قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عمرو الورداني: تخويف الناس وبث الرعب في قلوبهم أخس أنواع المتاجرة بالدين

مصحف
مصحف

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن أخس أنواع المتاجرة بالدين ليست في بيع منفعة أو تحقيق مصلحة، وإنما في تخويف الناس وبث الرعب في قلوبهم، موضحًا أن هذا النمط يُسمى «تجارة القلق» أو «بيزنس القلق»، حيث يقوم بعض المتحدثين باسم الدين ببناء خطاب ديني كامل قائم على الترهيب وإشاعة الخوف المستمر في نفوس الناس.

تهديد الوعيد والترقب

وأوضح الدكتور عمرو الورداني، في تصريح له، أن هناك من يحرص على أن يظل الإنسان متوترًا وقلقًا في تعامله مع الدين، وأن يعيش دائمًا تحت تهديد الوعيد والترقب، مشيرًا إلى أن هذا الخطاب ساهم بشكل كبير في انتشار الوسواس القهري وكثرة حالات القلق، مؤكدًا أن أسوأ أنواع الإرهاب هو أن يُرعَب العبد من الله، لأن ذلك قد يدفع البعض – والعياذ بالله – إلى قبول العنف والدم باسم التدين، موضحًا أن الدم في حد ذاته جريمة، لكن الأخطر منه أن يتحول التدين إلى عبادة قائمة على الخوف والكراهية.

 العقاب والتحذير

وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى أن هذا الفهم الخاطئ انعكس حتى على تفسير بعض المفاهيم الدينية، مثل الأشهر الحرم، التي صُورت عند البعض على أنها شهور خوف ورعب، رغم أن القرآن الكريم لم يقدم هذا المعنى أبدًا، بل تحدث عن العقاب والتحذير دائمًا بمنطق المربي الرحيم الحاني، لا بمنطق المتربص، مؤكدًا أن خطاب القرآن قائم على الرحمة والدعوة والاحتواء لا على التهديد المستمر.

تسهيل طريق الرحمة

وبيّن أن جوهر الأزمة ليس في النصوص ولا في الأزمنة، وإنما في صورة الله داخل قلب الإنسان، فالإنسان الذي يتصور أن الله يتربص به وينتظر زلته ليعاقبه، يعيش في خوف دائم، ويأتي تجار القلق ليعمقوا هذا التصور بحديثهم عن الختم على القلوب وانتظار الذنب، متجاهلين قوله تعالى: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله»، مؤكدًا أن تسهيل طريق الرحمة لا يعني تيسير الذنب، وإنما فتح باب العودة إلى الله كما أراد سبحانه.

 الدين جاء ليمنح الإنسان الأمان

وأكد أن الإنسان الذي يفهم العلاقة الحقيقية بينه وبين الله، ويعيش معاني الرحمة والأمان الإلهي، يستقبل الأشهر الحرم بالسكينة والبشرى والطمأنينة، لا بالخوف والرعب، مشددًا على أن الله سبحانه وتعالى ليس عدوًا لعباده، بل رحيم بهم، وأن الدين جاء ليمنح الإنسان الأمان لا ليصنع له القلق.