الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل عاد حريق لندن العظيم مجددا؟..اليوم الأكثر سخونة في بريطانيا يدمر مدينة الضباب

صدى البلد

لا تزال تداعيات اليوم الأكثر حرا في تاريخ المملكة المتحدة مستمرة، بعدما دمر منازل الكثير من البريطانيين، معربين عن مخاوفهم من القادم حيث يخشون أن يكون هذا علامة على الأسوأ في المستقبل.

وسجلت بريطانيا أعلى درجة حرارة في تاريخها، يوم الثلاثاء الماضي، والتي تجاوزت 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) للمرة الأولى، ما أدى إلى اشتعال حرائق دمرت عشرات المباني في العاصمة.

أهوال الموجة الحارة

وفي تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تحدث عدد من البريطانيين عن أهوال الموجة الحارة التي اجتاحت البلاد في هذا اليوم، فتقول إيلين هيلتون، 53 عامًا، التي تعيش في داجينهام بشرق لندن، بعد حريق شب في حديقة قريبة من منزلها "ما حدث في الساعات التالية كان أسوأ بكثير..نظرًا لأن درجات الحرارة كانت مرتفعة جدًا".

وأضافت هيلتون "كانت الشرطة في كل مكان تدق على أبواب الناس وتصرخ: اخرجوا اخرجوا".

وحسب الشبكة الأمريكية، دمر الحريق 14 منزلاً وألحق أضرارًا بـ6 أخرى في المنطقة، وفقًا لمسؤولين محليين، ما جعل حي هيلتون أحدث ضحية للطقس القاسي.

حريق لندن

ودمرت النيران في أنحاء العاصمة عشرات المتاجر والمنازل، فيما أكدت خدمة إطفاء لندن أن الثلاثاء الماضي كان أكثر الأيام التي عملت فيها الخدمة منذ الحرب العالمية الثانية.

يقول علماء المناخ إن طقس الصيف الحار جزء من اتجاه إقليمي أوسع. فيما أظهرت دراسة نُشرت في أوائل يوليو أن موجات الحر أصبحت أكثر تواتراً وشدة في جميع أنحاء أوروبا خلال العقود الأربعة الماضية.

من جانبه، قال رئيس بلدية لندن صادق خان لشبكة "سكاي نيوز": "لا يمكننا ببساطة التعامل مع عدد الحرائق في أنحاء مدينتنا والتي تُعزى مباشرة إلى موجة الحرارة التي نشهدها".

وتعد باركينج وداجنهام، من أفقر المناطق في لندن، وبهما مساحات خضراء أكثر من أي منطقة أخرى، وفقًا للمجلس المحلي. لكن تلك المساحات من العشب تحولت إلى دمار ونيران خلال موجة الحر.

فقدنا كل شيء

تسبب الطقس الحار بشهر يوليو في حرائق متعددة بحديقة “ليز”، وقالت زويا شومانسكا، وهي من السكان وتبلغ من العمر 32 عامًا "تمت السيطرة عليها ولم تقترب من المنازل، لكن ما حدث يوم الثلاثاء الماضي كان مروعًا للغاية".

وحسب ما ذكرته “سي إن إن”، لاحظ ليوبين فيلوف، زوج شومانسكا الثلاثاء الماضي، عندما اقترب من منزلهما أن الطرق مغلقة، وشاهد الدخان والنار قادمين من الحديقة.

وأضاف فيلفوف: "ذهبت خلف منزلي وبدأت أستنجد بالشرطة ورجال الإطفاء بأن كلبي موجود في المنزل، مضيفًا أنهم لم يسمعوه، لذلك "قرر القفز لإنقاذ الكلب".

ولفت إلى أن اثنين من رجال الإطفاء تبعاه عبر السياج وساعداه في كسر الباب وإنقاذه، لكن قططهما ما زالت في عداد المفقودين.

ويقيم الرجل البالغ من العمر 34 عامًا الآن مع ابن عمه، لكنه قال إنه يزور المنطقة بانتظام للبحث عنها، كما يفعل جيرانه.

فيما سمعت شومانسكا نبأ احتراق منزلهم بينما كانت تنتظر اللحاق برحلة إلى بلغاريا، فتسببت الصدمة في تركها حقائبها في صالة الوصول، لكنها تمكنت فيما بعد من القيام برحلتها وجلست تبكي عندما صعدت إلى الطائرة.

وقالت شومانسكا لشبكة “سي إن إن” والدموع في عينيها في مكالمة فيديو من بلغاريا “أحببت هذا المنزل.. كان عمري 21 عامًا عندما اشتريناه”.

وأضافت: "هذا كله بسبب تغير المناخ"، موضحة كيف أخبرها أصدقاؤها الذين يعيشون في البلدان الأكثر سخونة أن الموقع الذي كانوا فيه أكثر برودة مما كان عليه في لندن.

ولفتت: “فقدنا كل شيء، لكننا بأمان.. لقد فقدنا كل هذه الأشياء المادية - كل شيء على الإطلاق - لكننا أحياء”.

وقبل بدء العطلات المدرسية، أكدت شومانسكا أن أحد أبنائها علم بحريق لندن العظيم، الذي دمر أجزاء من العاصمة في عام 1666. وعندما احترق منزلهم قال لها: "أمي، هل هذا هو حريق لندن العظيم؟.