الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا تقطع الغاز.. أوروبا في مأزق بسبب وقف نورد أستريم 1|ماذا يحدث؟

خط غاز نورد أستريم
خط غاز نورد أستريم 1

تضع الأزمة الروسية الأوكرانية أوزارها على القارة الأوروبية، حيث تعاني دول القارة العجوز من نقص حاد في الغاز والطاقة بعد قرار روسيا بتخفيض الغاز لعدد من الدول والقطع لبعض الدول الأوروبية الأخرى، مما وضع دول الاتحاد الأوروبي في مأزق حقيقي لمواجهة تداعيات القرار الروسي حيث تخشي عدد من الدول الأوروبية من الركود الاقتصادي بسبب زيادة الأسعار في الكل المنتجات خاصة أسعار الطاقة والمنتجات الغذائية.

غلق خط غاز نورد أستريم 1

وفي قرار صادم للدول الأوروبية، قررت روسيا إغلاق خط نقل الغاز "السيل الشمالي-1" من روسيا إلى أوروبا، لإجراء أعمال صيانة من 11 إلى 21 يوليو، وسط مخاوف في السوق الأوروبية من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم نقص الغاز في أوروبا.

وأكدت وكالة "نوفوستي" الروسية، أنه إذا لم يتم نقل كميات الغاز التي يتم نقلها عن طريق "السيل الشمالي-1" بطرق بديلة، فقد تواجه أوروبا زيادة حادة في أسعار "الوقود الأزرق".

وأضافت من المستحيل استبدال الكمية بأكملها، لأن أوكرانيا حدت من دخول الغاز الروسي للعبور بسبب القوة القاهرة، كما تحظر العقوبات المضادة الروسية استخدام "يامال-أوروبا" عبر بولندا.

وأعربت بعض البلدان من بينها ألمانيا والنمسا عن مخاوفها من أن الإمدادات عبر خط الأنابيب بعد الانتهاء من العمل قد تنخفض أو تتوقف.

مخاوف أوروبا من انقطاع الغاز

هذا التوقف لمدة عشرة أيام، والذي تم الإعلان عنه منذ فترة طويلة، هو من الناحية النظرية مجرد إجراء شكلي تقني، لكن في سياق الحرب في أوكرانيا والمواجهة بين موسكو والغرب حول الطاقة، لا يمكن لأحد أن يراهن على ما ستكون عليه عواقبه في المستقبل.

ومن جانبه، حذر رئيس الهيئة الفيدرالية الألمانية لشبكات الغاز والكهرباء كلاوس مولر عبر قناة ZDF التلفزيونية الاثنين من "العديد من السيناريوهات التي يمكن أن نغرق فيها في حالة طوارئ".

قال نائب المستشار الألماني روبرت هابيك في نهاية الأسبوع للإذاعة العامة "نحن نواجه وضعا غير مسبوق، كل شيء ممكن".

وأضاف "من الممكن أن يتدفق الغاز مرة أخرى حتى بكميات أكبر من ذي قبل، ومن المحتمل ألا يصل أي شيء وعلينا أن نستعد للأسوأ كالعادة".

كما قالت شركة "إيني" الإيطالية الاثنين إن "غازبروم" أبلغتها أنها ستزودها، لعشرة أيام، 21 مليون متر مكعب يوميا تقريبا من الغاز، بينما بلغ المعدل على مدى الأيام الأخيرة الماضية حوالى 32 مليون متر مكعب يوميا.

بدورها قالت شركة OMV النمساوية الاثنين إن "غازبروم" أبلغتها بخفض إمدادات الغاز. و"هذا يعني اليوم خفضا بنسبة 70 بالمائة تقريبا من الكمية التي تصل إلى مركز بومغارتن للغاز الطبيعي بالقرب من الحدود السلوفاكية"، في رسالة بالبريد الإلكتروني لفرانس برس.

وخوفا من انقطاع الغاز منها، عملت الحكومة الألمانية جديا لإقناع كندا السبت بإعادة التوربينة المخصصة لخط "نورد ستريم 1" وكانت تخضع للصيانة لديها، على الرغم من احتجاجات أوكرانيا.

روسيا في يدها أوراق الضغط

وفي هذا الصدد، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن أوراق القوي لدي روسيا الآن، والاتحاد الأوروبي ضعيف أمام اعتماده على الغاز الروسي.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العقوبات الغربية على روسيا ليست مجدية الآن، والدول الأوروبية في حالة ضعف وتخبط بشكل كبير.

وأشار إلى أن روسيا تعطي أوروبا النفط والطاقة وكل العمليات الإنتاجية وعمليات التدفئة في أوروبا تعتمد على الغاز روسيا ، لذلك تفرط موسكو الشروط التي تريدها مثل ما فعلت في قرار دفاع ثمن الغاز بالروبل.

وتابع: "الآن تعود روسيا بشروط جديدة عن طريق وقف الغاز عن أوروبا بحجة إصلاح خط نورد أستريم 1 للضغط على أوروبا".

وأضاف أن أتباع أوروبا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات على روسيا ومعاداتها بشكل كبير، سيزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لأوروبا وستكون هي الخاسر الأكبر.