الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نظرات الناس العدو الأكبر.. بسمة تكشف معاناتها مع البهاق والتنمر| فيديو

بسمة مريضة بهاق ببني
بسمة مريضة بهاق ببني سويف

“البهاق”  مرض جلدي يحدث بسبب فقدان لون الجلد الطبيعي، وظهور بقع بيضاء اللون في الجلد، أو في أي جزء من الجسم.

 ورغم أن البهاق لا يعد مرضا معديا، إلا أن معاناة مرضى البهاق لا تنتهي فمنذ تشخيص المرض ومعرفة سبب المشكلة الصحية، تبدأ رحلة العلاج، وتبدأ معها رحلة أخرى مع نظرات الناس وتنمرهم وهمساتهم وتعليقاتهم المؤلمة في أحيان كثيرة، خوفا من انتقال العدوى إليهم.

 على الرغم من كون المرض غير معد، ما يتسبب في عزل الكثير من المصابين بالبهاق عن العالم، سواء بقرار من المحيطين أم منهم أنفسهم. وهناك من يقرر المواجهة ويستمد من البقع المنتشرة في أنحاء الجسد قوة الدفع، لاستكمال الطريق الذي ربما لا يعرف نهايته في محاولة لعلاج الزاحف الأبيض، والوصم الاجتماعي في الآن ذاته.في نفس الوقت . 

وفي محاولة  لمعرفة تفاصيل  أكثر عن  معاناة  بعض مرضى البهاق مع التنمر الاجتماعي،"صدي البلد التقي "وبسمة  .ط . م " احدي مريضات   البهاق ببني سويف والتي  فتحت  قلبها وحدثتنا عن معاناتها  من التنمر.

قالت بسمة :"البهاق  أصابني في سن 4 سنوات،  كان كل الأطفال من سني  يتجنبون اللعب او التعامل معي مما كان له أكبر الأثر علي نفسيتي  بل وصل الي عدم معرفة ودراية بعض المدرسين بالمرض وجهلهم به وجهلهم بكيفية التعامل مع التلاميذ مرضي البهاق وكانه مرض معد او وصمة عار علي جبين الطفل المصاب بالبهاق".

أضافت :" وعندما  كبرت وبحثت عنه وجدت أنه مرض مناعي، يتأثر في المقام الأول بالحالة النفسية وهو مرض وراثي مناعي ،  وأصبح فيما  بعد  البهاق صديقي، بينما نظرات الاحتقار للناس أصبحت هي العدو الأكبر وبعد أن تابعت مع كثير من الأطباء دون جدوي ، قررت التعايش مع البهاق، وتصالحت معه، بينما لن أتصالح مع من يجرحني ويقهرني نفسيا".


وتابعت إلي أن الإعلام  والميديا تناولت في الفترة الأخيرة مرض البهاق في  مسلسل "دايما عامر" الذي قام بتعريف المجتمع مؤكدة  بأن ألم التنمر يفوق المرض في حد ذاته

 


وتروي “بسمة “  حكايتها مع مرض البهاق، قائلة: ”زارني البهاق وأنا طفلة صغيرة، لا أتجاوز  الرابعة  من العمر، وكان على هيئة نقطة بيضاء صغيرة الحجم في وجهي في وقتها، ولصغر سني لم أمنحها أي اهتمام، وبعدها بدأت البقع البيضاء تنتشر بشكل ملحوظ” . 

وتابعت :" أصبح هذا هاجسا لوالدتي ولكل أسرتي ، وتحولت حياتنا إلى القلق والتوتر الدائم، وأصبح البهاق محور حديث أسرتي طوال الوقت، خوفا منهم أن يدمر البهاق حياتي ويمنعني من الزواج، وكأنني أصبحت وصمة عار على المجتمع.. لم تترك أسرتي بابا  الا وطرقته لكن الحمد لله" . 

 

واستكملت:"  ومنذ هذه اللحظة، قررت أن أعيش حياتي وأن أتقبل مرضي وأحب نفسي كما هي، وقررت منذ مدة ألا ألجا إلى أي طبيب.. وأنا أرضى بشكلي وأحمد الله على كل شيء، رغم معاناتي مع التنمر منذ طفولتي حتى الآن".

وبالنسبة إلى الزواج، فقد فوضت أمري إلى الله، وكان عندي ثقة في الله وفي نفسي ،  فإذا كان لي نصيب في الزواج أو لم يكن، فأنا راضية بكل شيء الي أن حدث وتزوجت من زوجي الذي يوفر لي كل سبيل الراحة النفسية والطمأنينة بل وانجبنا أطفالا نجباء" .


واختتمن  "بسمة "  بأن التعامل بإيجابية مع هذا النوع من الأمراض  يشعر المصاب بالاحتواء ويحفز المجتمع المحيط على تقبل الاختلاف بجميع أشكاله.