الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يصمد التنين الصيني أمام موجة الحر والجفاف؟

هل يصمد التنين الصيني
هل يصمد التنين الصيني أمام موجة الحر والجفاف؟

وسط موجة حر غير مسبوقة تضرب البلاد وجفاف يستنزف قطاعات البلاد، قررت الصين تمديد قيود الطاقة التي تحد من إنتاج المصانع وساعات العمل بمراكز التسوق، حيث تواجه بكين أسوأ موجة جفاف منذ 6 غقود.

وظهرت تداعيات الجفاف والقيود على عدة مجالات، ففي مقاطعة سيتشوان، وهي مركز تصنيع رئيسي، أبلغ صانعو السيارات والموردون عن انخفاض الإنتاج بسبب قيود الطاقة.

وذكرت المقاطعة الصينية أن درجات الحرارة غير المسبوقة، وانخفاض معدل سقوط الأمطار منذ يوليو، فضلا عن الطلب القياسي على الكهرباء، كل ذلك أدى إلى حدوث فجوات بإمدادات الطاقة.

إجراءات طارئة

كثفت السلطات الصينية إجراءات الطوارئ للتعامل مع موجة الحر والجفاف، حيث أجبرت المدن على إطفاء الأضواء، كما عانى سائقو السيارات الكهربائية لإعادة شحن سياراتهم.

وأدت الموجة الحر القياسية المستمرة منذ أشهر إلى جفاف شديد وذبول الأنهار والبحيرات، وخفض بعض إنتاج الطاقة الكهرومائية.

وحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" أثرت موجة الجفاف على إمدادات الكهرباء في كثير من أنحاء البلاد، كما يعاني الاقتصاد من أزمة قوية بسبب القيود المتعلقة بفيروس كورونا "كوفيد-19"، وأزمة قطاع العقارات.

وأجبرت الأزمة السلطات الصينية على وقف إمدادات الطاقة لعدد من المصانع، ما أجبر شركات مثل "تويوتا" و"فوكسكون" على تعليق عملياتها بمقاطعة سيتشوان، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 84 مليون نسمة.

كما أمرت السلطات المحلية المدن الرئيسية في المقاطعة، بخفض الإضاءة، حيث أوقفت مراكز التسوق والمكاتب والمباني الإعلانات المضيئة، وعلقت استخدام المصاعد، كما تم حث العاملين في المكاتب على ضبط مكيفات الهواء عند 27 درجة مئوية، في محاولة لترشيد استهلاك الطاقة.

وفي شنجهاي، أعلن المسؤولون تعليق العرض الشهير المعروف باسم "ذا بوند" لمدة ليلتين، والذي يعد أحد أبرز المعالم السياحية للمنطقة، وذلك توفيرا للطاقة.

ومن المتوقع أن تستمر موجة الحر الشديدة حتى نهاية الشهر الجاري، والتي أثرت بشكل كبير على مصادر الطاقة، فيما قال المحللون إن الأمر سيزيد من الضغط على اقتصاد التنين الصيني.

ويفاقم نقص الكهرباء من خسائر الصين، في ظل الصعوبات التي تواجهها المصانع بالفعل، من الالتزام بقيود كورونا.

وتسبب الجفاف في ذبول عدد كبير من المحاصيل، وجفاف أنهار بينها نهر "اليانجتسي"، فيما تحاول الحكومة حماية المحاصيل الزراعية في فصل الخريف، عن طريق استخدام المواد الكيميائية لتوليد الأمطار.

في حين أكد محللون من بنك "مورجان ستانلي" أن مقاطعة سيتشوان تواجه أعلى درججات حرارة وأسوأ موجة جفاف خلال الستين عاما الماضية، مع انخفاض موارد الطاقة الكهرومائية بنسبة 51%، موضحين أن الحكومة تتوقع استمرار الوضع حتى نهاية أغسطس.

وقالوا إن حوالي 19 مقاطعة في الصين، تشهد ارتفاعا قياسيا في الطلب على الطاقة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، في وقت تحاول بكين مواصلة تشديد القيود على الطاقة، وخفض سعر الفائدة لتوفير المزيد من الدعم للاقتصاد الذي تأثر بكل هذه الأزمات.