الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جلابية وشبشب وشنطة بلاستيك.. كيف يسعد ايجيبشان سانتاكلوز أهالي الهرم؟

صدى البلد

جبر الخواطر.. أحد أقوى معاني العطاء الانساني، ربما يفتقده الكثيرون، لكن أن يصير هدف يسعى إليه شخص بسيط فقير بلا مقابل، فقط نظرة رضا وابتسامة، فهذا هو قمة العطاء وجبر الخاطر الذي يمارسه سانتا كلوز المصري أو عم إيهاب مع سكان الهرم.

سانتا كلوز الغلابة

بجلابية بيضاء وشبشب بسيط، ممسكا في يده شنطة بلاستيكية وعكاز يتكئ عليه، يتجول عم إيهاب في شوارع الهرم، ربما يظنه البعض أحد "الشحاتين" أو بائعي المناديل، لكنه في الحقيقة يوزع الخير والابتسامات على الجميع.

عندما تكون جالسا مهموما، تجد عم إيهاب يقترب منك ويمنحك ابتسامة مريحة، قبل أن يخرج من كيسه لبان أو بعض الحلوى ويضعها أمامك قائلا: "النبي قبل الهدية".. ومهما حاول البعض منحه نقودا يرفض بشدة، ويردد: "دي محبة.. والمحبة ملهاش تمن".

في أحد مقاهي الهرم، دخل عم إيهاب وراح يوزع اللبان وقطع الحلوى على الجميع، رافضا الحصول على مقابل، داعيا للجميع: "ربنا يجبر بخاطركم".
شاهد عم إيهاب إحدى الفتيات جالسة مهمومة، فاقترب منها بهدوء، وطلب منها الجلوس، هنا شعرت الفتاة بالقلق، إلا أن ابتسامته الطيبة بعثت الطمأنينة إلى قلبها، فأخرج من شنطته 4 وردات في شكل بوكيه صغير ومنحها للفتاة، قائلا: "جبر خاطر من عمك ايهاب"، ليتبدل مود الفتاة التي حاولت منحه بعض المال، لكنه رفض بشدة، وشعر بالإهانة قائلا: أنا مش شحات يا بنتي.. دي جبر خاطر، كلنا محتاجين إيد تطبطب على قلوبنا"، وانسحب عم إيهاب بهدوء، ليطلق عليه الجميع ايجيبشن سانتا كلوز.

من هو ايجيبشن سانتا كلوز؟ 

هو رجل وحيد، أو هكذا أصبح مؤخرا بعد أن فقد شقيقته الوحيدة.

وبدأت معه قصة توزيع الهدايا منذ ٥ سنوات، ويقول عم ايهاب: كنت رايح عيد ميلاد بنت حد معرفة، وركبت مترو الأنفاق، وكان به سيدة ومعها بنتين وولد، فطلبت من ابنها القيام لأجلس، وكان معي بسكوت وشيكولاته، فأخرجت بعض منها ومنحتها للبنات، وفوجئت ببكاء الأطفال".
ويضيف عم ايهاب: "سألت والدتهم عن سبب بكائهم، فأخبرتني أنهم تذكروا والدهم الذي رحل منذ شهر فقط، لقوك حنين زيه وافتكروه".
وتابع: "من ساعتها وانا بصحى كل يوم البس وانزل اشتري الهدايا والورد، واوزعهم وارجع بيتي انام سعيد".

سر في حياة عم إيهاب

لأن وجهة يحمل وسامة وطيبة، كان السؤال الذي يتبادر على من يقابله عن وحدته، ولماذا لم يتزوج.

في حياة عم إيهاب سر، وهو أنه كان يحب فتاة في مقتبل عمره، كانت تعمل مضيفة طيران، وقبلت به رغم ظروفه الصعبة، إلى أن سافرت في رحلة وتوفت في حادث، ومنذ هذا اليوم قرر عدم الارتباط، والعيش على ذكراها، حتى أحيل للتقاعد بعد أن بلغ الستين من عمره، وقرر أن يكرس حياته لجبر الخواطر.
ويؤكد عم إيهاب أن البشر خلقهم الله لمساعدة بعضهم البعض، وأن يهون كل فرد على الأخر مصاعب الدنيا ولو بابتسامة.