المجتمع المصري بخير.. كيف خفف دعم الطفلة رقية أحزان فراق نيرة أشرف؟

وسط حالة الحزن التي يشهدها المجتمع على مقتل نيرة أشرف طالبة المنصورة، وعدد من الحوادث وحالات الانتحار التي شهدها المجتمع على مدار الأيام القليلة الماضية، إلا أن هذا لم يؤثر على طبيعة المصريين وفطرتهم من شهامة وجدعنة، حيث نجح المصريون في الفصل بين حالة الحزن التي سادت على المجتمع واستبدالها بالمروءة والشهامة، لينجحوا في جمع 40 مليون جنيه تبرعات خاصة بالطفلة رقية المصابة بالضمور العضلي من محافظة الإسكندرية، وهو ثمن حقنة "زولجانزما"، والتى تشفى من مرض ضمور العضلات الشوكي.

أكد الأطباء أنه لو لم تحصل على هذه الحقنة خلال أيام قليلة قبل أن يتم عمرها العامين، ستعيش فى معاناة باقى عمرها، وحصلت على تعاطف الشعب المصري ودشن شباب مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج بعنوان انقذوا رقيه،تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، وشارك في الحملة العديد من الفنانين ورواد التواصل الاجتماعي، من بينهم محمد هنيدي وأحمد العوضي وحمو بيكا ووفاء عامر، واستطاع أن يصل الهاشتاج إلى الوطن العربى ليكتمل جمع المبلغ كامل وهو 40 مليون خلال أيام فقط.

واكتمل المبلغ بفضل الله ثم بتكاتف المصريين على الخير وقت الشدائد والمحن وهو ليس أمر جديد على المصريين، وعمت فرحة عارمة للمواطنين وعلى مواقع التواصل الاجتماعى بعد اكتمال التبرعات الخاصة بالطفلة رقية، وأقامت الأسرة احتفالا أمام المنزل لاكتمال المبلغ.

معدن المصريين يظهر وقت الأزمات

ومن جانبه قال الدكتور هاشم بحري، رئيس قسم الطب النفسي، إن حالة الحزن على مقتل نيرة هي نفسها حالة الحزن والتعاطف مع الطفلة رقية ولا يوجد هناك أي اختلاف، فنحن المصريين لسنا معتادين على القتل بهذا الشكل في مجتمعنا، لأن أغلب المجتمع المصري هو مجتمع سلمي لا يحب العنف، ولا يصل لهذه الدرجة، فمن الممكن أن تحدث مشادة أو عراك في الشارع ولكن لا يصل لهذا الشكل أو للقتل، لأن نسيج المجتمع المصري متصالح مع نفسه.

فعلها المصريون.. اكتمال الـ 40 مليون جنيه ثمن حقنة الطفلة رقية

كان يفكر فى قتلها منذ رمضان.. محامي الضحية نيرة أشرف يكشف تفاصيل هامة

وأكد بحري، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن المجتمع متصالح مع الأزمات ولا يحب العنف، ومنذ الفراعنة والمجتمع المصري هو مجتمع متصالح في كل الأوقات، على كل المستويات الاجتماعية وفي مختلف الأديان، وظهر هذا التصالح في حالة الطفلة رقية لأن الشعب يرغب بأن يعيش كل الأفراد حياة جيدة، وبالتالي تكاتف ووقف مع بعضه لأجل الطفلة.

وأضاف بحري أن هذا الأمر ليس بجديد على المصريين، مضيفا “أنا عاصرت نفس هذه الحالة من شهامة المصريين عند التبرع بالدم، فكنا نحتاج 30 كيس دم في اليوم، وطلبنا من الناس أن يتبرعوا بالدم، فحصلنا على 3000 كيس دم بدلا من 30”، مضيفا هذا هو المجتمع المصري وهذه هي تركيبته فيعرف كيف يقف بجانب بعضه البعض، ففي وقت الأزمات يعرف الشعب المصري كيف يخرج بحضارته بقوة شديدة.

القتل ليس ظاهرة

واختتم بحري، أن مقتل نيرة لا يعني أن ينتشر هذا الفعل ولا أن تصبح ظاهرة، لأن الظاهرة هي شيء متكرر بشدة إحصائيا، وهذا ليس موجود في مصر لأن عدد سكان مصر 105 مليون، وإذا حدثت هذه الحوادث 10 مرات في السنة، إذا هذا لا يعني أنه أصبح ظاهرة، والحادث الواحد من هذا النوع في مصر تقوم بقلب المجتمع كله، لذلك نتأثر جدا بها، ولكن عدد هذه الحوادث مقارنة بعدد الشعب هو قليل جدا، ومقارنة بأمريكا فهناك كل ثانية حالة اغتصاب، وكل دقيقة حالة قتل، لذلك في أمريكا تعد هذه هي الظاهرة الحقيقية.

كيف تدعم الدولة مرضى ضمور العضلات؟

يعد ضمور العضلات الشوكي مرض وراثى يدمر بشكل تدريجى الخلايا العصبية الحركية فى جذع الدماغ والحبل الشوكى التى تتحكم فى نشاط العضلات الهيكلية الأساسية مثل "التحدث، المشى، التنفس، البلع"، مما يؤدى إلى ضعف العضلات وضمورها.

وجاء قرار الدولة المصرية علاج مرضى ضمور العضلات الشوكي وتحمل نفقاته، والذى يعد الدواء الأعلى سعرا فى العالم، ويتراوح ثمنها ما بين 2 إلى 3 ملايين دولار للجرعة الواحدة، ليمثل انتصار جديد لصالح الأسر المصرية وتخفيف العبء عليهم .

واتخذت الدولة العديد من الإجراءات لعلاج ودعم حالات الضمور العضلي من بينها، فتح حساب ضمن صندوق «تحيا مصر» لدعم علاج مرضى ضمور العضلات، وتعمل الدولة على توفير العلاج لكل الحالات التي ينطبق عليها الشروط.

ويعرض لكم موقع “صدى البلد” أهم الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمعالجة الضمور العضلي

• تم تشكيل لجنة عليا لضمور العضلات، تضم أساتذة من وزارة الصحة والقوات المسلحة والجامعات المصرية، وتختص اللجنة بمراجعة الاشتراطات الصحية الواجب توافرها على الحالات المصابة بمرض ضمور العضلات، حتى يتحصل على هذا العلاج ويستفيد منه.
• افتتحت الدولة 3 مراكز، أحدها تابع لوزارة الصحة بمستشفى معهد ناصر، وآخر بمستشفى الجلاء العسكري، والأخير بمستشفى عين شمس الجامعي، لتوفير العلاج لكل من يعاني من هذا المرض.
• تم توقيع بروتوكول تعاون مع شركة "بيوجين" لتوفير العلاج لمصابي الضمور العضلي من الأطفال فوق سن العامين ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لعلاج مصابي الضمور العضلي، بديوان عام وزارة الصحة والسكان.
• تم توقيع بروتوكول تعاون آخر مع شركة «نوفارتس»، يضمن توفير علاج مرض ضمور العضلات.
• إعلان هيئة الدواء المصرية، تسجيل أول دواء يتم تداوله يستخدم فى علاجه
• الاتفاق مع الشركة المصنعة لعلاج ضمور العضلات لتوفير الجرعات.
• وضع آلية مستدامة لعلاج الحالات الأكبر من عمر عامين وصرف علاج يستمر معهم مدى الحياة.
• بدء المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأمراض الجينية والوراثية وضمور العضلات.