الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب مع أمريكا

أعظم قائد في تاريخها.. لماذا تعد تايوان مهمة جدًا للرئيس الصيني؟

شي جين بينج
شي جين بينج

تم منح شخصين فقط في تاريخ الصين الحديث اللقب الرسمي "لينج شيو" أو الزعيم، الأول كان مؤسس الحزب الشيوعي الصيني، ماو تسي تونج، الذي أطلق عليه لقب "القائد العظيم"، والثاني حصل عليه خليفته هوا جوفينج الذي أطلق عليه "الزعيم الحكيم"، وفق ما ذكرت شبكة “إيه بي سي نيوز”.

في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر المقبل، من المرجح أن يُمنح الرئيس الصيني شي جين بينج ولاية ثالثة غير مسبوقة مدتها خمس سنوات.

ومن المتوقع أيضًا أن ينضم بهذا إلى نادي قادة وأساطير الحزب الشيوعي الصيني عندما يُمنح رسميًا لقب "زعيم الشعب".

قائد عظيم في تاريخ الصين

على الرغم من هذه التكريمات المهمة، فإن إرث شي لن يكون آمنًا، فقط أمر واحد قد يمنحه الأمان، يتمثل في الاستيلاء على تايوان، لأن هذا ما سيعزز مكانة "شي" كقائد عظيم في تاريخ الصين.

واعتبرت “إيه بي سي”، في تقريرها، أن عدم قيام شي بذلك قد يجعله عرضة للانتقام من منافسيه داخل حزبه، ويتركه في مواجهة مصير مجهول بعد السنوات القادمة.

 

لماذا لم شمل تايوان بالصين أمر مهم جدا الآن

تعتبر تايوان نفسها دولة ديمقراطية، ولكن منذ الثورة الصينية عام 1949 اعتبرتها الصين جزيرة ومجرد مقاطعة منشقة تشترك في نفس الهوية العرقية والثقافية.

رسخت الحملة الواسعة النطاق للحزب الشيوعي الصيني بإضفاء الشرعية على مطالبة الصين بتايوان الفكرة بعمق في أذهان الشعب الصيني.

فمن أطفال بالمدارس إلى المقيمين في دور رعاية المسنين، هناك عبارة يتم تلقينها لكل صيني  "تايوان جزء لا يتجزأ من الصين".

كما أن تايوان أيضًا تمثل “الندبة الأخيرة” التي تذكر الناس بـ "قرن الذل" من قبل الغرب.

بعد الاستيلاء على التبت في الخمسينيات من القرن الماضي وهونج كونج وماكاو في التسعينيات، أصبحت تايوان الآن المنطقة الوحيدة المفقودة من الأراضي الصينية الشيوعية.


 آخر خطوة للصين الكبيرة

اشتهر شي في السابق بكونه محاربًا للفساد ومؤيدًا للشعب، لكن بعد عقد من الزمان، اشتهر بسياساته القوية واستخدامه للقبضة الحديدية في الشئون الداخلية والدبلوماسية الصينية.

أظهرت سياسات شي بشأن شينجيانج وهونج كونج للعالم تصميمه على الوقوف أمام  أي معارضة له.

ولطالما نظرت بكين إلى الأويجور والنشطاء المؤيدين للديمقراطية من هونج كونج وتايوان على أنهم قوى انفصالية تحت التأثير الغربي.

وفي خطاب استمر ساعة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني العام الماضي، تعهد شي باستكمال سياسة"إعادة التوحيد" مع تايوان و"تحطيم" أي محاولات للاستقلال الرسمي.

وقبل الزيارة التاريخية التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الشهر الماضي، والتي هدفت إلى إظهار دعم الولايات المتحدة لاستقلال تايوان، قال شي للرئيس الأمريكي جو بايدن: "أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بسببها".

منذ ذلك الحين، شددت بكين موقفها بشأن تايوان بشكل أكبر، حيث سحبت التزامها بعدم إرسال قوات أو إداريين إلى الجزيرة بعد استعادتها.

مطاردة ماو

وبعد كل ذلك يأتي سؤال: “ما الذي تعنيه تايوان بالنسبة إلى شي إذا تمكن من إعادة توحيدها مع البر الرئيسي؟”.

بالنسبة لغالبية سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، سيصبح شي الرجل الذي ضمهم إليه بالقوة، وأنهى التأثير الغربي عليهم.

لكن في الصين الشيوعية، من المرجح أن يساوي أو حتى يتفوق على موقع ماو تسي تونج كأكبر زعيم للبلاد.

حتى عندما كان الرئيس المؤسس للصين، فشل ماو في إنهاء الانقسام بين جانبي مضيق تايوان.

في عام 2018، ألغى شي الحد المسموح به للرئاسة في الصين بفترتين في دستور البلاد، وفتح الطريق أمامه للبقاء في السلطة مدى الحياة.

يمكن القول إن إعادة توحيد تايوان سيجعل منصبه كمرشد أعلى وقائد عظيم منيعًا طالما أنه اختار البقاء في المنصب.

التوقيت غير مؤكد

ورغم مخاطر حدوث حرب مع أمريكا أو التوتر بشدة معها وحدوث ربما اشتباكات، يعتقد بعض الصينيين أن شي مصمم على ارجاع تايوان وأن الحرب مجرد مسألة وقت.

ومع ذلك، قبل مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر، فإن الوضع الراهن يساعد في حجة شي بأنه يجب أن يكون له فترة ولاية أخرى، في وقت تواجه الصين تحديًا تاريخيًا وتحتاج إلى زعيم قوي للدفاع عنها.

بعد أكتوبر، تختلف الآراء حول المدة التي سينتظرها شي قبل اللجوء إلى قرارات جذرية تاريخية، فيرى البعض أنه كلما طال أمد تأجيل استرداد بكين لتايوان، فهذا يترجم لزيادة القدرة العسكرية للصين.

لكن هناك أيضًا محللين يعتقدون أن الحرب لن تحدث أبدًا، لأن تايوان المستقلة مفيدة كتهديد خارجي يستلزم بقاء شي في السلطة.

خطر التراخي

يتمثل الخطر الأكبر على شي في إذا كان سينتظر طويلًا، فمنذ توليه منصبه، جعل إعادة التوحيد جزءًا أساسيًا من عهوده الرئاسية، وسيؤدي الفشل في دمج تايوان أو إخضاعها في النهاية إلى تقويض ثقة الشعب الصيني في حكمه.

قال دينج يووين، المحرر السابق لصحيفة الحزب الشيوعي الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة، إن القوميين في البلاد لن يكونوا قادرين على قبول التقاعس عن ضم تايوان.

وذكر دينج: "إذا لم يتم لم شمل تايوان بالصين في أقرب وقت، فهذا يعني خسارة كبيرة له".

وأردف دينج: "ستكون السنوات الخمس المقبلة مرحلة خطيرة بالنسبة له، لأن السبب الوحيد الذي يجعله يستطيع الاستمرار في ولايته المستقبلية بعد ذلك هو تايوان".