الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطر يهدد المجتمع.. 3 حوادث أحزنت الشارع المصري والنيابة تبعث رسائل مهمة

صدى البلد

شهد الشارع المصري، خلال الأسبوع المنصرم، عددا من الحوادث المؤسفة التي أدخلت الحزن في نفوس الرأي العام، لكن المفارقة أن اثنتين هذه الجرائم قد وقعتا في مدينة الإسماعيلية في نفس اليوم، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن أسوأ أسبوع مر على المصريين في عام 2022.

تفاصيل مقتل نيرة أشرف

كانت البداية يوم الاثنين الماضي، في مدينة المنصور بمحافظة الدقهلية، حيث شهدت جريمة قتل بشعة، تمثلت في مقتل طالبة بجامعة المنصورة، تدعى "نيرة أشرف"،علي يد زميلها الذي أقدم على قتلها في الشارع، أمام إحدى بوابات جامعة المنصورة، وسط ذهول المارة، الذين تمكنوا من ضبط المتهم وسلموه للشرطة، عقب قيامه بمحاولة التخلص من حياته، وذلك بسبب رفضها الارتباط به، إثر خلاف بينهما، فقرر الانتقام منها بهذه الطريقة.

بدأت الواقعة بعد أن قام الطالب بطعن زميلته، نيرة أشرف عدة طعنات، أمام بوابة «توشكى» بجامعة المنصورة، ليتم نقلها لمستشفى المنصورة الدولي، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، فيما حاول المتهم التخلص من حياته، ولكن الأهالي في الشارع تمكنوا من ضبطه، وتعدى عليه بعض طلاب الجامعة بالضرب، ليتم نقله للمستشفى، وسط حراسة مشددة، لاستكمال التحقيقات.

نيرة أشرف

القبض على المتهم بقتل نيرة

وبعدها تحركت أجهزة الشرطة إلى مكان الحادث، وتبين أن المجني عليها تُدعى «نيرة أشرف»، طالبة بقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة المنصورة، من مدينة المحلة بمحافظة الغربية، وقد لقيت مصرعها على يد زميلها «محمد ع. م.»، من مدينة المحلة أيضاً، وطالب في الفرقة الرابعة بنفس الكلية.

وكشفت تحريات أجهزة البحث الجنائي أن سبب مقتل طالبة المنصورة «نيرة أشرف» على يد زميلها، هو نتيجة مشادة بينهما، بسبب رفضها الارتباط به، ما دفعه للتعدي عليها بالطعن، وسدد لها 3 طعنات أودت بحياتها، وحاول التخلص من حياته، إلا أن الأهالي والطلاب تمكنوا من ضبطه، وتم نقله للمستشفى لاستكمال التحقيقات.

تحريات الأجهزة الأمنية أوضحت أن المتهم تعاطي مادة «الأستروكس» المخدرة، وسبق له افتعال مشاكل مع المجني عليها أكثر من مرة، وجرى تسليمه إلى قسم الشرطة بالمنصورة، عقب إجراء الإسعافات الأولية له، عقب إصابته نتيجة تعرضه للضرب من قبل بعض الأهالي، عقب ارتكاب جريمته بقتل طالبة المنصورة.

انتحار شاب من أعلى كوبري الجامعة

أقدم شاب يدعى "مصطفى محمد توكل"، على الانتحار من أعلى كوبري جامعة المنصورة، حيث ألقى بنفسه من أعلى الكوبرى بسيارته، وتلقت مديرية أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء إيهاب عطية، مدير المباحث الجنائية، يفيد بانتحار شاب بإلقاء نفسه وسيارته من أعلى كوبرى جامعة المنصورة.

وكتب الشاب على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قبل انتحاره بدقائق: "أشوفكم بخير وابقوا افتكرونى وأبويا ميمشيش فى جنازتى"، وكان أيضا قد كتب في منشورات سابقة له: "أنا على حافة الانتحار، الأيام بتثبتلي إن صح انعزالي عن الناس".

الشاب مصطفى توكل

نعى نيرة قبل انتحاره

ومن ضمن المفارقات العجيبة أن الشاب قبل انتحاره، قد نعى قبل ساعات، مقتل الطالبة نيرة أشرف، والتى قتلها زميلها صباح الاثنين أمام الجامعة بالمنصورة، وكتب: "يبكى قلبى حزنًا عليكي وأنا لم أعرفك حتى فما حال أمك، ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته يا رب".

انتحار شاب من أعلى برج القاهرة

وفي نفس اليوم، استمر مسلسل الاحزان الذي يخيم على الشارع المصري، حيث كانت قد تلقت النيابة العامة إخطار مساء الاثنين يفيد بوفاة شخص سقط من برج القاهرة، وذكرت النيابة العامة أنها تلقت إخطارًا مساء الاثنين 20 يونيو، بسقوط شابا من أعلى برج القاهرة، بالتزامن مع ما رصدته وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام من تداول أخبار بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن الواقعة، فباشرت النيابة العامة التحقيقات على الفور.

وانتقلت النيابة بالانتقال لمسرح الجريمة لمعاينته ومناظرة جثمان المتوفى، وفحصت محتوى هاتفه الذي كان بحوزته وقت الواقعة، وطالعت النيابة العامة كاميرات المراقبة الخاصة بمبنى البرج، واستمعت لأقوال اثنين من العاملين به، وخمسة شهود من أصدقائه وذويه.

وخلصت النيابة من مجمل الإجراءات التي اتخذتها إلى مرور المتوفى بضائقة مالية، بسبب أعبائه الشخصية، والتي تسببت في ضغوط نفسيه عليه، إلى جانب الخلافات بينه وبين أخويه، القائمين على مساعدته ماديا.

الشاب المنتحر من أعلى برج القاهرة

وكشفت النيابة، أن الشاب في يوم الواقعة توجه إلى مبنى برج القاهرة، وصعد لقمته ورافقه أحد أفراد الأمن حينها، ولما طلب منه الأخير المغادرةَ لانتهاء وقت الزيارة توجه إلى السور وقفز من أعلى البرج ولم يلحق به فرد الأمن حينَهَا.

كما وحسب بيان النيابة، تبين، إرسال المتوفي رسالة نصية قبل الواقعة يطلب فيها زيادة مصروفه الشهري، ورسالة أخرى لشخص آخر وقت تواجده بالبرج يخبره فيها بأنها آخر لحظات حياته.

رسائل من النيابة العامة

ونتيجة هذه الحوادث الدخيلة على المجتمع المصري، وما استشعرته النيابة العامة من خطر محدق بالشباب إقدام بعضهم على الانتحار في هذه السن الصغيرة، سواء بسبب ضائقة مالية، أو خلافات عائلية،، فإنها تناديهم من واقع الأمانة التي تتحملها وتمثيلها المجتمع: 

"يا أيُّها الشبابُ لا تنخدعوا بمكر الشيطان بكم، وإيَّاكم والاستهانةَ بحياتكم أو استرخاصها بصورة قليلة العلم، عظيمة الذنب والجُرم عند ربِّكم، إيَّاكم أن تنهوا حياتكم بسبب فشلٍ أصابكم أو ضائقة حتمًا ستمُرّ، فهذا من العبث والاستهانة بحرمة حياتكم التي جعلكم ربَّكم حُرّاسًا عليها وحُماةً لها، وانظروا فيمَن حولَكم ممن ابتُلوا واختُبِروا بألوان المصائب والبلايا، فمنهم مَن رأى اللهُ منهم صبرًا ومغالبةً لأسباب حياتهم، وهذا هو المراد من ابتلائهم، فأنالهم أجرَ الصابرين بغير حساب"

"واعلموا أنَّ ربَّكم محيطٌ بما قدَّرَه لكم في علمه القديم، فلعلَّ في فشلكم نجاحًا، ولعلَّ في بلائكم فضلًا عظيمًا وفلاحًا، فتَعْلموا حينَها عظيمَ حكمةِ ربِّكم، وواسعَ رحمتِه وفضلِه عليكم، فإنَّ بعد العسر يسرًا، إنَّ بعد العسر يسرًا".

وكذا تهيب النيابة العامة بالكافة إلى نشر روح الأمل تلك بشتى الوسائل في نفوس شبابنا، اجعلوها نداءً دائمًا لهم بأن الفشلَ أولُ طريقِ النجاح، وأن البلاءَ مفتاحُ الفرج.