الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القضاء العرفي.. ضابط إيقاع الحياة بين القبائل في سيناء

رفع الرايات البيضاء
رفع الرايات البيضاء لها دلالة بين القبائل في سيناء

يلعب القضاء العرفي في شبه جزيرة سيناء دور مهم في إرساء قواعد السلم الاجتماعي بين القبائل في منطقة شبه جزيرة سيناء.

حيث يعتبر ضابط إيقاع الحياة  وذلك بالتدخل السريع   للفصل  في القضايا التي تنشب بين الأطراف التي تنتمي الي  القبائل العربية ، من اجل إنهاء الخصام ،  وتحقيق السلم الاجتماعي بين القبائل.
 

قضايا السلم الاجتماعي

وقد فصل القضاء العرفي ،  فى  محافظة شمال سيناء،  في  قضية بين طرفين من قبيلتين، بعد  خلاف نشب بينهما على إثر مشادات بين أنصار مرشحين لمجلس النواب  فى محافظة  شمال سيناء،  حيث  تبادل الطرفان الاتهامات مما  ادي الي   ارتكاب اخطاء ، وقد اضطرهم ذلك للجوء الي  الأعراف القبلية لخضوع للقضاء العرفي الذي يفضى سريعا في قضايا السلم الاجتماعي بين القبائل في منطقة شبه جزيرة سيناء ،وذلك  للفصل بينهما من اجل إنهاء الخصام ،  وتحقيق السلم الاجتماعي بين القباءل .

وبعد تداول القضية عدة جلسات عرفية حضرها عواقل ومشايخ من أبناء القبائل المدينة في سيناء..صدر حكم القاضي العرفي بفرض  غرامة على احد الأطراف  ويقوم بدفعها  للطرف الثانى صاحب الحق، وتقدر بنحو  مليون و100 ألف جنيه، علاوة علي  رفع 3 رايات بيضاء على 3 مجالس قبائل مشهورة في شمال سيناء، وفى حالة عدم الالتزام بتنفيذ  الحكم ، خاصة رفع الرايات ، يتم تغريم الخصم 50 ألف جنيه عن كل راية .

ويفسر حسن سلامه  الباحث  فى التراث السيناوى ،هذه العادة قائلا: من المتعارف عليه أن المجتمع البدوى تحكمه قوانين وأعراف للحد من تطور أى المشاكل  التي تحدث، ورفع الرايات الرمزية يمثل عقابا معنويا للمتهم على فعلته وسط القبائل .

الرايات البيضاء


مشيرا الي ان احكام  رفع الرايات البيضاء ، تمثل عقاب معنوى بالغ الصعوبة  ، ورفعها أمر وجوبي تنفيذا لأحكام القضاء العرفي التي صدرت.
وفي حالة عدم رفع الراية في الأماكن التي تم تحديدها ، يقوم القاضي المختص بفرض غرامة  مبالغ مالية طائلة مقابل كل راية  ..لذا فقد  تزيد الغرامة المالية  عن 50 ألف جنيه  لكل راية ، وقد تصل لمبالغ خيالية وفقا لنوع وظروف كل قضية وملابساتها.

وقديما استخدم  الجنود في الحروب السابقة  الرايات البيضاء للدلالة على الاستسلام لآلاف السنين، وقد وصف المؤرخ الروماني القديم ” ليفي” سفينة قرطاجية المزينة بـ “الصوف الأبيض وأغصان الزيتون” كرمز للاستسلام في أثناء الحرب البونيقية الثانية.

الحروب الغربية


وأصبح العلم الأبيض في وقت لاحق راسخًا في الحروب الغربية،  لكن الأدلة تشير إلى أنه نشأ أيضًا بشكل مستقل في الصين خلال سلالة هان الشرقية في القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد.. حيث تبنوا أعلام استسلام بيضاء لإظهار حزنهم عند الهزيمة، ففي التاريخ الحديث، أصبح العلم الأبيض رمزًا معترفًا به دوليًا ليس فقط للاستسلام ولكن أيضًا للرغبة في بدء وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات في ساحة المعركة.
وقد حمل دعاة العصور الوسطى عصي ومعايير بيضاء لتمييز أنفسهم عن المقاتلين، ولوح جنود الحرب الأهلية بأعلام الهدنة البيضاء قبل أن يجمعوا.
ومن ثم تم تدوين المعاني المختلفة للعلم لاحقًا في اتفاقيات لاهاي وجنيف في القرنين التاسع عشر والعشرين، كما تمنع هذه المعاهدات الجيوش من استخدام الراية البيضاء لتزييف استسلام ونصب كمين لقوات العدو.