من فولكس فاجن حتى لوسيد..استثمارات بالمليارات للتحول الكهربائي والمشتري يحاسب على الفاتورة

على مدار العشر سنوات الماضية، كان مصنعو السيارات حول العالم يستعدون للانتقال المستقبلي إلى السيارات الكهربائية الخالصة بوتيرة بطيئة لكنها ثابتة، و مع استمرار نمو قطاع إنتاج السيارات الكهربائية أصبح لزامًا على الشركات إنفاق المليارات في استثمارات البنية التحتية والتوسعات، بدءًا من المصانع الستة العملاقة في جميع أنحاء أوروبا التي أعلنت عنها مجموعة فولكس فاجن الألمانية العام الماضي مرورًا بخطط فورد لبناء مصنعين ضخمين للبطاريات في تينيسي وكنتاكي مع شريكها SK Innovation باستثمار إجمالي يزيد على 11 مليار دولار.

ومن خلال إعلانات شركات السيارات في الآونة الأخيرة تتضح معالم الصورة بشكل أوضح وأن الانتقال إلى المركبات الصديقة للبيئة سيكون بمعدلات أسرع مما هو متوقع، واتخذت  فولكس فاجن  خطواتها الفعلية في خطتها لإنتاج السيارات الكهربائية الأوروبية بإعلانين لوسائل الإعلام المختلفة، وستنفق الشركة مليار يورو (أقل بقليل من 1.1 مليار دولار) لبناء فولكس فاجن ID.4 الكهربائية بالكامل في مصنعها في إمدن بألمانيا، وستقوم  فولكس فاجن  وسيات بتخصيص 10 مليارات يورو (10.6 مليار دولار) لتحديث مرافق وخطوط الإنتاج في جميع أنحاء إسبانيا.

 وقالت فولكس فاجن في إعلانها إن الأموال تمثل أكبر استثمار صناعي منفرد في تاريخ إسبانيا.

ويمتد التحول الكهربائي في كل أنحاء العالم ليشمل عددا كبيرا من الدول، بالتزامن مع رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي. 

وأعلنت مجموعة هيونداي موتور أنها ستبني أول منشأة متخصصة في تصنيع المركبات الكهربائية والبطاريات في الولايات المتحدة الأمريكية بمقاطعة بريان ، ولاية جورجيا. وستتطلب المرافق الجديدة من هيونداي إنفاق حوالي 5.5 مليار دولار ، وسيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل لاحقًا. 

وكشفت هيونداي أنها ستكون قادرة على بناء 300 ألف مركبة كهربائية سنويا في المصنع الجديد عندما يكون جاهزًا للعمل بكل طاقته، وستبدأ هيونداي المصنع في أوائل عام 2023 ، مع بدء الإنتاج التجاري في النصف الأول من عام 2025.

و أعلنت شركة "لوسيد موتورز" الأمريكية المتخصصة في السيارات الكهربائية عن منشأة إنتاج جديدة  في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع ومن المفترض أن يبدأ المصنع الجديد، الواقع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ، في إنتاج المركبات الكهربائية بحلول عام 2025. 

قالت لوسيد إن المصنع الجديد سيكون قادرًا على إنتاج 150 ألف سيارة سنويًا. 

أعلنت الحكومة السعودية إنها ستقدم تمويلًا وحوافز للعلامة التجارية "لوسيد" بقيمة تصل إلى 3.4 مليار دولار على مدار الخمسة عشر عامًا القادمة.

و يقع موقع التصنيع الرئيسي لشركة "لوسيد" ، حيث بدأ إنتاج سيارة "لوسيد إير"  EV السيدان في سبتمبر الماضي ، في ولاية أريزونا.

التوسعات السريعة في إنشاء المصانع المتخصصة في السيارات الكهربائية وهذا التنوع في المنتجات والتشكيلات المختلفة للسيارات الكهربائية لا يعني بأي حال من الأحوال أنها ستكون رخيصة الثمن، بالإضافة إلى تكاليف الاستثمار في كل هذه المصانع الجديدة ، وهناك التكاليف المرتبطة بشراء المواد الخام والتعامل مع سلسلة التوريد التي لا تزال متعثرة كل ذلك بالإضافة إلى التصخم،  بالفعل كل الشركات السيارات يرفعون أسعار بعض الطرز الكهربائية بشكل متواصل، ذكرت CNBC هذا الأسبوع أن بعض شركات السيارات ، بما في ذلك "ريفيان" و "تسلا"، ترفع أسعار مركباتها الكهربائية بنحو 20 %  للتعامل مع ارتفاع أسعار المواد الخام وندرتها خلال الأشهر القليلة الماضية.

ورفعت "لوسيد" الأسعار بنسبة تزيد قليلاً عن 10% . أشارت CNBC إلى أن كاديلاك رفعت سعر طرازها الجديد "كاديلاك ليريك" الكهربائية بالكامل الكروس أوفر بنحو 5 % عما كان مقرر لها قبل طرحها للبيع هذا الصيف.