التنسيق زمان..النتيجة في الراديو والرغبات بالطوابع وساعي البريد يأخذ حلاوة جواب الترشيح|نوستالجيا

أعادت أجواء تنسيق الجامعات 2022 الى أذهان مواليد الثمانينات ذكريات “كتابة الرغبات ” و"شكل التنسيق زمان" ، وفي هذا التقرير يقدم موقع صدى البلد نوستالجيا عن “تنسيق الزمن الجميل”

يحكى انه قبل التنسيق كانت نتيجة الثانوية العامة تعلن في إذاعة الشرق الأوسط بالراديو و الإذاعة المدرسية علنا امام الجميع ولم يكن هناك مواقع إلكترونية للنتيجة 

وكان التنسيق أيام زمان شكله مختلف تماما عن الموجود الان ، فكان الطالب يقوم بشراء طوابع الرغبات و الاستمارة ، لان الرغبات كان يتم كتابتها بشكل تقليدي جدا بعيدا عن المواقع الالكترونية والأساليب التكنولوجية المتقدمة .

كانت رغبات الكليات مقسمة في شكل “طوابع” اشبه بطوابع البريد ، وكان مطلوب من الطالب ان يقوم بقص الطوابع و لصق طابع طابع بأسماء الكليات بالترتيب الذي يريده على استمارة الرغبات بشكل يدوي ، وكانت هذه العملية تستغرق وقتا ومجهودا كبيرا ، وكان ترتيب طوابع الرغبات غير قابل للتعديل مثل الان

يقول امير العيسوي احد مواليد الثمانينات : كنا بنكتبها بإيدينا.. ولو غلطت.. تشتري واحده جديدة..عشان كان ممنوع الشطب والتعديل ، وقالت خديجة نبيل : كنا بنضطر نكتب الرغبات في ورقة الاول عشان مانتلخبطش واحنا بنلزق الطوابع ، وقالت عفاف زكريا : كانت أحلى أيام كنا نقعد نقص ونلزق ونسافر طنطا عشان نسلم الملف فى الإدارة عند المحافظة

بعد عذاب لصق الطوابع الذي يستغرق ساعات طويلة من التردد والقلق ، تبدأ رحلة الوقوف في طابور طويل لا اخر له على مكتب التنسيق لتسليم الرغبات يدويا ، بخلاف ما يحدث الان من تسليم الرغبات “بضغطة واحدة” على موقع التنسيق من البيت في التكييف

ثم يبدأ الطالب بعد ذلك رحلة طويلة جديدة من انتظار نتيجة التنسيق التي كانت تستغرق 10 أيام او اسبوعين حتى يتم اعلان نتيجة التنسيق في الجرائد الورقية القومية ، وينتظر الطالب جواب الترشيح الذي كان يتأخر وصوله احيانا بسبب البريد

وكان جواب الترشيح مطبوع على ورق بدائي خشن الملمس ، وكان سعاة البريد وقتها يقومون بـ “جمع حلاوة النجاح” من كل بيت يبشرونه بـ “كلية الاحلام”

وقد استمر هذا الوضع لمدة سنوات طويلة، إلى أن تقرر بدء تطبيق مشروع تنسيق القبول الإلكتروني بالجامعات، في عام 2004 تحت إشراف وزارة التنمية الإدارية سابقًا وقطاع الإصلاح الإداري بوزارة التخطيط حاليًا، ضمن مجموعة من المشروعات التي تدعم التحول للحكومة الإلكترونية.

ووقتها كانت أمام الطالب حرية التقدم للتنسيق سواء إلكترونيا أو ورقيا، واستمر هذا الوضع لمدة 3 سنوات متتالية فى الفترة من 2004 وحتى 2006 ، وفى عام 2007 اتخذت وزارة التعليم العالى قرارها بإلغاء التنسيق الورقى تماما وبدء الاعتماد الكلي على التنسيق الإلكترونى لجميع الطلاب.

حيث أصبح يتم التقدم لتنسيق القبول بالجامعات عن طريق الإنترنت بالمجان لطلاب الثانوية العامة والأزهرية والشهادات المعادلة والدبلومات الفنية، وذلك من خلال بوابة الحكومة المصرية .

وأصبح الطالب يستطيع برقمه السري الذي يحصل عليه مع شهادة الثانوية العامة تحديد رغباته وتعديلها أكثر من مرة على مدار الأربع وعشرين ساعة خلال الفترة المحددة لكل مرحلة.

ومن أبرز المزايا التي أتاحها التنسيق الالكتروني : يقوم الطالب بتسجيل رغباته بنفسه ويمكنه مراجعتها وطباعتها بما يقلل من الأخطاء في إدخال البيانات ، أصبح متاحا للطالب إمكانية تعديل الرغبات أكثر من مرة خلال فترة التنسيق الخاصة بالمرحلة حتى إغلاق الموقع ، كما يسهل التنسيق الالكتروني للطالب تحديد وتسجيل الرغبات بطريقة بسيطة ومريحة مما يمنع حدوث أي أخطاء 

ويعرض موقع التنسيق الالكتروني الحد الأدنى للقبول بالكليات في السنوات السابقة لتستطيع بناء تصور عن الكليات المناسبة لمجموعك ، و إذا اختار الطالب أحد الكليات خارج النطاق الجغرافي المحدد له فإن برنامج الحاسب سيخطره فورا بأن الرغبة تتعارض مع التوزيع الجغرافي، كما لن يقبل النظام رغبات الطالب إلا بعد استيفاء كل الرغبات (75 رغبة) وبدون وجود أي أخطاء