة مهينة وعنصرية ويحظر استخدامها في الولايات المتحدة لوصف السود، كتبت بالأبيض على قطعة السلاح.

وقالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكل على “تويتر” إنها "مجزرة مروعة ارتكبها شخص يؤمن بتفوق البيض".

 حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكل

من جهته، كشف رئيس بلدية بوفالو بايرون براون وهو أمريكي من أصل أفريقي، أن منفذ الهجوم سافر لساعات من أجل ارتكاب جريمته في حي في بوفالو تقطنه غالبية من السود.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها قتل أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكي،ة فقد سبقها اتهامات للشرطة الأمريكية بالعنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء، بعد حادث مقتل أمريكي من أصول أفريقية، خرجت على أثرها احتجاجات ضد الشرطة الأمريكية.

وقتلت الشرطة مواطنا من ذوي البشرة السمراء، رميا بالرصاص، في مدينة لافاييت بولاية لويزيانا، في عام 2020، ووثقت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظات قتل بيليرين، حينما كانوا 6 من رجال الشرطة يحاصرونه قبل أن يطلقوا الرصاص عليه نحو 10 مرات.

ووصف التحالف الأمريكي لحماية الحريات المدنية، ما حدث بأنه حادث مروع لعنف الشرطة تجاه شخص من ذوي البشرة السوداء والذي أسفر عن مقتله.

جرائم التميز العنصري في الولايات المتحدة 

وازدادت البلاغات عن جرائم الكراهية عام 2020 في الولايات المتحدة، خصوصاً تلك التي استهدفت ضحايا من السود ومن أصول آسيوية، بحسب إحصاءات نشرتها الشرطة الفدرالية 30 أغسطس 2021.

وفي المجمل، أبلغت قوات الأمن الأمريكية العام الماضي عن 7759 جريمة بدافع العنصرية ورهاب المثلية والتمييز على أساس الجنس ومعاداة السامية والعداء تجاه أقليات، مقابل 7287 جريمة عام 2019، في زيادة بلغت نسبتها 6%.

وارتفع عدد الجرائم المستنكرة والتي استهدفت أمريكيين من أصل أفريقي بنسبة 40%، من 1972 جريمة إلى 2755 خلال هذا العام الذي شهد تظاهرات حاشدة لحركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهم).

أمريكا تتصدر قائمة الدول الأكثر عنصرية في العالم 

جدير بالذكر أن الصين أصدرت في 28 فبراير "تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة خلال عام 2021". 

وجاء في التقرير أن "فيروس" العنصرية المتجذر في الولايات المتحدة قد انتشر جنبا إلى جنب مع فيروس كورونا، حيث تكررت جرائم الكراهية والتميز العنصري ضد أصحاب البشرة السوداء.

حادث إرهابي وعنصري تخلص فيه العقوبة 

وفي هذا الصدد، قال مهدى عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي والباحث والمحلل السياسي، إن هذه الحادثة حدثت في شمال ولاية نيويورك في منطقة بوفالو وتعتبر عاصمة الولاية.

وأوضح عفيفي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن البوليس اعتبر هذا الحادث هو حادث إرهابي وعنصري، تخلص فيه العقوبة وتتدخل فيه المباحث الفيدرالية التي استطاعت القبض على منفذ العملية الذي كان مجهزا ببنادق رشاشة تم تعديلها لإطلاق أكبر عدد من الرصاص.

وتابع: “وصور المعتدى هذه الحادثة عند ارتدائه خوذة بها كاميرا كانت تنشر ما يقوم به بشكل وقتي على الهواء مباشرة، أدت إلى وفاة عشرة أشخاص وإصابة 3، ولكن تصدى للمعتدى حارث متواجد في المكان ولكن المعتدى في حوزته بندقية رشاشة وخلص عليه”.

وأكد أن "هذا الحادث هو حادث عنصري لأنها منطقة سود والذي قام بهذا الحادث شاب من أصحاب البشرة البيضاء، وبالفعل هذا الموضوع وصل إلى البيت الأبيض".

مهدى عفيفي