الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلالتا أوميكرون تضربان أوروبا بشدة.. تراوغان المناعة واللقاحات

كورونا يثير الخوف
كورونا يثير الخوف من جديد

بعد أن تنامت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في معظم أنحاء العالم، عادت معدلات الإصابة به تتسارع رغم حملات التطعيم الناجحة في شتى البلاد بسبب ظهور متحور أوميكرون المثير للقلق.

فيروس كورونا

مخاوف جديدة رغم اللقاح 

وتعتبر أزمة كورونا حتى الآن هي الأصعب في تاريخ البشرية المعاصر، فقد أدت حتى الآن إلى إصابة 541 ملايين، وأودت بحياة 6.32 مليون شخص حول العالم.

وأظهرت بيانات جديدة أن هناك سلالتين فرعيتين من المتحور "أوميكرون" تستطيعان مراوغة الأجسام المضادة، لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بفيروس كورونا أو تلقوا التلقيح الكامل.

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن البيانات الجديدة التي نشرها مركز صحي بجامعة هارفارد تظهر أن اللقاح لا يزال يوفر حماية كبيرة في مواجهة المرض الشديد، الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، وجاءت البيانات في إطار دراسة نشرت في دورية "نيو إنجليد ميدسين"، أمس الأربعاء.

وقالت الدراسة إن مستويات الأجسام المضادة المعادلة (أكثر الأجسام المضادة فعالية) لدى شخص أصيب سابقا بكورونا أو تلقى التلقيح الكامل، انخفضت عدة مرات في مواجهة السلالتين BA.4 وBA.5 مقارنة بتلك التي تواجه السلالة الأصلية.

ويقول الباحث الرئيس في الدراسة، دان باروش: "لاحظنا انخفاضا بمقدار 3 أضعاف في مستويات الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات أو العدوى في مواجهة 4 وBA5 BA4 مقارنة بـBA1 وBA2.

ويضيف أن الأجسام المضادة التي تواجه هذه السلالات الجديدة تعد أقل بكثير من تلك التي واجهت المتحورات الأصلية من الفيروس.

ويخلص عالم الفيروس إلى أن بيانات الدراسة تظهر أن السلالات الفرعية من "أوميكرون" يمكن أن تؤدي إلى زيادة في العدوى بين الذين لديهم مستويات عالية من المناعة ضد اللقاح، بالإضافة إلى المناعة الطبيعية.

لكنه أكد أن اللقاحات ستوفر حماية قوية في مواجهة الإصابات الشديدة التي تحدثها هاتان السلالتان.

وكانت دراسة سابقة نشرها علماء في جامعة كولومبيا الأمريكية وصلت إلى نتائج مماثلة.

وقالت الدراسة التي نشرت أخيرا إن المتحورات BA.4 وBA.5 كانت قادرة على مراوغة الأجسام المضادة في دم البالغين الذين تم تلقيحهم بالكامل، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى كورونا.

لذلك، تسببت سلالتان جديدتان من متحور أوميكرون في عودة الإصابات بكوفيد إلى الارتفاع بوتيرة سريعة حول العالم.

مخاوف جديدة من السلالتين الفرعيتين من المتحور أوميكرون

سلالات أوميكرون الجديدة

جدير بالذكر أن سلالتي أوميكرون الجديدتين “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5" ظهرتا في جنوب أفريقيا، وربما تصبحان في وقت قصير الأكثر انتشارا في أوروبا والولايات المتحدة، بحسب توقعات خبراء.

وعن السلالتين، فمنذ اكتشاف كوفيد لأول مرة وهو يتحور ويغير في شكله، ويطلق على النسخ الجينية الناشئة من جراء ذلك اسم متحورات.

وحتى الآن لا تزال المتحورات الرئيسية التي نشأت عن كوفيد معدودة؛ ومنها ألفا، ودلتا، واللذان تسببتا في حدوث موجات قوية من العدوى.

ويعد “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5" آخر متحوراتِ كوفيد ظهورا، وهما شديدا القرابة من متحور أوميكرون؛ ومن هنا منشأ تخوف الخبراء.

وأضافت منظمة الصحة العالمية “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5" في مارس إلى قائمتها الخاصة بمتحورات كوفيد، كما صنفا بأنهما من بواعث القلق في أوروبا.

وتم رصد تفشي المتحورين “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5" في جنوب أفريقيا مطلع العام الجاري، ويبدو أنهما الآن ينتشران بوتيرة أسرع من غيرهم من المتحورات.

تفشي السلالات الجديدة في أوروبا

ووجد متحورا بي أيه.4 و بي أيه.5 طريقهما إلى معظم دول أوروبا، ويبدو أن قدرتهما على الإصابة بكوفيد ستتفوق قريبا على قدرة غيرهما من المتحورات، بل إن هذا هو ما حدث بالفعل في البرتغال، حيث إن متحور بي أيه.5 هو الأكثر تفشيا بين البرتغاليين.

وفي الولايات المتحدة، يقول مسئؤولون إنهم يرصدون تزايدًا في أعداد الإصابة بكوفيد الناجمة عن المتحورين الجديدين “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5".

وفي المملكة المتحدة، تدل مؤشرات أولية على زيادة متوقعة في أعداد الإصابات بكوفيد، مدفوعة بتفشي متحوري “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5".

وفي أستراليا، سجلت وزارة الصحة إصابات بكوفيد جراء تفشي “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5".

ولكن في حقيقة الأمر، ليس لدى الخبراء ما يؤكد مدى حدة الضرر الذي سيتسبب به متحورا “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5" المنحدرين عن أوميكرون لكنهما على كل حال ليسا أكثر فتكا من غيرهما من متحورات كوفيد.

وقد تكونت لدى معظم الناس مناعة ضد كوفيد إما عبر إصابات سابقة بالعدوى أو عبر تلقي اللقاح، مما يساعد في خفض مدى خطورة الإصابة بشكل عام.

على أن المتحورين الجديدين “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5" يظهران قدرة على التفشي بوتيرة أكثر سهولة، ويرجع ذلك في جزء منه إلى تراجع مستوى المناعة بين الناس، لكنه يرجع في جزء آخر إلى التحورات التي شهدها الفيروس في تكوينه.

وقد رفعت دول عديدة قيودها المفروضة لمكافحة كوفيد، مما يعني أن الناس عادوا يختلطون فيما بينهم بشكل أكبر فزادت بذلك فرص انتشار الفيروس.

ويظهر متحورا “بي أيه. 4” و"بي أيه. 5" قدرة على إصابة الأشخاص حتى لو كان هؤلاء عائدين من إصابة حديثة بأوميكرون.

ويمكن لموجة جديدة من التفشي أن تفضي إلى دخول أعداد أكبر من المصابين إلى المستشفيات، فضلا عن سقوط مزيد من الوفيات.

وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، إن هناك 3.3 مليون إصابة جديدة بفيروس كورونا الأسبوع الماضي، ما يمثل انخفاضا بنسبة 4%، مع أكثر من 7500 حالة وفاة، لكن الحالات قفزت بنحو 45% في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، ونحو 6% في أوروبا.

وفي كل الأحوال، تظل خطورة الإصابة أعلى في حال كبار السن أو أولئك الذين يعانون ظروفا صحية سيئة.

ورغم أن اللقاحات المتوفرة حاليا لا تعد الوسيلة الأمثل لكنها على كل حال أفضل ما يمكن الاستعانة به في خط الدفاع حتى الآن.

وقد ساعدت هذه اللقاحات في الحد من خطورة الإصابات الشديدة بكوفيد الناجمة عن أي من متحوراته بما في ذلك دلتا، وألفا، وبيتا، وغاما.

وينصح الأطباء بضرورة تلقي العدد الموصى به من جرعات اللقاح لتأمين الحد الأقصى من الحماية ضد المتحورات الموجودة أو المستجدة.

مخاوف عالمية من كورونا 

كيف تحمي نفسك من متحور أوميكرون؟

إن أهم شيء يمكنك القيام به هو تقليل مخاطر العدوى، وهذه هي الطرق الرئيسية التي يجب اتباعها لحماية نفسك وأحبائك:

  • ارتداء كمامة تغطي الأنف والفم، تأكد من أن يديك نظيفتين عندما تضع الكمامة وتنزيلها.
  • المحافظة على مسافة لا تقل عن متر واحد بينك وبين الآخرين.
  • تجنب الأماكن السيئة التهوية أو المزدحمة.
  • فتح النوافذ لتحسين التهوية في الأماكن الداخلية.
    غسل اليدين بانتظام.
  • احصل على اللقاح، تحقق من السلطة الصحية المحلية للحصول على المزيد من المعلومات حول لقاحات كوفيد-19 المعتمدة والمتاحة لك.