الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشمال السوري.. والصراع الدولي

إبراهيم النجار
إبراهيم النجار

علي وقع الحرب في أوكرانيا. كانت أنقرة تستقبل سيرجي لا فروف، وزير خارجية روسيا. صحيح أن الملف الأوكراني يشغل العالم. إلا أن الملف السوري كان حاضرا بقوة في محادثات موسكو- أنقرة. الشمال السوري محور. والهدف ضبط عقارب الساعة. حسب تعبير الخارجية الروسية. أنقرة تستعد لشن النسخة الخامسة من حروبها علي الشمال السوري. حيث تري أن لديها فرصة لن تتكرر لتحصيل مكاسب في هذا الملف، الذي يعد من أولوياتها.


تدرك أنقرة جيدا أن القيام بعملية جديدة كهذه، تستدعي في الحد الأدنى عدم ممانعة أمريكية وروسية. ولكل منهما بالطبع أسبابه الخاصة. فالجانب الروسي، حريص علي التعاون مع تركيا في أي شأن سوري. وهو ما عبر عنه لا فروف، من أن أنقرة. مؤكدا تفاهمه الهواجس التركية. تريد أنقرة مزيد من التنسيق مع موسكو في سوريا. فيما تريد موسكو، دورا ايجابيا لأنقرة في الحرب الأوكرانية. نظرا لموقع تركيا الاستراتيجي، ولا سيما أن العملية العسكرية المحتملة، ستتركز في ثلاث مواقع يسيطر عليها الكرد. لكنها تخضع للرقابة والحماية الروسية، شمالي حلب. مناطق شهدت قبل أيام تحليق مروحية روسية علي ارتفاعات منخفضة فوق مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية. وهو ما فهم علي أنه رسالة روسية لتركيا. تعبر عن رغبة روسية بمنع الصدام في الشمال السوري. 


وبموازاة الحراك الميداني للجيش السوري، (تعزيزات عسكرية نقلها الجيش، إلي نقاطه في الشمال). نشاط دبلوماسي ورفض قاطع لكل ما ينضوي تحت مسمي منطقة آمنة. 30 كم2، بعمق الأراضي السورية يشملها المخطط التركي، والتغيير الديموجرافي يبدو حتمي. فهل الهدف امني فحسب، أم هو تمهيد لوجهات ومخططات أخري؟ في عالم منشغل بأزماته وصراعاته الجيو سياسية. أي أوراق تلعب أنقرة. وأي مسارات تحتم المباحثات الروسية- التركية في لحظة محورية لكل القوي المعنية؟.