اعتاد المُسن ان يحيا بمفرده عقب سفر نجله الوحيد للعمل بإحدى دول الخليج العربي، فيؤنس وحدته بمُشاهدة التليفزيون تارة وبالوقوف بشرفة منزله تارة أخرى، ورغم أنه ستيني إلا أنه مازال يخشى النُعاس في عزلة داخل مسكنه.
ظل يسهر ليالٍ طوال حتى يغلبه النُعاس، فيهرول مُسرعًا إلى سطح المنزل، ويُريح جسده على فِراش خفيف ومخدة أذابتها دموعه التي تُمطر عليها كل ليلة قبل نومه، حُزنًا على تلك الوحدة التي أصبح فيها دون سابق إنذار، وينظر إلى السماء يُناجي رب العالمين ثم ينام نومًا تتخلله بعض المُذبذبات.
ليقلق ذات ليلة من نومه ويُحاول النزول إلى الأسفل بواسطة سلمه الخشبي المُتهالك، ليسقط أرضًا مغشيًا عليه، ليكتشف جيرانه وفاته بعد عدة أيام عقب انتشار رائحة جثمانه التي دلت عليه.
وتعود أحداث الواقعة عندما تبلغ لمركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، من الأهالي بإنبعاث رائحة كريهة من منزل دائرة المركز، وبالانتقال والفحص تبين وجود جثة المدعو (محمد ص م- 67 سنة- عامل- ويقيم بذات الناحية)، مُسجاة بالطابق الثاني بالمنزل يرتدي كامل ملابسه، وبمناظرتها تبين أنها في حالة تعفن رمي، وتبين سلامة نوافذ وأبواب المنزل.
وبسؤال نجل شقيقه المدعو (صادق ع ص- 28 سنة- عامل- ويقيم بذات الناحية)، قرر بمضمون ما تقدم، مُضيفًا بأن عمه المذكور يُقيم بمفرده بالمنزل، وأنه اعتاد النوم أعلى سطح المنزل ليلاً وعقب استيقاظه ونزوله من أعلى سطح المنزل بواسطة سلم خشبي إختل توازنه وسقط مغشيًا عليه، ووافته المنية وإكتشف وفاته عقب انتشار رائحة كريهة بالمنزل، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك.
تم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى جرجا العام، تحت تصرف النيابة العامة؛ لحين صدور قرار الطب الشرعي وبيان سبب الوفاة.