الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كييف: ضربات صاروخية ومدفعية روسية جديدة شملت شمال وغرب أوكرانيا

كييف: ضربات صاروخية
كييف: ضربات صاروخية ومدفعية روسية جديدة شملت أنحاء أوكرانيا

هاجمت الصواريخ الروسية أهدافا في أنحاء أوكرانيا السبت، حيث أصابت منشآت عسكرية في الغرب والشمال وكذلك بمدينة جنوبية، مع دخول أكبر صراع بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية شهره الخامس.

 

وقال مسؤول أوكراني السبت، إن الضربات الجوية وهجمات المدفعية الروسية استهدفت مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك في منطقة لوجانسك بشرق البلاد، الجمعة، وأصابت مصنعا للكيماويات حوصر فيه مئات المدنيين.

 

وذكرت أوكرانيا، الجمعة، أن قواتها تلقت أوامر بالانسحاب من سيفيرودونيتسك، حيث لم يتبق شيء يذكر للدفاع عنه بعد أسابيع من القتال العنيف، في أكبر خسارة لأوكرانيا منذ فقد مدينة ماريوبول الساحلية في مايو.

 

جاءت أنباء الانسحاب بعد أربعة أشهر من إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشرات الآلاف من الجنود عبر الحدود، مما أدى إلى اندلاع صراع أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين وعطل الاقتصاد العالمي.

 

وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني على تويتر ”48 صاروخ كروز. في الليل. في أنحاء أوكرانيا كلها. لا تزال روسيا تحاول ترهيب أوكرانيا وإثارة الذعر وتخويف الناس“.

 

ويقرب التقدم الروسي الأخير موسكو على ما يبدو من السيطرة الكاملة على لوغانسك، وهو أحد أهداف بوتين، ويمهد الطريق لجعل ليسيتشانسك محور الاهتمام الرئيسي التالي.

 

وقال فيتالي كيسيليف، المسؤول بوزارة الداخلية في جمهورية لوجانسك الشعبية الانفصالية – التي تعترف بها روسيا فقط – لوكالة تاس الروسية للأنباء، إن الأمر سيستغرق نحو عشرة أيام أخرى لتأمين السيطرة الكاملة على ليسيتشانسك.

 

وقال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك، إن القوات الروسية هاجمت المنطقة الصناعية في سيفيرودونيتسك، وحاولت أيضا دخول ليسيتشانسك وحصارها يوم السبت.

 

وقال جايداي على تطبيق تيليجرام ”كانت هناك ضربة جوية على ليسيتشانسك. تعرضت سيفيرودونيتسك للقصف بالمدفعية“، مضيفا أن مصنع أزوت للكيماويات في سيفيرودونيتسك وقريتي سينيتسكي وبافلوجراد وغيرهما قد تعرضت للقصف.

 

ولم يتطرق إلى سقوط ضحايا في مصنع أزوت، كما لم يتسن لوكالة ”رويترز“ التحقق من صحة المعلومات على الفور. وقال جايداي إنه تم إجلاء 17 شخصا أمس من ليسيتشانسك.

منشآت عسكرية

قال خاراتين ستارسكي، المسؤول الصحفي في لواء تابع للحرس الوطني الأوكراني، للتلفزيون اليوم السبت إن تدفق المعلومات حول الانسحاب من سيفيرودونيتسك قد تأخر لحماية القوات على الأرض.

وقال ستارسكي ”خلال الأيام (العديدة) الماضية، أُجريت عملية لسحب قواتنا“.

وغزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير فيما وصفته بأنه ”عملية عسكرية خاصة“، لكنها تخلت عن التقدم في البداية صوب العاصمة كييف في مواجهة مقاومة شرسة من المقاتلين الأوكرانيين بمساعدة الأسلحة الغربية.

ومنذ ذلك الحين، ركزت موسكو ووكلاؤها على الجنوب ومنطقة دونباس، وهي منطقة شرقية مكونة من لوجانسك وجارتها دونيتسك، ونشرت المدفعية بكثافة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت، إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطا لقبول اتفاق سلام مع روسيا.

وقال جونسون إن عواقب نجاح بوتين في فعل ما يريده في أوكرانيا ستكون خطيرة على الأمن الدولي وستكون كارثة اقتصادية طويلة الأمد.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن روسيا أطلقت صواريخ مرة أخرى السبت، على البنية التحتية العسكرية والمدنية في الشمال بالقرب من خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا حتى سيفيرودونيتسك في الشرق.

وأفاد عدد من حكام المناطق بتعرض بلدات في أنحاء أوكرانيا للقصف السبت.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين، فيما تقول كييف والغرب إن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب ضد المدنيين.

وقال حاكم منطقة لفيف في غرب أوكرانيا، مكسيم كوزيتسكي، في تسجيل مصور نُشر على الإنترنت، إن ستة صواريخ أُطلقت من البحر الأسود على قاعدة يافوريف بالقرب من الحدود مع بولندا، أصابت أربعة منها الهدف بينما دُمر اثنان.

وقال فيتالي بونيتشكو، حاكم منطقة غيتومير في شمال البلاد، إن ضربات على هدف عسكري قتلت جنديا واحدا على الأقل.

وقال بونيتشكو ”تم إطلاق ما يقرب من 30 صاروخا على منشأة للبنية التحتية العسكرية بالقرب من مدينة جيتومير“، مضيفا أنه تم اعتراض وتدمير ما يقرب من عشرة صواريخ.

وفي الجنوب، قال أولكسندر سينكيفيتش، رئيس بلدية ميكولايف بالقرب من البحر الأسود، إن خمسة صواريخ كروز أصابت المدينة ومناطق مجاورة اليوم السبت. ويجري التحقق من عدد الضحايا.

”انسحاب منظم“

وضغطت أوكرانيا مرة أخرى الجمعة من أجل الحصول على مزيد من الأسلحة، حيث أبلغ رئيس الأركان فاليري زالوجني نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية أن كييف بحاجة إلى تكافؤ في القوة النارية مع موسكو من أجل استقرار الوضع في لوغانسك.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجنود الأوكرانيين انسحبوا أيضا من بلدتي هيرسك وزولوت، إلى الجنوب من سيفيرودونيتسك، في مواجهة هجوم القوات الروسية.

وقلل وزير الخارجية الأوكراني من أهمية الخسارة المحتملة لمزيد من الأراضي في دونباس.

وقال الوزير دميترو كوليبا في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية ”أراد بوتين احتلال دونباس بحلول التاسع من  مايو نحن في 24 يونيو وما زلنا نقاتل. الانسحاب من بعض الأراضي لا يعني خسارة الحرب على الإطلاق“.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية السبت، أن روسيا سحبت على الأرجح العديد من الجنرالات من مناصب قيادية رئيسية في الصراع الأوكراني هذا الشهر.

وكان للحرب تأثير هائل على الاقتصاد العالمي والترتيبات الأمنية الأوروبية، إذ أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط والغذاء، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده الشديد على الطاقة الروسية كما دفع فنلندا والسويد إلى السعي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وفرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على روسيا وشركاتها الكبرى والنخبة السياسية وكبار رجال الأعمال ردا على غزو موسكو لأوكرانيا.

وفي علامة كبيرة على الدعم، وافق قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على ترشيح أوكرانيا رسميا للانضمام إلى التكتل – وهو قرار قالت روسيا الجمعة إنه يرقى إلى مستوى ”استعباد“ الاتحاد الأوروبي للدول المجاورة.