أيام تفصلنا عن الموسم الدراسي وتعود معه ذكرياتنا التي كلما جاءت على مخيلتنا طرحت مقارنة بين الرحلات المدرسية زمان ودلوقتى، فكل شيء تغير وتأثر بتطور الزمن، فلا شيء يظل كما هو، فالاستعدادات لأول يوم والأزياء الخاصة بالزى المدرسى، حتى رحلة البحث عن الأدوات المدرسية تغيرت معالمها، وحلت السوشيال ميديا محل الفجالة.
رحلات المدارس هى جزء أصيل من حياة كل طلاب المدارس، فمن منا لم يذهب ولو لمرة واحدة فى رحلة مدرسية، حيث كنا نحرص فى طفولتنا منذ أول يوم من أيام بداية العام الدراسي على السؤال على مواعيد وأين سوف تكون رحلة المدرسة لهذا العام.
وكانت لا تخلو حقيبة أى طالب مصرى من كيس السندوتشات البلاستيكى الذى يحتوى على سندوتشات أغلبها متشابهة بين جميع الطلاب، وكانت السندوتشات تحتوى على الجبن، خاصة الجبن بالطماطم، وسندوتش المربى.
أما الطالب الذى كان يجلب معه سندوتشات اللانشون والبسطرمة، كان يعتبره بقية أصدقائه من "أولاد الذوات" فى لفتة كوميدية بين الطلاب وبعضهم.
الرحلات المدرسية هي فعاليات تضم مناهج تعليمية جذابة ومثيرة وتجارب عديدة تجمع بين التعلم والترفيه، وهي فرص مثالية لتعزيز الشعور بالانتماء والمسئولية الاجتماعية لدى الطلبة وتعزيز قدراتهم الثقافية وتطورهم الأكاديمي والشخصي، كما تساعدهم على اكتشاف مواهبهم وطاقاتهم وتوظيفها في الأعمال المثمرة.
لذلك هي من أهم الأدوات التي في متناول أيدي المعلمين والتي بإمكانهم تقديمها للطلبة ليحققوا أقصى استفادة ممكنة من هذه التجارب المذهلة، ويجب ألا يقف أولياء الأمور أمام رغبة أبنائهم في تجربة هذه الرحلات.
فقد كان يوم رحلة المدرسة يوم عيد لجميع طلاب المدرسة، حيث سوف يفوز الطلاب فى هذا اليوم بيوم إجازة من المدرسة، بالإضافة إلى المتعة والبهجة اللتين سوف يحصلون عليهما جراء الاستماع بالأماكن التى سوف يذهبون إليها.
واشتهرت الرحلات المدرسية ببعض الأماكن يتم الذهاب إليها وهى:
- حديقة الحيوان.
- الأهرامات.
- حديقة الميريلاند.
ولكن شتان الفارق بين رحلات المدارس قديما ورحلات المدارس فى الوقت الحالي، حيث أصبحت رحلات المدارس الآن تتم في العديد من الأماكن، فقد استبدلت الحدائق والمنتزهات العامة بالمولات، وبدلا من قضاء الوقت في اللعب بين الأصدقاء وابتكار ألعاب تعمل على تنمية ذهن الطلاب وتجعلهم مبتكرين، يتم التفكير في الألعاب التي سوف يلعبونها حتى يقضون وقتهم أثناء الرحلة، وأصبحت الشاشة والألعاب الإلكترونية هي بطلة رحلات المدارس في الوقت الحالي، حتى أن هناك بعض المدارس تقوم الآن بتجهيز رحلة تكون عبارة عن بطولة في الألعاب الإلكترونية.
وباتت فكرة الذهاب إلى إحدى الحدائق أو المتنزهات فكرة مرفوضة من قبل الطلاب، وإذا عرضت فكرة الذهاب إلى الاهرامات مثلا تقابل بتذمر جم من جميع الطلاب معترضين على الذهاب في هذه الرحلة التي يصفونها بالمملة والتي سوف تهدر طاقتهم.