الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جفاف أوروبا.. هل تتجه القارة العجوز إلى العطش بسبب التغيرات المناخية؟

أرشيفية
أرشيفية

يعاني العالم من التغيرات المناخية الشديدة التي تعصف بالطبيعة التي اعتدنا على رؤيتها كما هي على مدار سنوات طويلة، حيث نري المناطق الباردة في العالم ارتفعت بها درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وتسبب ذلك في احتراق الغابات وجفاف الأنهار.

ومن أشهر هذه الأماكن التي تعاني من التغيرات المناخية، هي القارة الأوروبية التي لم تشهد مثل هذه الحوادث المناخية على مدار تاريخها، حيث تعاني القارة العجوز الآن من جفاف أنهارها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي كسرت حاجز الـ 45 درجة مئوية في سابقة لم تحدث في التاريخ الأوروبي.

جفاف القارة الأوروبية

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية في جامعة عين شمس، أن المرصد العالمي للجفاف أعلن أن 47% من الأراضي في أوروبا في حالة التأهب والإنذار للجفاف، و17% من الأراضي قابلة للجفاف.

وأضاف سمعان، أن هذا الامر خطير في أوروبا، لأن أكثر من نصف الأراضي في القارة العجوز معرضة للجفاف، معقبا: "مؤتمر كوب 27 مهم جدا ومصر بذلت جهودا كبيرة للإعداد له، حيث سيتم التأكيد على التزام الدول المتقدمة بتمويل الدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية".

وأشار إلى أن هناك اتفاقيات موقعة للحد من التغيرات المناخية، ولكن الاقتصاد يلعب دورا في وقف تنفيذ هذه الاتفاقيات، مثل اتفاق الـ 100 مليار دولار لتحسين اقتصاداتها، وحتى الآن لم يتم الالتزام بهذا التعهد، ولكن من المهم تنفيذ هذه الاتفاقيات.

أسباب التغيرات المناخية

وأوضح سمعان، إن التغيرات المناخية التي تحدث منذ أعوام تنذر بمشاكل من الممكن أن تحدث، نتيجة أن درجات الحرارة تزيد على مستوي العالم كله، وهذا بسبب تصاعد كبير جدا في غاز ثاني أكسيد الكربون.

وأضاف أن غاز ثاني أكسيد الكربون يخرج من السيارات وحرق الغابات وغيرها من المظاهر، موضحا أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون كانت تقدر ب0.28%، والأن وصلنا إلى نسبة الضعف.

وتابع: "كلما زاد غاز ثاني أكسيد الكربون كلما زادت نسبة درجات الحرارة"، لافتا إلى أنه السبب المباشر في ارتفاع درجات الحرارة حول العالم، حيث أنه اليوم نتيجة التغيرات المناخية إذا كان مصب النهر يصب في منطقة معينة، فإنه يسيل في منطقة أخري، وفى نفس الوقت يحدث جفاف في الأنهار.

تأثير التغيرات المناخية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري المناخ والخبير البيئي وعضو المجلس العالمي للطاقة، إن درجات الحرارة العالية، هي جزء من الطقس السائد منذ قرون، ولكن الجديد في الأمر أن التغيرات المناخية جعلت الأحداث الطبيعية، حادة جدا في تأثيراتها.

وأضاف عزيز، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه من قبل كانت تحدث مثل هذه الموجات الحرارية، ويتعامل معها الناس باعتيادية، ولكن أصبحت الآن أكثر حدة.

أوضح عضو المجلس العالمي للطاقة، أن تلك الموجة الحرارية سوف تصل مصر لأن الموجات القادمة من الشرق تصل لمصر، لكنها ستصل مخففة بعض الشيء وسترفع درجات الحرارة عن المعدلات السنوية، فإذا كانت درجات الحرارة في الهند 60 ستصل لمصر من 45 لـ 50، وهو أمر غير معتاد، حيث إن درجات الحرارة القصوى في مصر في هذا الوقت من كل عام هي 36.

جفاف نهر لورا في فرنسا

وكان قد أدى تغير المناخ إلى جفاف نهر لوار الذي ينبع من جبال إقليم الأرديش جنوب شرقي فرنسا ويمتد مساره حتى يصب في المحيط الأطلسي، واشتد الجفاف في فرنسا، مما أدى إلى انتفاء المياه من النهر تقريبا وهذا لم يحدث منذ أكثر من 5 قرون، وتستمر حرائق الغابات في فرنسا رغم وصول فرق الإطفاء من الدول الأوروبية.

وتواصل فرنسا تسجيل أرقام قياسية على صعيد الجفاف، مما أدى إلى تضاءل كميات المياه الجارية في أنهارها العظيمة، مثل نهر لوار ونهر دوردون، واختفت المياه كليا في بعض المناطق مثل البحيرات الإقليمية والخزانات، وصار أغلب مواطني فرنسا يخضعون لنوع من القيود على استخدام المياه، وفي بعض المناطق تم تقنين مياه الصنابير وقطعها تماما مع نفاد الإمدادات، بعد أن كان يضرب المثل بفرنسا في وفرة المياه.

جفاف نهر الراين في ألمانيا

كما انخفضت مستويات نهر الراين، وهو أكبر الأنهار في ألمانيا، بسبب الجفاف المستمر في ألمانيا وأماكن أخرى في أوروبا، مما زاد من تقييد توزيع الفحم والبنزين والقمح والسلع الأخرى.

انخفض منسوب المياه في كاوب بالقرب من فرانكفورت- نقطة وسيطة رئيسية حيث يكون الممر المائي أقل عمقًا من أي مكان آخر على النهر- إلى أقل من 40 سم وهو المستوى الذي لم يعد مناسبًا للعديد من المراكب لعبور النهر، وهذا المستوى يفرض مزيدا من الأعباء الاقتصادية على العديد من الحركات التجارية لمراكب عبور النهر.