الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: أقبلوا إلى ربكم في دنياكم ولا تهتكوا أستاركم عنده

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم ، إمام وخطيب المسجد الحرام، اعلموا أن الدنيا دار ممر، والآخرة دار مقر، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم.

الشريم: أقبلوا إلى ربكم في دنياكم 

وأضاف «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، قائلاً: أقبلوا إلى ربكم في دنياكم قبل أن يخرج منها أرواحكم وأبدانكم، فإليها جئتم ولغيرها خلقتم، وفيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون، و اعلموا أيضا أن النفس إذا انهمكت في دنياها؛ صار لانهماكها رجع صدى في خلقها وتخلقها.

 وأوضح أن النفس إذا لم يتعهدها صاحبها في غمرات الدنيا ومهامه زخرفها، ساء طبعها فاعوج خلقها، وخرج من مسار الحسن إلى مسار القبح، والنفس بلا خلق حسن هباء منثور، وسوء عاقبة وثبور، إذ ما قيمة النفس بلا أخلاق ، وما معنى الحياة إذا لم تكن في دائرة الخلق الحسن، الذي هو للإنسان كالماء للسمك، فما الظن بالسمك إذا فارق الماء.

الأخلاق الحسنة عماد الأمم 

وأشار إلى أن الأخلاق الحسنة هي عماد الأمم إن سادت أخلاقهم سادوا، وإن بادت أخلاقهم بادوا ولو كانوا أحياء يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، لأن الأكل والمشي ليسا من اختصاص حياة بني آدم وحسب، بل يشركهم فيهما البهائم والأنعام.

وتابع:  وإنما أكرمهم الله بعقول يستزرعون بها حسن الخلق والسجايا الصالحة؛ لينشروا بها الرحمة والألفة، ويئدوا البغضاء والشحناء، فإن سوء الخلق يفسد على القريب قرابته حتى يصبح عدوا لدودا، فإخوة يوسف عليه السلام قال بعضهم لبعض « اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ » الآية 9 من سورة يوسف.

حسن الخلق يكرم البعيد

وأفاد بأن حسن الخلق يكرم البعيد إذا تحلى به حتى يصبح قريبا ودودا، فالذي اشترى يوسف عليه السلام قال لامرأته « أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ » الآية 21 من سورة يوسف فبالأخلاق الفاضلة تسود الأمم، وتستقر المجتمعات، وتسمو الأسر، وتنحسر العداوات، وتنشرح الصدور.

وأكد أنه يؤتى الناس من أخلاقهم، فلا قتل إلا بشحناء، ولا شحناء إلا بغضب، ولا غضب إلا بضيق العطن، وما ضاق عطن امرئ قد استوت السماحة على عرش فؤاده، وما يلقى الخلق الحسن إلا ذو حظ عظيم.