الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سراديب مظلمة بجبال نقادة الخرافات حولتها إلى مزار للسيدات بحثاً عن الإنجاب..شاهد

طواقى فرعون
طواقى فرعون

"طواقي فرعون" اسم شعبى أطلقه الأهالى فى قنا على عيون فرعونية لا علاقة لأسمها بمحتواها ومضمونها، حيث اعتاد الأهالى إطلاق اسم "طاقة" على البنايات الصغيرة المخصصة لحفظ الأطعمة، لكن شكلها الذى يعد بمثابة تحفة فرعونية لا تختلف ولا تقل جمالاً عن المعابد الفرعونية التى شيدها قدماء المصريين فى مصر من جنوبها لشمالها، يلفت انتباه الناظرين إليها أو المارين بجوارها، ويدفعهم للتأمل والتساؤل عن تفاصيلها، غير أنها لم تعد بصورتها الحقيقة التى كانت عليها، إلا من إبداع ونقوش مازالت محتفظة بألوانها داخل هذه المغارات العتيقة.

مشهد بديع لعيون طواقى فرعون

المشهد البديع للعيون الأربعة، يختلف تماماً بمجرد النظر داخل الطواقى الغامضة، فالرعب والخوف هو الحاضر الغائب، حال النظر داخل العيون المحفورة فى باطن الجبل، فرائحة الموت رغم مرور آلاف السنين، إلا أنها حاضرة بقوة داخل المكان الذى استخدمه الفراعنة لسنوات طويلة مقابر لدفن موتاهم.

ورغم الأهمية التاريخية و الأثرية، التى يؤكدها خبراء الآثار، إلا أن عيون فرعون، مازالت حتى الآن خارج نطاق اهتمامات وزارة الآثار، ولم تحظى حتى الآن أن تكن ضمن المزارات التى تحويها محافظة قنا ، ومازالت جدرانها و أحجارها غامضة لم تبوح بأسرارها حتى الآن، و لم تعد كما كانت فى السابق، بعد أن نهبها اللصوص وخربوها على مدار القرون الماضية.

النساء حولت طواقى فرعون لمزار شعبى
 

معتقدات النساء وبحثهن عن أى فرص للإنجاب، حول المكان إلى جزء من الخرافات والطقوس الشعبية المتعلقة بحياة المصريين، فقد لجأت إليها الكثير من السيدات، أملاً فى تحقيق حلم الأمومة، بعد أداء طقوس غريبة بجوار الطواقى، اعتقادًا منهم بأن هذه الطقوس سوف يكون لها مفعول السحر فى حدوث الحمل، كما أن مرور طريق صحراوى بالقرب من" طواقى فرعون" جعل تردد الكثير من السيدات عليها، أمراً سهلاً.
قال ياسر عبادى"مدرس"، منذ سنوات بعيدة ونحن نرى طواقى فرعون باسمها الحالى، والبعض يطلق عليها عيون فرعون، لكننا لا نعرف عنها أى معلومات موثقة، ولم نرى أى اهتمام من وزارة الآثار بها، كما لا ندرى متى حدث بها من تخريب، إذا كان من فترة قريبة، أو منذ عقود بعيدة، لكن هذه الطواقى تحظى باهتمام كبير من قبل أهالى مركز نقادة، وخاصة السيدات اللاتى حولن المكان لمزار شعبى، اعتقاداً منهن بأن الطواقى لها قدرة على تحقيق حلم الإنجاب، و نتمنى أن تحظى طواقى فرعون باهتمام حقيقى من قبل المسئولين عن الآثار، يكشف عن خباياها و أسرارها ، لكى يعرف الجميع ما تزخر به بلادهم من تراث.

وأضاف الشاعر دسوقى الخطارى" باحث تراث شعبى"، طواقى فرعون ليست وحدها التى يحيط بها الغموض والخرافات، لكن المنطقة كلها تحولت إلى مغارة من الغموض والأسرار، فبالقرب منها يوجد ما يسمى بـ "هرم طوخ" أو " جرن الشعير"، جعلها مقصداً للسيدات الباحثات عن الغموض فى الأماكن الغريبة، وفقاً للمعتقدات الشعبية، ما يجعلهن يأتين صباح كل يوم جمعة للدوران حول الطواقى 7 مرات، اعتقادًا منهن أن ذلك الأمر سوف يحقق حلم الأمومة، و كلها اعتقادات شعبية لا أساس لها من الصحة، لكنها تحولت لعادة لدى الكثير من الريفيات القاطنات بالمنطقة.

طواقى فرعون جزء من حضارة اقليم أمبوس
 

وأشار جلال ممدوح"باحث فى التراث" المنطقة حظيت بحضور بعثات أجنبية كثيرة جاءت إلى هنا، لكنها لم تسجل أو تدون أى شىء مفيد للمنطقة، مطالبًا بإعادة ترميم وتأهيل المنطقة،ما يجعلها مهيئة للزيارة بشكل رسمى، كما أن ذلك سوف يساهم فى وضع نقادة على الخريطة السياحية وبالتالى توفير فرص عمل للكثير من شباب المنطقة.
و أضاف ممدوح، ما نعلمه عن منطقة طواقى فرعون أنها تابعة لحضارة نقادة" اقليم أمبوس" الممتدة لـ 1400 عام قبل الميلاد، وهى حضارة مختلفة بعض الشىء عن معظم العصور الفرعونية، كما أن مقابر المنطقة تختلف عن غيرها بأن مقابرها مستطيلة ويتم التكفين فيها بالحصر والكتان.