الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكبر طائرة ركاب في العالم تتجاوز كبوتها..عملاق السماء إيرباص A380 تعود بقوة

وحش السماء إيرباص
وحش السماء إيرباص A380

بعد عامين من الوقف، تعود عملاقة الناقلات الجوية إيرباص A380، لتحلق من جديد في الأجواء وهي تجوب سموات العالم بشموخ بأعدادِ أكثر من المتوقع، لتعبر عن نفسها وتقول :إنه لم يحن وقت النهاية.. كالذي بُعث من جديد بعد إعلان موته ضمن ضحايا هوجة الوباء العالمي القاتل ( Covid-19 ) ؛ الذي أطاح بصناعة الطيران.

وحش السماء إيرباص A380، ذات الطابقين، وأكبر طائرة ركاب في العالم بسعة نحو 853 راكبًا وصاحبة الاستثمار الضخم البالغ 25 مليار دولار، تعود للطيران مجددًا بمعدل أكثر من نصف أسطولها العالمي، في ظل الزيادة الهائلة لأعداد المسافرين، بعد ما كانت العديد من شركات الطيران التي تشغلها حول العالم، أعلنت شطبها من القوائم وإيقافها نهائيًا مع كبوة الجائحة، لتفنى مع الخسائر الفادحة التي خلفها الوباء.

طائرة إيرباص A380

موقع "flightradar24"، الذي يتتبع حركة الطائرات حول العالم، رصد مع نهاية الشهر الماضي يونيو 2022، 129 طائرة من طراز إيرباص A380؛ الذي يتم تشغيله من قبل سبع شركات طيران من مختلف أنحاء العالم قد عادت إلى الأجواء مجددًا، ليشكل نسبة هذه العودة أكثر من نصف العدد الكلي للطائرات المُسلمة لشركات الطيران من الطراز الضخم والبالغ نحو 251 طائرة حول العالم، وتلحقها طائرات أخرى كل أسبوع.

نظرة على إيرباص A380 حول العالم

تتربع على عرش قمة الرحلات النشطة لطائرات إيرباص A380، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، العميل الأكبر لهذا الطراز، بإعلانه عودة تشغيل نحو 88 طائرة من إجمالي نحو 123 طائرة بأسطولها الجوي؛ انضمت أخرها للشركة في ديسمبر الماضي 2021. 

يأتي في المرتبة الثانية بعد طيران الإمارات، الخطوط الجوية البريطانية التي أعلنت عودة أسطولها الكامل المكون من 12 طائرة A380 إلى الخدمة، وسنغافورة أيضًا التي تقوم بتشغيل 10 طائرات ، بينما أعادت قطر 8 طائرات من هذا الطراز، وعادت أيضًا طائرتين من طراز آسيانا A380 إلى الخدمة الآن.

ليس فقط الإمارات وبريطانيا وسنغافورة، من أعلنوا عودة العملاقة ذات الطابقين حاملة الـ 600 مقعد على متنها، ولكن هناك العديد من طائرات إيرباص A380، تنتظر فك وثاق محركاتها التوربينية الأربع الخارقة، التي تفوق في قوتها نحو نسبة 30% عن محركات الطائرة الجامبو بوينغ B747، التي خُلقت خصيصًا لمنافستها حينما كانت تهيمن “الجامبو” على الأجواء مطلع التسعينات، ليتم الكشف عن النموذج الأولي الأول لـ العملاقة “إيرباص A380” في مصنع تولوز بفرنسا مطلع عام 2005، ثم تحصل بعدها على شهادة وكالة سلامة الطيران الأوروبية وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية في ديسمبر 2006، ويتم تسليمها لأول مرة إلى الخطوط الجوية السنغافورية في أكتوبر عام 2007.

خطوط “أول نيبون الجوية ANA ”، التي تمتلك ثلاث طائرات A380 اشترتها للاستخدام بين طوكيو وهاواي، أعلنت أيضًا عودة أول طائرة لها من طراز “إيرباص A380” في يوليو الجاري برحلتين أسبوعيا حتى أكتوبر القادم. في حين استلمت ANA  طائرتها الثالثة والأخيرة من هذا الطراز وقت أزمة الجائحة الوبائية، وضعتها مباشرة في التخزين، لم تحدد موعد حتى الآن بشأنها خروجها لخدمة الركاب.

طائرة إيرباص A380 من الداخل

وأعادت خطوط كانتس الجوية الأسترالية، التي تمتلك حاليا أربع طائرات من طراز “إيرباص A380”، وطائرتين في أبوظبي للصيانة، عودة أول طائرتها مع تعافي السفر وزيادة الإقبال، فيما أعلنت عودة 4 طائرات من أصل خمسة مازالوا في التخزين إلى الخدمة، بينما تحال واحدة منهم إلى التعاقد وتبقى في كومة الخردة.

حتى خطوط لوفتهانزا الألمانية، التي كانت قد أعلنت في أوان الجائحة الوبائية، أن الأمر قد انتهى للأبد بالنسبة للعملاقة “إيرباص A380”، وأنها لن تعود ثانية باعتبارها غير اقتصادية مقارنة بالطائرات الحديثة، إلا أن الشركة تراجعت عن قرارها مع الزيادة المفاجئة في أعداد المسافرين، لتعلن من جديد إنها ستعيد جزءًا على الأقل من الـ 14 طائرة A380 التي تملكهم ضمن أسطولها الجوي إلى الخدمة في صيف العام القادم 2023، ولكن لم تذكر الشركة حتى الآن عدد الطائرات التي ستعود ، ولا المسارات التي ستطير بها.

وأعادت الخطوط الجوية الكورية مؤخرًا تنشيط طائرتين من طراز A380، وقالت إنها سوف تسحب طائرة ثالثة من التخزين قبل نهاية العام، وأعلن طيران الإتحاد الإماراتي أيضا الذي يضم 10 طائرات ضمن أسطوله، أنه قد يعيد بعضًا من طائراتها A380 إلى الخدمة، لكنها لم تصدر أي إعلان رسمي مصير الطائرة.

إيرباص A380.. ناقلات أخرجتها من الخدمة

أما الخطوط الجوية الفرنسية، أعلنت وقف أسطولها بالكامل المكون من 10 طائرات A380 بعد فترة وجيزة من توقف الوباء السفر الدولي ، مما أدى إلى وضعها جميعًا تقريبًا في مخازن عميقة بحلول منتصف عام 2020.

فيما حافظت شركة طيران جنوب الصين على خدمة A380 طوال الوباء بأسطولها المكون من خمسة أفراد ، لكن شركة الطيران أعلنت في بداية عام 2022 أنها ستتقاعد عن الأسطول بأكمله بحلول نهاية العام. تم إرسال أول اثنين إلى الصحراء في ولاية كاليفورنيا في نهاية فبراير.

طائرة إيرباص A380

بينما طرحت شركتا طيران بعضًا من طائرات A380 للبيع للجمهور. فالخطوط الجوية التايلاندية قدمت طائرتين من طائرات A380 و HS-TUE و HS-TUF للبيع، كما قامت الخطوط الجوية الماليزية بطرح 6 طائرات A380 في عطاءات للبيع. وطرحت شركة الطيران أسطولها لأول مرة لتقديم العطاءات في يوليو 2021 ، ولكن لم يتم الكشف عن أي عروض علنًا ولا تزال الطائرة في المخزن.

إيرباص A380.. رحلة 14 عاما في الأجواء

ودخلت أول طائرة إيرباص A380، البالغ تكلفتها قرابة 400 مليون دولار، إلى الخدمة كانت تحمل الترقيم 9V-SKA وهي تابعة لشركة الخطوط الجوية السنغافورية وكان ذلك في 15 أكتوبر 2007، وقد قامت بأول رحلة تجارية لها في 25 أكتوبر 2007 على الخط الرابط بين سنغافورة وسيدني، وتعتبر طيران الإمارات هي شركة الطيران الثانية التي تحصل على طائرة الإيرباص A380 وقامت بتشغيل أول رحلة تجارية بهذه الطائرة بين دبي ونيويورك عام 2008.

في فبراير 2019، أعلنت إيرباص العالمية، المصنع لهذا الطراز، أنها ستوقف إنتاج طائرة A380 بحلول عام 2021، وجاء ذلك بعد أن قامت شركة طيران الإمارات والتي تُعتبر أكبر مُشغل لهذه الطائرة بإلغاء 39 طلبية من طائرة الإيرباص A380، مما تسبب في عدم حصول إيرباص على الدعم المالي الكافي لإكمال تطوير وإنتاج هذه الطائرة.

استخدمت في العملاقة إيرباص A380، البالغ طولها نحو 72 مترا، وارتفاعها يصل إلى 24 مترا، بمساحة جناج تصل إلى 845 متر مربع، عدد 4 محركات من شركة رولز رويس ترنت 700 وجي بي 7000، بقوة كبيرة وخارقة تزيد بمقدار 30% عن محركات الطائرة الجامبو بوينج 747 واسعة البدن، 

أما عن الوقود المستخدم، في  العملاقة إيرباص A380، يمكن لها أن تعمل على خليط وقود الطائرات النفاذة الصناعي ومكونات مشتقة من الغاز الطبيعي.

ومنذ بداية رحلة طائرات إيرباص A380، في عام 2007 وعلى مدار 14 عاما تحلق في أجواء العالم، لم يسجل هذا الطراز الفريد حوادث فادحة ينجم عنها ضحايا، سوى حادثة لرحلة تابعة لخطوط كانتس الجوية 32، وقعت عام 2010، أثناء رحلتها من مطار سنغافورة إلى مطار سيدني، بسبب عطل في المحرك، ولكن هبطت الرحلة بسلام على جزيرة أندونيسية ولم تقع أي إصابات بين الركاب أو أفراد طاقم الطائرة.

وفي ديسمبر عام 2014، عانت رحلة الخطوط الجوية الفرنسية 66، من عطل في المحرك أيضًا، أثناء رحلتها من مطار شارل ديجول إلى مطار لوس أنجلوس  الدولي، وتم تحويل مسارها وهبطت بأمان، دون إصابات أو ضحايا.

طائرة إيرباص A380