الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليبيا والأمن القومي المصري.. ماذا تفعل القاهرة لحفظ استقرار ووحدة جارتها؟

مصر وليبيا
مصر وليبيا

تعيش ليبيا حالة من عدم الاستقرار السياسي منذ سنوات، وقد تفاقمت الأزمة في الأيام الأخيرة بسبب وجود حكومتين متعارضتين في البلاد الأمر الذي أدي إلى وقف الحياة السياسية في ليبيا وعدم تصريف أمور الشعب الليبي.

وما زاد الأمر تعقيدا تدخل المليشيات المسلحة التابعين لبعض الجهات الداخلية في ليبيا لمناصرة جبهتها، مما أدي إلى الدخول في صراعات سياسية ومسلحة الخاسر الأكبر منها هو الشعب الليبي.

الموقف المصري من الأزمة الليبية

وفي هذا الإطار، تؤكد مصر موقفها الدائم والثابت في الوقوف مع الشعب الليبي وإعادة الأمن الاستقرار للدولة الليبية، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لم ولن تدخر مصر جهدا في دعم ليبيا بهدف إجراء المصالحة الوطنية، ولم الشمل مع البعد عن أي تجاذبات سياسية، وكذلك استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم اللازم في هذا الصدد.

وكان هذا في اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، في 5 يوليو الماضي، حيث شهد الاتصال التوافق بشأن ضرورة أن يكون حل الأزمة الليبية نابعا من الليبيين أنفسهم، مع التشديد على أن إجراء الانتخابات هي السبيل الوحيد لتسوية الوضع الحالي، بالتوازي مع إخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضـي الليبية لضمان تنفيذ أية تسوية سياسية.

ومن جانبه، قال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، في بيان، عبر صفحته على فيسبوك، إن المنفي أشاد بدور مصر في دعم الحوار الليبي، وأكد على عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وأشار رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، باعتبارها السبيل الوحيد للعبور لحالة الاستقرار والسلام في البلاد.

أهمية خروج المرتزقة والمليشيات من ليبيا

وفي وقت آخر، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأحد، أن القاهرة تبذل الجهود لعدم اللجوء للحل العسكري في ليبيا.

وأضاف شكري في مؤتمر صحافي مع نظيره النمساوي،  في 3 يوليو الماضي، أن مصر تأمل في التوصل لاتفاق ليبي ليبي واحترام الشرعية الموجودة الآن في ليبيا، لافتا إلى أن الاضطرابات في ليبيا مؤشر لعدم رضا الشعب عن الانسداد الراهن.

وأوضح وزير الخارجية، أن البرلمان الليبي كلف حكومة جديدة في البلاد خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن مجلس النواب الليبي هو الجسم التشريعي المعترف به في البلاد، لافتا إلى أن مصر مستمرة في الدفع نحو تحقيق توافق ليبي يقود نحو إجراء الانتخابات.

كما شدد على احترام شرعية مجلس النواب الليبي والمجلس الرئاسي والعمل على الدفع نحو إجراء الانتخابات، مشددا على أهمية خروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا وحل مشكلة الميليشيات.

الأوضاع الجارية في ليبيا

وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن العربي، إن الأوضاع في ليبيا بعد عدم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر الماضي أخذت شكلا أكثر تشابكا وتعقيدا والتي كانت محددة طبقا لخارطة الطريق الموضوعة في جينيف.

وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ظهور حكومة أخري بقيادة فتحي باشاغا في ظل وجود حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، جعل الموقف أكثر تشددا في ظل أنه من الممكن أن يتحول الموقف على صراع على الأرض مرة أخري، خاصة بعد تمسك حكومة عبد الحميد الدبيبة بالسلطة حتي اللحظة بالرغم من منح البرلمان الليبي الثقة لحكومة فتحي باشاغا.

وأشار أنه بشكل عام فأن الأمور تزداد تعقيدا في ظل الرغبة الحقيقية للعمل على استقرار الأوضاع في ليبيا في ظل التدخلات الخارجية وأزديادة عدد المليشيات المسلحة التي تمثل تهديد خطير للأمن القومي الليبي وأيضا أمن دول جوار ليبيا سواء مصر أو تونس أو الجزائر.

وتابع: "بالتالي لا بد أن يتم البحث لإنهاء حالة الانتداب السياسي بين الحكومات ووضع دستور جديد للبلاد، والعمل وبقوة على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن".

الدعم المصري لتوحيد الداخل الليبي

وبخصوص الدور المصري في ليبيا، أوضح أستاء العلاقات الدولية، أن مصر دائما وأبدا تبحث عن وحدة واستقرار الدولة الليبية من خلال أنها منفتحة على كل الأطراف في إطار سعيها وحرصها على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.

وأضاف فارس أن مصر من أوائل الدول التي داعمة الحل السياسي الشامل في ليبيا، وكانت هناك مشاركة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر برلين 1 في ألمانيا، ثم بعد ذلك أطلقت مصر مبادرة القاهرة والتي كانت في 6\6\2020 والتي توافقت مع مخرجات مؤتمر برلين، والتي تسعي إلى إيجاد حل سياسي ليبي ليبي وخروج كافة المقاتلين والمرتزقة من ليبيا، والعل على التقسيم العادل للثروة في ليبيا، وصولا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل كبير داخل الدولة الليبية.

وأشار أنه كان هناك عدد من اللقاءات قامت بهم الدولة المصرية، وعلى رأسها كانت لقاءات الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة الذي ذهب إلى ليبيا وزار الشرق الليبي، وأيضا كان هناك فوج من القبائل الليبية اللذين زاروا القاهرة وتم عقد مؤتمر مصر وليبيا مصير واحد بمشاركة أكثر من 75 شخصيا قبلية في إطار سعي الدولة المصرية لتوحيد الداخل الليبي وإيجاد طريقة موحدة لدعم العملية السياسية في الداخل.