الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا تنتظر دول غرب القارة؟|القوات الفرنسية تغادر مالي بعد 9 سنوات من برخان

القوات الفرنسية في
القوات الفرنسية في مالي

رحيل القوات الفرنسية من مالي .. غادرت القوات الفرنسية المتواجدة في مالي منذ 9 سنوات البلاد في خطوة تنهي أهم وأكبر عمليات الجيش الفرنسي بالخارج، وتحديدا بمنطقة الساحل.

إنهاء التواجد الفرنسي في مالي

وأعلنت فرنسا الإثنين، أن جميع قواتها التي كانت تقاتل متشددين في مالي منذ 2013 غادرتها الآن، في أعقاب قرار اتخذته في فبراير بالانسحاب على خلفية تدهور العلاقات بين باريس وباماكو.

وغادر آخر الجنود المشاركين في عملية "برخان" الفرنسية، أراضي البلد الأفريقي، ليكتمل بذلك انسحاب أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في فبراير الماضي، في عملية تفجر استفهامات حول تداعيات القرار على أمن بلد يُخشى أن يتحول مجددا إلى قاعدة خلفية للتنظيمات الإرهابية.

القوات الفرنسية .. وبعد قرابة عشر سنوات من العمل بمنطقة الساحل، حيث الانطلاق من مالي لقتال متمردين في أنحاء غرب إفريقيا، قررت مغادرة مقرها واتخذت من النيجر مقرا جديدا لها.

وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان لها، أن آخر وحدة عسكرية من قوة عملية "برخان" الموجودة على الأراضي المالية عبرت "الحدود بين مالي والنيجر".

ولكن فرنسا لا تزال على اتصال بجميع الشركاء الملتزمين بالاستقرار وبالحرب على الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي وفي خليج غينيا ومنطقة بحيرة تشاد.

وبالفعل، أضعفت التغيرات السياسية في كلا من مالي وتشاد وبوركينا فاسو، تحالفات فرنسا في مستعمراتها السابقة؛ إذ شجعت الجهاديين الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من الصحراء والأدغال على العمل، وفتحت الباب أمام زيادة النفوذ الروسي.

الصراع الروسي الفرنسي الأوروبي 

ويقول الكاتب الصحفي خالد شقير رئيس جمعية مصر 2000، إن فيما يخص التواجد الفرنسي في مالي خلال الفترة الأخيرة، شهدت العلاقات الفرنسية المالية تدهورا كبيرا، ومن المعروف أن فرنسا تساهم بقوات كبيرة في منطقة الساحل وبصفة خاصة بعد انتشار العمليات الإرهابية بها.

وأضاف شقير - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى بعض الدول الإفريقية مؤخرا، خاصة غرب القارة، كان الهدف منها استعادة الدور الفرنسي بعد تنامي التواجد الصيني والروسي، معقبا: "من المعروف أن فرنسا لها العديد من المصالح المشتركة مع دول القارة الإفريقبة؛ إلا أن باريس بدأت في السنوات الأخيرة تفقد سيطرتها على الوضع في القارة السمراء، وأصبح وضعها على المحك".

وأشار شقير، إلى أن فرنسا استيقظت متأخرة وتحاول إعادة علاقاتها الإستراتيجية مع دول غرب إفريقيا، وفي وسط تنامي التواجد الروسي في مالي، وجدت فرنسا صعوبة في استعادة زمام الأمور في بعض الدول الإفريقية.

واختتم: "هناك صراع روسي أمريكي صيني فرنسي أوروبي، على المصالح الأوروبية والفرنسية في القارة الإفريقية، وهناك علاقات شبه متوترة بين فارنسا ومالي، خرج على آثرها آخر جندي فرنسي من مالي، وسط اتهامات فرنسية  - مالية للقوات الفرنسية بدعم الإرهاب".

ومن ناحية أخرى، أطلق ماكرون عملية انسحاب القوات الفرنسية من مالي، في 17 فبراير الماضي، وجرى منذ ذلك الحين ربط قوافل جوية وبرية بين قاعدة "جاو" شمالي مالي والنيجر.

انسحاب القوات الفرنسية من مالي

وفي وقت سابق، ذكر قصر الإليزيه أن فرنسا وحلفاءها الأوروبيين في عملية "تاكوبا" قرروا بدء انسحاب منسق للقوات من مالي بسبب الخلاف مع السلطات الانتقالية في البلاد.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حينها، إن انسحاب القوات الفرنسية من مالي سيستغرق من أربعة إلى ستة أشهر، حيث بعد ذلك، دعت حكومة مالي فرنسا إلى سحب القوات المشاركة في عمليتي "ديون" و "تاكوبا" "دون تأخير" والخاضعة لسيطرة السلطات المالي.

والجدير بالذكر، أن مالي هي دولة غير ساحلية في غرب أفريقيا. وتحدها الجزائر شمالا والنيجر شرقا وبوركينا فاسو وساحل العاج في الجنوب وغينيا من الغرب والجنوب، والسنغال وموريتانيا في الغرب. تزيد مساحتها عن 1,240,000 كم².

ويبلغ عدد سكان مالي 14,5 مليون نسمة، وعاصمتها باماكو، تتكون مالي من ثماني مناطق وحدودها الشمالية تصل إلى عمق الصحراء الكبرى.

أما المنطقة الجنوبية من البلاد حيث يعيش فيها أغلبية السكان فيمر بها نهري النيجر والسنغال، ويتمحور التركيز الاقتصادي في البلاد حول الزراعة وصيد الأسماك.

ويوجد في مالي بعض الموارد الطبيعية مثل الذهب واليورانيوم والملح.