الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتح أرشيف الاستعمار .. ما خطة ماكرون لإصلاح علاقات الجزائر وفرنسا؟

ماكرون
ماكرون

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس الخميس، أنه سيتم تشكيل لجنة مشتركة مع مؤرخين من كل من الجزائر وفرنسا لدراسة ما يحويه أرشيف البلدين عن الحقبة الاستعمارية.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الجزائر عبد المجيد تبون إن هناك "ماضٍ مشترك بين الجزائر وفرنسا لكنه معقد ومؤلم. وقد منعنا في بعض الأحيان من التطلع إلى المستقبل".

واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الرئيس الفرنسي لدى وصوله المطار، وتوجه ماكرون برفقة رئيس الوزاء الجزائري، رمطان لعمامرة، لزيارة مقام الشهيد الذي يخلد ذكرى حرب استقلال الجزائر عن فرنسا (1954 - 1962).

وتتزامن زيارة ماكرون مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962. وفي إشارة إلى أهمية الزيارة، يرافق ماكرون نحو 90 شخصية، من بينهم سبعة وزراء وعدد من رجال الأعمال والشخصيات الرياضية والدينية البارزة.

وقال قصر الإليزيه، الثلاثاء  إن الرئيس ماكرون اختار توجيه "هذه الزيارة نحو المستقبل (بالتركيز على) الشركات الناشئة والابتكار والشباب والقطاعات الجديدة".

بداية التوتر

وتوترت العلاقات بين الجزائر وفرنسا على خلفية تصريحاته أدلى بها ماكرون، سبتمبر 2021، انتقد فيها حكومة الجزائر وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

وعلى خلفية تصريحات ماكرون، استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس للتشاور، كما حظرت مرور الطائرات العسكرية الفرنسية عبر أجوائها. وكانت الطائرات الفرنسية العسكرية تستخدم عادة المجال الجوي الجزائري لدخول ومغادرة منطقة الساحل الإفريقي.

ومحاولات ماكرون لتخفيف آثار الحقبة الاستعمارية بدأت بالفعل في يوليو عام 2020 بعد أن استعادة الجزائر رفات 24 من المقاومين الجزائريين للاستعمار، كانت جماجم بعضهم معروضة في متحف بالعاصمة الفرنسية باريس.

جماجم الشهداء

تحيي السلطات الجزائرية كل عام ذكرى مجزرة فرنسية، ارتكبت هناك قبل 177 عاما، راح ضحيتها مئات مقاومي الاستعمار.

وتصادف المجزرة 12 أغسطس من كل عام، وهي مناسبة يستحضر فيها الجزائريون هول الفاجعة، التي راح ضحيتها أكثر من ألفين شهيد حرقا، وفق السلطات ووسائل الإعلام المحلية.

وخلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرسمية الأولى إلى الجزائر، عام 2017، أعلن الاتفاق وقتها على إنهاء قضية جماجم الشهداء المثارة بين البلدين. ولم يكتف ماكرون حينها بذلك، بل دعا إلى "ضرورة الوصول لحل نهائي لقضية الذاكرة الذي ظلت لسنوات محور نقاش وخلاف بين البلدين".

مصالح متبادلة

لكن ومن جانب آخر، وبحسب تقرير نشرته شبكة "بي.بي.سي" البريطانية، فإن توطيد العلاقات مع الجزائر يكتسب أهمية قصوى للمسؤولين الفرنسيين، خاصة في ظل أزمة الطاقة التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، ما أدى إلى زيادة الطلب على غاز دول شمال إفريقيا.

وتعد الجزائر من أكثر دول العالم إنتاجا وتصديرا للغاز. وحديثا، أعلنت مجموعة سوناطراك الجزائرية للمحروقات، يونيو 2022، الكشف عن احتياطات جديدة من الغاز، تصل 340 مليار متر مكعب.

وقالت سوناطراك إن "هذا الحجم من الغاز يشكل واحدة من أكبر عمليات إعادة تقييم الاحتياطيات خلال العشرين سنة الماضية".

وهذا يزيد من أهمية الجزائر في ظل احتياج فرنسا الشديد لتوفير مصدر طاقة بديل عن الغاز الروسي.

في المقابل، تريد الجزائر الاستفادة من ارتفاع أسعار الطاقة لتأمين عقود كبيرة ومشاريع استثمارية دائمة مع فرنسا، كما فعلت بالفعل مع إيطاليا وتركيا، لتأمين إيرادات مالية تساعدها في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وركود عالمي منتظر.

وتعليقا على الزيارة، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول جزائري لم تسمه أن "الجزائر تريد علاقات اقتصادية قوية وشراكة جادة".