الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البنوك أغرت المواطنين..من هو مقتحم بنك بيروت وما علاقة والده المريض؟|القصة الكاملة

مقتحم البنك
مقتحم البنك

يشهد لبنان ظروفا معيشية صعبة لم يشهدها من قبل على كافة المستويات من ارتفاع الأسعار وعدم توافر السلع الأساسية وانقطاع الكهرباء لعدم توافر الغاز لتشغيله، وغيرها من المشاكل التي يعاني منها الشعب اللبناني.

وازداد الأمر سوءا عند احتجاز المصارف اللبنانية أموال المودعين بها، حيث يعاني الكثير من احتجاز أمواله في البنوك ولا يستطيع أن يأخذها أو يتعامل بها وذلك نظرا للحالة الاقتصادية المزرية التي يعانيها لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

اقتحام مصرف في بيروت

وبسبب احتجاز البنوك أموال المودعين، اقتحم شخص مسلح حرم أحد البنوك في منطقة الحمرا بالعاصمة بيروت، مهددا العاملين في البنك ومطالبا باسترداد أمواله المحتجزة فيه.

وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن أحد المواطنين اقتحم حرم المصرف مطالبا بتسليمه أمواله، وهو يحمل سلاحا حربيا ومادة البنزين، مهددا بإشعال نفسه وقتل من في الفرع، وقد أشهر سلاحه في وجه مدير الفرع. وحضرت عناصر من القوى الأمنية والجيش وفرق من الصليب الأحمر والدفاع المدني لمواجهة أي طارئ.

وتابعت الوكالة: "برر المواطن البالغ من العمر 42 سنة تصرفه ودخوله المصرف بهذه الطريقة للمطالبة بأمواله وأموال أخيه، بأن والدهما دخل المستشفى منذ فترة لإجراء عملية من دون استطاعته دفع تكاليفها".

وانتشرت بين وسائل إعلام لبنانية محلية ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر قيام الشخص المسلح بـ اقتحام البنك في العاصمة بيروت، واحتجازه عددا من الموظفين والعملاء، فيما لم يتم الكشف عن التفاصيل حول اسم المصرف.

فيما أشار موقع ليبانون ديبايت إلى أن المسلح بحوزته مادة شديدة الالتهاب مهددا بإشعال نفسه ومن في الفرع، وأطلق 3 طلقات نارية تحذيرية.

من هو مقتحم المصرف؟

الرجل يدعى باسل الشيخ حسين، ويبلغ من العمر 42 عاما، ولديه في المصرف مبلغ 209 آلاف دولار أمريكي، ولدى شقيقه مبلغ 500 ألف دولار أيضا".

واقتحم فرع مصرف "بنك فيدرال" في شارع الحمرا بالعاصمة اللبنانية بيروت، وطالب بتسليمه أمواله وبحوزته مادة شديدة الاشتعال، مهددا بإشعال النار على نفسه ومن في الفرع. وقد أطلق 3 طلقات من سلاحه.

وبحسب مصادر إعلامية، قال أحد أقارب المتهم إن والد المسلح مريض للغاية وبحاجة للعلاج، وهو من سكان منطقة بئر حسن في بيروت (مدخل ضاحية بيروت الجنوبية)، لافتا إلى أن علاج الوالد يكلف 50 ألف دولار على مدى 3 سنوات.

رفض عرض البنك

وأشارت تقارير أخرى ، إلى أن محتجز الرهائن رفض عرض البنك بدفع فاتورة استشفاء والده مقابل إطلاق المحتجزين.

وتابعت المصادر أن المسلح يصرّ على تسليم المبلغ كاملا لشقيقه، على أن يُسلّم نفسه بعد مغادرة الأخير المكان.

من جانبه، قال المنسق الإعلامي في جمعية "صرخة المودعين"، للدفاع عن حقوق المودعين في المصارف اللبنانية، موسى أغاسي، إن أعضاء الجمعية توجهوا إلى الحمرا للتضامن مع الشخص الموجود حاليا داخل المصرف.

وأوضح أغاسي أن الشاب الذي اقتحم المصرف بحاجة إلى مبلغ مالي، ولديه بالفعل 209 آلاف دولار أمريكي، محتجزة في المصرف كوديعة، كغيره من اللبنانيين.

وتمنى أغاسي التجاوب مع الشاب كما مع كافة اللبنانيين، متوقعا المزيد من أعمال العنف في حال استمر الوضع على حاله.

وقال أحد المودعين في محيط المصرف إن تخاذل الدولة وتجاهل مشكلة الودائع سيؤدي إلى أحداث مشابهة، وهناك من هددوا بالانتحار قبل أيام.

خداع المصارف للمواطنين

تعليقا على هذا الحادثة ووضع الاقتصاد اللبناني ومشاكل البنوك به، قال عبدالله نعمة المحلل السياسي اللبناني، إن المصارف اللبنانية أغرت المودعين اللبنانيين بالفوائد المرتفعة ، فأودعوا فيها أموالهم وجنى العمر، ليكتشفوا أن أموالهم باتت في خبر كان .

وأضاف نعمة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدولة لا زالت تعدهم بأن ودائعهم بخير، ولكن الواقع لا يدل على ذلك، فقد حاولوا تمرير قانون "الهيركات" ولكنه لم يمر حتى تاريخه نتيجة الخلاف بين اقطاب السياسية اللبنانية .

وتابع: "يحاول المودعون تحصيل جزء من ودائعهم لاستخدامها في المصروف اليومي، ولكن المصارف حددت لهم مبلغا زهيدا يمكن سحبه فترك أصحاب الملايين من الدولارات يواجهون وضعا مأساويا وكأنهم لا يملكون شيئا".

وأوضح المحلل السياسي اللبناني أن أحد المودعين اليوم بحاجة لأخذ مبلغ 5000 دولار ليعالج والده في المستشفى، حيث إن العلاج في لبنان غير مجاني وحالة المستشفيات الحكومية شبه المجانية وضعها كارثي.

وأكمل: "لما فشل هذا الشخص في الحصول على المبلغ الذي يريده استعمل العنف ودخل إلى بنك الموارد واحتجز الموظفين ورفض إخلاء سبيلهم قبل الحصول على المبلغ الذي يحتاجه، علما أن وديعته في هذا المصرف هي 210 آلاف دولار أمريكي ووديعة شقيقه تفوق نصف المليون دولار.

ليست المرة الأولى 

وأشار نعمة إلى أن هذه ليست الأولى أن يتم احتجاز موظفي أحد مصرف، بل سبقها حادثة في بلدة جب جنين في البقاع واستحصل المودع على مبلغ يحتاجه وخرج من المصرف وسلم نفسه للجهات الأمنية، ولكن القضاء لم يوقفه لوجود المبرر الذي يسمح له القيام بمثل هذا العمل، لافتا إلى أنه لم ينتج عن العمليتين السابقة والحالية سقوط ضحايا، وهذا مبرر ليكون الحكم القضائي مخففا بحق المرتكبين.