الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إذاعة إعدام قاتل نيرة أشرف.. جدل واسع حول المطلب وهذه هي الأسباب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعتبر قضية مقتل طالبة جامعة المنصورة  نيرة أشرف على يد زميلها محمد عادل واحدة من أهم القضايا التي يتابعها الجميع ويترقب تحقيق العدالة فيها من خلال إصدار حكم نهائي بإعدام الجاني.

وأصدرت محكمة جنايات الدقهلية - الدائرة الرابعة - حيثيات الحكم في قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها ذبحًا أمام باب جامعة المنصورة.

تنفيذ إعدام محمد عادل على الهواء

وتضمنت حيثيات الحكم طلب هيئة المحكمة من المشرع إصدار تعديل يتيح نشر وإذاعة علمية تنفيذ حكم الإعدام، ولو جزء من بداية التنفيذ.

و"المَحكمةُ في نهاية حُكمها، تُـنَـوِّه بمناسبة هذه الدعوى، بأنه لمَّا كان قــد شَاعَ في المُجتمع - مُـؤخرًا - ذبحُ الضحايا بغَـير ذَنبٍ جَهارًا نهارًا والمَهوسُـونَ بالمِـيديا يـَبثُون الجُـرمَ على المَلأ فيرتاع الآمنونَ خَوفًا وهَـــلعًا، وما يَـلبَث المُجتمع أن يُفجَــعْ بمثلِ ذاتِ الجُـرم من جديد، فمِـن هذا المُنطلَـقِ، ألَـمْ يأنِ للمُـشرع أنْ يَجعلَ تنفيذ العقابِ بالحَق مَشهودًا، مِثلما الدمُ المَسفوحُ بغير الحَـقِّ صَار مَشهودًا".

"الأمر الذي مَعه تُـهيبُ المَحكمةُ بالمشرع، أنْ يَـتَـناولَ بالتعديلِ نَصَ المادةِ الخامسةِ والستين، من قانونِ تنظيمِ مَراكز الإصلاح والتأهيل المُجتمَعي المُنظمةِ لتنفيذِ عُـقوبةِ الإعدام؛ لِتُجـيزَ إذاعةَ تنفيذ أحكام الإعدام مُصَورةً على الهواءِ"

وحول طلب هيئة المحكمة من المشرع إصدار تعديل يتيح نشر وإذاعة علمية تنفيذ حكم الإعدام، ولو جزء من بداية التنفيذ، والتأثيرات النفسية والاجتماعية على المجتمع حال تحقق ذلك، ناقشنا ذلك الأمر مع خبراء قانون وعلم نفس واجتماع في السطور التالية:

ويقول المستشار هشام جبر رئيس محكمة استئناف الاسكندرية، إنه كأصيل عام فإن تنفيذ حكم الإعدام نص عليه  "قانون الإجراءات الجنائية ولوائح السجون وهو أمر مستقر عليه".

وأضاف جبر - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، إنه مع ازدياد وتطور الجريمة يستوجب إذاعة تنفيذ حكم الإعدام علنا لتحقيق الردع العام للمجتمع إزاء حدوث انفلات سلوكي واستسهال إزهاق الأرواح.

وأشار إلى ان تنفيذ حكم الإعدام منفردا لن يكون رادعاً  ولن يحقق الغاية إلا إذا توحدت جهود الدولة من خلال جميع مؤسسات على تغيير نمط السلوك  العدواني والتطرق بعمق لوأد هذا السلوك الذي طرأ على المجتمع المصري المعروف عنه الطيبة وعاطفي بطبعه. 

كما اتهم جبر، الإعلام وأغاني المهرجانات بالوقوف وراء تفشي تلك الجرائم بجانب الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية، موضحا أن تنفيذ عقوبة الإعدام على الهواء لها سابقات عديدة، حيث كان "يتم إذاعة بعض لقطات تنفيذ عقوبة الإعدام من خلال شاشة التليفزيون المصري في الثمانينيات والتسعينيات".

رفض إذاعة حكم الإعدام على الهواء

ومن جانبه قال المستشار سيد أبو زيد، المحامي والخبير القانوني، إن تنفيذ حكم الإعدام على الهواء ضد قائل الطالبة نيرة أشرف ضد حقوق الإنسان ويعد قتل نفس في الوقت الذي قامت جميع دول العالم بإلغاء عقوبة الإعدام واكتفوا بالسجن مدى الحياة او أشغال شقة مؤبدة.

وأضاف أبو زيد- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إذاعة تنفيذ العقوبة سوف يسيء إلى سمعة مصر، ولن يكون رادعاً للمجتمع للحد من تكرار الجريمة، بل لابد من معالجة الأسباب التي أدت إلى وقوع مثل هذه الجرائم المستحدثة على مجتمعنا.

ومن جانبه قال دكتور عماد محجوب أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة القاهرة، إن تنفيذ حكم الإعدام وإذاعته سيكون رادعا لمن تسول لهم أنفسهم ارتكاب الجرائم، لأن عملية انتشار الجريمة بهذه الطريقة في الآونة الأخيرة أصبح شيئا صعب للغاية، جرائم ترتكب لم نسمع عنها من قبل هذه الجرائم لا بد لها من رادع واحد أهم الأمور الرادعة في مثل هذه الجرائم حاجتين الحاجة الأولى هي سرعة القصاص بإصدار الأحكام تنفيذ حكم الإعدام من حلال أذاعته حتى يكون رادعا قويا.

وأضاف محجوب - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ظروف ارتكاب جريمة قتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف بهذه الوحشية يمكن أن يكون لسببين السبب الأول هو تعاطي المواد المخدرة أو دافع الانتقام نتيجة تعرضه لضغط نفسي وعصبي وعنف وقع عليه أدي به الى الانتقام بهذه الوحشية.

وتابع: "من خلال متابعتي لتحقيقات القضية أكدت عدم تعاطي المتهم مواد مخدرة، وهناك بعض السمات الشخصية هي التي يمكن أن يتصف بها هذا الشخص وهي التي ساعدته على ارتكاب الجريمة بهذه الوحشية وإذا بحثنا في تاريخه سوف نجد أنه من الممكن أن يكون ذلك الشخص يتصف بالاندفاعية وهي التي ساعدته على ارتكاب هذه الجريمة".

ومن جانبها، قالت الدكتورة عبير القاضي أستاذ علم الاجتماع، إنها ترفض إذاعة تنفيذ حكم الإعدام على الهواء لما سيترتب عليه من آثار مجتمعية  تؤدي إلى تحول الجريمة من الذبح إلى الشنق.

وأضافت "القاضي" - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المجتمع المصري يعشق المحاكاة وحب التقليد واعتياد التنفيذ لما شاهده، فنحن بذلك نقدم للمجتمع الذي يعج بالأمراض الاجتماعية والنفسية وصفة جديدة لتنفيذ الجريمة.

اعتراف المتهم بنية قتل نيرة أشرف

ومن ناحية أخرى، تنص حيثيات الحكم التي نشرتها المحكمة على اعتراف المتهم محمد عادل بوصف تفصيلي لارتكابه الجريمة عترفًا اعترافًا تفصيليًا تطمئن إليه المحكمة تمام الاطمئنان، لسلامة إرادته وعدم تَعرضُه لأي إكراه من أي نوع، وقد تَطابَق اعترافه هذا مع الحقيقة والواقع فقال تفصيلا إنه تَعرف على المجني عليها نَيرة أشرف أحمد عبد القادر كزميلة له في كلية الآداب جامعة المنصورة في غضون العام الجامعي 2020.

وأمَدها بالأبحاث العلمية ونشأت بينهما علاقة عاطفية إلا أنها سرعان ما تنصلت منها، فحاول مِرارًا وتكرارًا أن يَستعيدها ويُقربها منه من خلال مُراسلتها عبر تطبيقات التراسل الاجتماعي، إلا أنها حظرته من الاتصال بها؛ فتقدم لخطبتها فرفضته هي وأهلها وحصلت خلافات بينهما حررت على إثرها محاضر ضده بقسم شرطة ثان المحلة الكبرى.

وعقدت جلسة عرفية تَـعهد فيها بعدم مضايقتها، وقال عن تلك الجلسة نصا بالصحيفة الحادية عشرة من التحقيقات: "عملولي قَـعدة عَشان أنا كنت بَعَت الشتايم اللي بيني وبينها والرسايل لأهلها والناس اللي أعرفهم، وفي القعدة دي حكموا إن أنا أمسَح الصور اللي معايا، وإن أنا أمضي على إيصال أمانة عشان ما اتعرضش لبنتهم تاني ولا أجيب سيرتها، وأنا عملت كده بالفعل ومَسحت الصور والمحادثات".

وفي موضع آخر - الصحيفة الرابعة عشرة - قال نصًا عن ملابسات تلك الجلسة العرفية: "هما كلموني وقالولي عايزين نِخَلص الموضوع إللي بينك وبين بنتنا، ولما رُوحت لقيت ناس كثير وكلهم عرفوا الموضوع وحكموا عليَّ إن أنا أمسح الصور والمحادثات اللي معايا على تليفوني ومَضُّوني على إيصال أمانه وتعهُـد بعدم التعرض لها" ولما سُئل عن تَعرضه لإكراه إبان تلك الجلسة العرفية أجاب: "لا .. احنا كنا قاعدين وكانت قَعدة حق، بس كان كلامهم شديد معايا، ومَحدش كان مِقدر اللي أنا عَملته مع نيرة".

وأضاف أنه تظاهَر بامتثاله لما انتهت إليه هذه الجلسة وقال عن ذلك نصًا يُجيب عن سؤال من المحقق بالصحيفة الخامسة عشرة: هل قُمت بالتعرض لها عَقب تلك الجلسة العُرفية؟ أجاب: "أنا كنت ساكت وخلاص ولكن كان في دماغي إني آخد حقي منها". وفي موضع آخر بالصحيفة السابعة عشرة قال: "أنا في نُص شهر رمضان اللي فات، لقيت ناس جاية تقولي إبعد عن البنـت وملكـش دعــوة بيها وكفاية اللي حصـل، علشان ميكـونش فيه مشاكل".

ولما سأله المحقق وهل استَجبتَ الي طلبهم بالابتعاد عن المجني عليها وعدم تَتبُعك لها بالأذى والتعرض لها، أجاب: "لا، لكن أنا سايرتهم لحد ما أتمكن منها في الامتحانات وأخلَّص عليها" واعترف بأنه طيلة الفترة التي سبقت شهر رمضان الماضي كان يحاول التواصل معها لإنهاء ما بينهما ويعودا لبعضهما، ولكنها كانت تَـرفض وحَظرت اتصالاته، وقال عن ذلك نصًا بالصحيفة السادسة عشرة: "أنا طول الفترة اللي قبل رمضان اللي فات، وأنا كنت بعمل اكاونتات علشان أتواصل معاها؛ لأنها كانت عَملالي بلوك على أي أكاونت لها".

وأضاف أنه منذ شهر رمضان الماضي قرر التخلص من المجني عليها ليضع حدًا لما بينهما، وأخذ قراره فيما بينه وبين نفسه أن ينتقم لنفسه منها ويُنهي حياتها، وقال عن ذلك نصًا باعترافه بالصحيفة الحادية عشرة: "وأنا في رمضان اللي فـات قررت إنْ أنا أخلَصْ منها وأشوف حَد للموضوع ده، وأنا أخــدت قرار بيني وبين نفسي إنْ أنا هنتقم لنفسي وأخلَّصْ عليها، واستنيت الامتحانات بتاعة الترم الثاني علشان أعمل اللي في دماغي وانتقم لنفسي".