الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"مصر بتتكلم حرفي".. أول تجربة لمعرض "ديارنا" بمدينة العلمين الجديدة|قصص ملهمة

القباج فى معرض ديارنا
القباج فى معرض ديارنا

 قطار معرض ديارنا لم ينتهى في محطة مارينا  الساحل الشمالي، حيث افتتحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي الجمعة الماضية معرض آخر  بمدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالي، الذي يقام تحت شعار "مصر بتتكلم حرفي " ضمن فعاليات مهرجان العلمين، ويستمر لمدة شهر كامل حتى نهاية موسم الصيف الحالي.

معرض ديارنا بمدينة العلمين

ويشارك في المعرض الذي يقام على مساحة 3000م، عدد كبير من العارضين بمنتجات متنوعة من السجاد والكليم والاكسسوار والزجاج والخوص والمفروشات والكروشيه والمكرميه والملابس والخزف والاكسسوار المنزلى من الأخشاب والنحاس والفضة والألباستر والمنتجات الحرفية واليدوية والتراثية الخاصة بأصحاب المشروعات من الجمعيات والأسر المنتجة، وغيرها من المنتجات التى تتلاءم مع موسم الصيف واحتياجات المصيفين والمنتجات الشبابية بمشاركة عدد من المحافظات منها محافظات أسوان والإسكندرية والقاهرة وسوهاج والفيوم وسيناء وقنا.

وحرصت وزيرة التضامن الاجتماعي على تفقد أروقة المعرض، والاستماع لمطالب العارضين، ومقترحات الزائرين مقررة مشاركة العارضين في المعرض مجانا طوال فترة إقامته وعدم تحملهم أي تكاليف تشجيعًا لإقامته في العلمين الجديدة، مؤكدة أننا نفتح آفاق الاستجابة لمطالب عملائنا ونحرص على حقوق عارضينا.

وأكدت "القباج"، أن معرض " ديارنا"  يُقام للمرة الأولي في مدينة العلمين الجديدة وفي إطار مهرجان العلمين، حيث تشهد المدينة كل يوم إضافة جديدة في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة، مشيرة إلى أن الهدف من تجربة إقامة المعرض لأول مرة في مدينة العلمين الجديدة، ليس الربح فقط، وإنما دراسة السوق بالمنطقة والمنتجات الأعلى طلباً، ومعرفة الفرص والتحديات التي ستزيد من فرص التسويق في المستقبل.

ومعرض "ديارنا العلمين" يأتي استكمالا لمسيرة دعم الوزارة لتسويق المنتجات اليدوية والحرفية التي تعبر عن التراث المصري بكافة منتجاته، كما أننا ندعم إقامة المعارض الإنتاجية في المناطق السياحية الجديدة، وتسويق المنتجات التراثية للمصيفين وجذب شبابنا ليفخر بجمال الحرف التراثية والمصنوعات اليدوية، كما أن تسويق المنتجات الحرفية للسياح هو جزء من مصر السياحية ومن التسويق التجاري على هامش متعة البحر والجو الرائع للمناطق السياحية.

وأضافت "القباج"، أن المعرض  سيستمر على مدار شهر كامل، وسوف تقسم فترة المعرض  علي مرحلتين، مدة كل مرحلة 15 يوما يتم خلالها تغيير العارضين والمنتجات، وذلك في إطار جهود وسياسات وزارة التضامن الاجتماعى لتقديم مختلف سبل الدعم لصغار المنتجين والترويج للمنتجات الحرفية والتراثية المصرية في كافة محافظات الجمهورية، مشيرة إلي أن الوزارة تحرص على التوسع في إقامة معرض "ديارنا" بمختلف محافظات الجمهورية، وتوفير منافذ تسويقية متعددة لمنتجات صغار المنتجين.

وأوضحت "القباج"، أن الجولة القادمة لمعارض "ديارنا" ستكون في محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والغردقة وشرم الشيخ، متعهدة أن نستمر في جولات معارضنا في كافة المحافظات وخارج مصر، خاصة أن معرض "ديارنا" يعد من أقدم وأعرق المعارض في دعم مجال الحرف اليدوية والحفاظ على الفنون التراثية من الاندثار، موضحة أنه في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بزيادة عدد المعارض وتوسيع قاعدة المشاركين من العارضين، ستقوم الوزارة  بزيادة عدد المعارض علي مستوي الجمهورية من " 12 معرض سنوي إلي 20 معرضا"، بالإضافة إلي وضع خطة لتطوير المعارض وعمل تشبيك وشراكات مع القطاع الخاص لخدمة الأسر المنتجة وتسويق منتجاتها من الحرف اليدوية والتراثية الصديقة للبيئة.

إيريني تطرز بورد فرعوني وشعر

"على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء" كلمات صلاح جاهين مكتوبة بتطريز أسود على فوطة بيضاء، تصلح كهدية، تطريز لزهرات لوتس فرعونية على أشكال من شنط من قماش "الدك" الثقيل الذي تصنع منه الخيامية، أشكال من حافظات النقود والحقائب المطرزة يدويا بكل المقاسات، بعضها حمالته من الجلد، وآخر حمالته من القماش.
خداديات مطرزة، ومفارش، ومنتجات جلدية وخشبية مثل الميداليات ومحافظ النقود حسب الطلب، برسوم فرعونية وأخرى حديثة.. كلها كانت إيريني فريد الشاروني، ترتبها في جناحها بمعرض ديارنا بمدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالي، استعدادا لاستقبال الزائرين للمعرض.

قد تعتقد للوهلة الأولى أنها منتجات لأكثر من حرفي، لتنوعها واختلاف خاماتها، لكن سرعان ما ستكتشف أن كل هذه المنتجات هي إنتاج مشغل صغير واحد، أو مشغل الشركاء الأربعة "إيريني فريد وزوجها مينا وهبة، وإيريني غطاس وزوجها جون".

البداية كانت عند السيدة الأربعينية إيرينى الشاروني، التى تجيد الأشغال اليدوية، كهواية تعلمتها عن أمها وجدتها، كما أن نشأتها في ظل والدها الفنان فريد اسطفانوس الشاروني قد أثرت الفنون في وجدانها، ثم أصقلت كل هذا بدراستها في كلية الفنون التطبيقية، التي جعلتها محملة بخبرة مهمة حول الألوان وأساسيات التصميم.

وجدت إيريني فرصة عمل في احدى الشركات كمهندسة ديكور، لكنها لم تنقطع عن ممارسة هوايتها، فكانت تصنع بعض المشغولات اليدوية للأصدقاء والأقارب.

وفي عام 2008، قررت إيريني ترك الوظيفة بالشركة، والبدء في تحويل هوايتها لمشروع خاص، يمكنها بجانبه أن تجد فسحة من الوقت لرعاية أولادها، ومنذ سبع سنوات قرر زوجها "مينا" التفرغ هو الآخر للمشروع.

المهندس مينا، زوج إيريني، وشريكها الأول، هو أيضا خريج الفنون التطبيقية، وعمل كمهندس في إحدى شركات الديكور، براتب مرضي، ثم قرر الانضمام لمشروع زوجته.

التطريز مارسته معظم الحضارات

التطريز فن مارسته شعوب معظم الحضارات القديمة في فارس وآسيا الوسطى والهند والصين واليونان والرومان، وعثر على أقدم مطرزة لازالت موجودة حتى الآن في مقبرة توت عنخ آمون، وتعود للقرن السادس عشر قبل الميلاد، وفي العصر الاسلامى كان التطريز يستعمل لتزيين ملابس ومفارش ومجالس الكبراء.

وأنشئت أماكن متخصصة تسمى "دار الطراز" لتزيين ملابس الأمراء والسلاطين، والتى كان بعضها يطرز بخيوط الذهب والفضة، وانتقلت بعض المطرزات إلى أوروبا في شكل هدايا للملوك والنبلاء.

وانتشر التطريز في انجلترا في القرنين 13 و14 ميلادية، خاصة لثياب رجال الكنيسة والطبقة الأرستقراطية، وبعضها لازال محفوظا بالمتاحف، وفي المستعمرات الأمريكية كان التطريز مهنة شعبية تمارسها الفتيات والأطفال على نماذج معدة سلفاً تشتمل على أمثال شعبية أو أقوال مأثورة بين زخرفات متنوعة ويوقع عليها المطرز باسمه.

اختيار الألوان والمواد وطريقة التطريز، هو ما يميز الطرّاز عن زميله عادة، فالتصميم والرسوم وبعض النماذج الزخرفية، هى نماذج تقليديها تتوارثها الأجيال خاصة في المجتمعات الريفية، وبعض التصاميم كانت تباع في الأسواق مطبوعة في كراسات أو على القماش أو على نسيج يثبت على ظهر القماش المراد تطريزه.

ويستخدم في التطريز أقمشة القطن أو الحرير أو الكتان أو القماش الشبكي المفرغ "الكنفا"، وقد ينفذ على الجلد، والخيوط من القطن أو الحرير أو الصوف أو الكتان، وكذلك خيوط الذهب والفضة، وقد يستخدم في التطريز الخرز والصدف والأحجار الكريمة، وتختلف إبر التطريز في أحجامها وأشكالها بحسب القماش والخيط المستعمل.

ومن أشهر الغرز المستخدمة في التطريز غرزة التيج أو الساق، والسلسلة، والعروة، الساتان، العقدة، اللفقة وغيرها، وهناك التطريز المثقب أو المفرغ أو السويسري، والمخرم "الآجور".
بعد اختراع آلات التطريز في القرن 17 ميلادية، تراجع فن الابرة، لكن بقي فن التطريز كهواية وحرفة وصناعة تتوراثها الأجيال، وتشجعها الحكومات والمؤسسات، وتنتشر المطرزات الآن في الهند والصين وسوريا ولبنان ومصر، لا سيما مطرزات الصرمة المذهبة على قماش المخمل، ومطرزات المفارش الحريرية والستائر، وتظل المطرزات اليدوية هى الأجمل والأغلى.

قصص من الواقع لفنانين مصريين

يحكي مينا كيف اتخذ هذا القرار: "كانت منتجات إيريني تحتاج لشراء خامات أو أن تستكمل بعض تفاصيلها عند حرفي آخر، كنت مازلت في عملي وأقوم بتلك المشاوير، أتنقل بين الكثير من الأماكن ليكتمل المنتج، فكرت وقلت لنفسي لم لا نكتفي بأنفسنا ونختصر كل هذا المجهود والمال، وبالفعل اشترينا الماكينات اللازمة وفتحنا مشغلاً صغيراً، وعندما لاحظت أن الأمور أصبحت أكثر يسرا شيئاً فشيئاً، والمشروع يكبر، ويحتاج لمزيد من التفرغ، قررت ترك العمل في الشركة، والتفرغ للكيان الذي أسسناه من الصفر، وأصبح له عميل يثق في جودة منتجاته وأسعارها".

يقارن مينا بين العمل في شركة، والعمل في مشروع خاص، ويرى أن "العمل في المشروع الخاص أكثر تحفيزاً للعمل، وإن كان الدخل أقل كثيرا من راتب الشركة خاصةً مع ظروف كورونا، وهذا يمثل ضغطا ومخاطرة أمام أي رب أسرة، لكن مرونة أوقات العمل في المشروع الخاص، تسمح للحرفي بتطوير نفسه بين العمل والإشراف والتسويق، وكل هذا يدفع الشخص إلى العمل بشغف أكبر من الشغل الروتيني، بالإضافة إلى أن ما يشجع على الاستمرار في المشروع الخاص، هو أنه في صعود ومنتجاتنا مطلوبة في السوق.

مشغل إيريني عبارة عن شقة صغيرة في منطقة غمرة بالقرب من ميدان رمسيس بقلب القاهرة، وخلال شهور انضم أيضا لمشروع إيريني صديقتها إيريني غطاس مدرس مساعد بقسم التخطيط العمراني، بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وابنة الفنان التشكيلي كمال غطاس، وزوجها جون جريس خريج كلية الفنون التطبيقية وخبير في تدريبات الطباعة.

فريق من أربعة فنانين يسعون لإحياء التراث والفن المصري في منتجات عصرية وفريدة، من أشغال المكرمية والتطريز والجلود والكروشيه، بعد أن حصلوا جميعهم على كورسات في التطريز والمكرمية والأعمال الخشبية إضافة  لدبلومات التصميم والكروشيه، وقرروا أن يخوضوا مغامرة التفرغ لمشروعهم.

خبرة إيريني في السنوات التى تفرغت فيها في البداية للمشغل جعلتها تعرف أسرار الخامات المتوفرة في السوق وكيفية تلافي عيوبها، كما تحكي: "الخامات متوفرة، الغالي منها والرخيص، ولكل مميزاته وعيوبه، فخيوط التطريز المصري هى الأرخص، لكن ألوانها غير ثابتة، لذلك نستخدمها في حدود ضيقة، مثل البراويز لأنها لن تغسل، أما الخيوط التركية والفرنسية فتستخدم في معظم المنتجات، لأنها تحتفظ بألوانها، فهدفنا هو الجودة وإنتاج منتجات عملية تناسب احتياجات السوق".

أسعار الشنط المطرزة تبدأ من 75 جنيها لشنطة النقود المبطنة، وأغلى شنطة ب 750 جنيها وتصلح للاب توب ومبطنة ومدعمة بطبقات من القماش الدك السميك، والشال المطرز بالورود وزهور اللوتس من القماش القطن ب950 جنيها، وتتفاوت أسعار الفوط حسب حجمها من 100 جنيه وحتى 200 جنيه ،ومفرش السفرة يبلغ 2200 جنيه، وهو الأعلى سعرا في جناح الأزواج الأربعة.

كيف يستفيدون من معارض ديارنا؟

تستفيد إيرينى وزوجها من معارض ديارنا التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي، في تطوير منتجات مشغلهم من خلال الحديث مع رواد المعرض، ومعرفة رأيهم في أشكال المنتجات، وماذا يطلبون في الجديد، بعض الرواد كانوا يطلبون أن يتوافق تصميم الحقيبة الصغيرة مع كاش مايو، أو مع ميدالية، أو أن يكون تصميم الحقيبة ورسوماتها مثل رسوم الفوطة التى ستوضع داخلها.

ليس هذا فقط، حيث تتبادل إيريني ومينا خبراتهما مع العارضين من أصحاب نفس الحرفة، سواء في التقنيات الجديدة أو أفكار التصميمات، ولذا يطلقان على معارض ديارنا "ملتقى الخبرة".
يهدف الفريق الآن لتطوير مشروعهم وتوسيعه، تقول إيرينى: "نملك خبرة كافية في المجالات التي نعمل بها، ونسعى لتوسعة مشروعنا، لكن مازالت مشكلة التسويق تقف أمامنا، خاصة في الفترات التى تكون بين المعارض، حيث ترهقنا تكلفة التشغيل".

ولهذا يسعى الفريق الآن للتواصل مع فنادق وشركات ومؤسسات لإنتاج ما يناسبهم من منتجات المشغل، لكن الانتقال إلى هذه الخطوة مثل الانتقال إلى خطوة التصدير، تحتاج لأيدي عاملة أكثر، لأن الفريق المكون من 4 واثنين من المساعدين، لا يستطيع الوفاء بالطلبيات الكبيرة العدد في الوقت القصير الذي يحتاجه الفندق أو التصدير، كما تقول إيريني.

في بعض الأوقات يواجه الأربعة بطلبيات كبيرة من منتجاتهم من إحدى الجهات، وهنا يكون تقسيم كما تقول إيريني: "نحن الأربعة نجيد الحرف التي نعمل بها لأننا تقريباً حصلنا على الدراسات نفسها، لكن عند وجود طلبية كبيرة نقسم المهمات فيما بيننا، وكل واحد منا يشرف على النوع الذي يميل إليه ويبرع فيه أكثر، مثلاً يمكن أن يعمل مينا على المكرمية وإيريني على الجلد والتطريز وهكذا، ويمكن أن نعمل جميعاً في نفس المنتج، وعندما ينتاب أحدنا فكرة تصميم جيدة نعمل عليها فوراً. يساعدنا بشكل دوري في المشروع فادي مختار الطالب بكلية الفنون التطبيقية، كما يوجد بنتان تهتمان بالتشطيب وتعملان بالقطعة".

أحياناً قد تحتاج الطلبية لأيدي عاملة أكثر، وهنا يتم الاستعانة بطالبات من كلية الاقتصاد المنزلي وبعض سيدات البيوت اللاتي يرغبن في العمل من المنزل، تقوم إيريني بعمل نموذج من التصميم المطلوب وتعطيهن الخامات ثم تتابع العمل وأي مشاكل قد تحدث حتى تنجز الطلبية.

بعض الأزواج الجدد أو الأسر التى تريد أن تجدد أثاث بيتها، تطلب من مشغل الأصدقاء الأربعة أطقم للحمام والمطبخ بنفس التطريز، من أشكال وأحجام مختلفة، من الفوط والملايات وأواني المطبخ والمعلقات التى تستخدم في وضع الملاعق وغيرها، وهنا تصمم إيريني تصميما خاصا للطلبية، حسبما تراه الأسرة.

أوقات تتراجع فيها الأرباح والطلبات

لكن في المقابل قد تأتي أوقات تنخفض فيها الأرباح وتقل الطلبيات كما تحكي إيريني "أحياناً تنخفض الأرباح لكن معارض "ديارنا" تصل بنا لأماكن ومحافظات أخرى وتوفر لنا منفذ بيع مهم، وبعد أيام المعرض نتلقى طلبات على صفحتنا على فيسبوك، معظمها من العملاء الذين تعرفوا علينا خلال المعرض، لأن التسويق الالكتروني وحده لا يساوى إعجاب الناس بما يرونه بأعينهم ويلمسونهم بأيديهم.

"عُرِض علينا الدخول في مجال التصدير، لكننا لم نخض التجربة لأن أسعارنا لن تستطيع المنافسة مهما خفضناها، الخامات التي نستخدمها بعضها مستوردة وأسعارها مرتفعة بالنسبة للسوق في الخارج، فبلد مثل الصين نستورد منها العديد من الأقمشة بالتالي هم الأقدر على المنافسة، لكن من ناحية الجودة نستطيع المنافسة في أي سوق دولي".

تتمنى إيريني أن تتوجه الدولة لدعم الحرفيين عن طريق الاتفاق مع السفارات والمراكز الثقافية، لانشاء معارض للمشغولات اليدوية التراثية خلال الاحتفالات أو المهرجانات أو زيارات الوفود، لتعريف ممثلي البلاد المختلفة، خاصة الملحقين الاقتصاديين بهذه المنتجات، وإمكانية الترويج لها في بلادهم. "يمكن أن تزين أماكن استقبال السفراء والوزراء والشخصيات الزائرة لمصر من دول أخرى، بمنتجات يدوية على الطراز التراثي المصري.

وأن يكون هناك اتفاقيات للتبادل التجاري بين مصر والدول الأخرى، بحيث تسمح هذه الاتفاقيات بفتح باب التصدير للمنتجات اليدوية دون أعباء جمركية مثلا، فيمكن أن ينخفض سعر المنتج، ويمكنه المنافسة في الأسواق العالمية، خاصة وأن المشغولات اليدوية المصرية ذات جودة عالية، وترى إيرينى أن مثل هذه الاتقافيات يمكنها أن تعود على السياحة والاقتصاد المصري بالخير، إضافة إلى دعم التسويق داخل مصر، لتشجيع الفنانين على الاستمرار.

تتفاءل إيريني - ومعها كثيرون - خيرا باهتمام الرئيس السيسي وزوجته السيدة انتصار السيسي، بالحرف اليدوية وافتتاح معارضها وتكريم فنانيها، وحرصهما على حضور معارض الحرف التراثية، لما في هذا من دعم للحرفيين والمنتجين.

كما تتفاءل إيريني بمستقبل مشروعهم، بعد أن سمعت عن تنفيذ اقتراح الرئيس السيسي "بتزويد متاجر الهدايا في كافة مطاراتنا بمنتجات الحرف اليدوية"، باعتبار أن في هذا فرصة ليرى السائحون وحتى العابرون كترانزيت منتجاتنا، بالاضافة إلى الاستعانة بسفاراتنا في الخارج لدراسة الأسواق، وإمكانية منافسة منتجاتنا فيها، لترى منتجات القرى والمدن المصرية النور.

التسويق وكيفية الاستفادة والخيرة

فريق الأصدقاء الأربعة، خبراء في التصميمات والفنون لكن خبرتهم في التسويق مازالت في البداية، ولذا يحاولون تطوير قدراتهم في هذا المجال، لأنه عامل مهم في نجاح أى مشروع، ويحاول مينا دائما أن يسابق نفسه، بمقارنة وتيرة عمله من فترة لأخرى، "الضغط العصبي يزيد لكنني أثبت لنفسي قبل غيري أنني أستطيع النجاح والنمو".

يحلم الأصدقاء الأربعة "مينا وإيريني، وجون وإيريني" بأن تصل منتجات مشغلهم لأن تكون ماركة عالمية، يقول مينا: "كلما وصلنا لمرحلة معينة وحققناها أتطلع للمزيد، في البداية كان الكرافت والتطريز ثم الطباعة ثم طورنا المنتج ليضم أكثر من مجال مثل الخشب والقماش والجلود، سقف منتجاتنا قابل للتطوير والإبداع.
حلم الأربعة الآن أن يروا المشروع "براند" له مصنع ومتاجر في العديد من الأماكن، "التصدير والسوق الخارجي حلم من الأحلام وهو قابل للتحقيق ما دمنا نبذل الجهد وأمناء على العمل والحلم".

يلاحظ مينا وإيريني، أن بعض منتجاتهما تعرض في بعض المحلات والجاليريهات، واكتشفوا أن بعض أصحاب هذه الجاليرهات يشترون منتجاتهم من المعرض، ثم يعرضونها في متاجرهم بأسعار أعلى.

تحاول إيريني، ومينا التغلب على مشكلة ارتفاع أسعار المنتجات بالنسبة للبعض، بعمل أكثر من صورة للمنتج الواحد، بمختلف الأحجام والخامات، مع الحرص على نفس الجودة، ليمكن لكل زبون أن يشترى في حدود إمكانياته، "نعرض كافة الخيارات بمختلف الأسعار أمام العملاء، ولكل حرية الاختيار، وهو ما يخلق ثقة بيننا وبين الجميع، ويصلنا مع أكبر قدر من شرائح المجتمع".