الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معلومات زائفة.. روشتة تفصيلية للتعامل مع الأخبار المشبوهة عن الدولار وديون مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتسبب الأحداث والأزمات العالمية المتسارعة بداية من جائحة كورونا، ومرورا بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، في انتشار الشائعات والأكاذيب التي تهدف لإثارة البلبلة في الشارع وبين المواطنين، ومن ضمنها أهدافها أيضا تخويف الجمهور، كنها تكون أخبار زائفة مصاحبة  للأزمة، وبالتالي تسعى الدولة عبر أجهزتها المختلفة لتصحيح جميع المعلومات المغلوطة بشكل سريع، والتي كان من ضمنها عدم قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها المالية، وهو ما نفاه وزير المالية أمس الدكتور محمد معيط.

سيل الأخبار المتداولة والمتضاربة يكون عاملا رئيسيا فيها هو تضارب التصريحات الإعلامية التي يصدرها غير المتخصصين بدون مسئولية، بهدف لفت الانتباه إليهم عبر تضخيم وتهويل الأخبار وبث الذعر في قلوب جماهير وسائل الإعلام، ولعل أشهر تلك الأزمات الغير حقيقة والتى انتشرت عبر التناول الإعلامي الغير صحيح من بعض وسائل الإعلام هي الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار صرف الدولار وارتفاع الأسعار بشكل عام.

روشتة التعامل مع الأخبار الزائفة

 

في هذا الشأن، يقدم صدى البلد روشتة لكيفية التعامل مع الأخبار التي تبث وقت الأزمات، وكيفية التأكد من دقتها وصحتها وصدقها، حتى لا ينساق قطاع كبير من الجمهور إلى وراء محض أكاذيب.

الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام، ونقيب الصحفيين السابق، أكد أن الأزمة الاقتصادية لا تخص مصر وحدها بل هي أزمة تعاني من تداعياتها جميع دول العالم ودول مجموعة العشرين وهي تعد من أعتى اقتصاديات العالم، بعدما أعلنت أنها تعاني من تداعيات الازمة الاقتصادية والتي تعد أسوأ أزمة يشهدها العالم بأسره منذ عشرينيات القرن الماضي.

وأضاف سلامة، أن خسائر الأزمة الاقتصادية العالمية نتيجة تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية قدرت بـ 15 تريليون  دولار نتيجة الاضطرابات من نقص الغذاء والوقود بسبب الحرب الأوكرانية الروسية والتي ساهمت في رفع معدل التضخم الاقتصادي لافتا إلى قيام الفيدرالي الأمريكي برفع  قيمة الفائدة لأول مرة منذ 40 عاما أربع مرات متتالية مشيرا إلى أن أزمة الوقود والغذاء هي من تسببت في وجود ضغط على الدولار.

وقدم سلامة مجموعة من النصائح لوسائل الإعلام المختلفة للكيفية التي يجب أن تتعامل وتتناول بها وسائل الإعلام الأخبار وقت الأزمات، على أن يكون التناول بشكل هادئ وبعيد عن الصدمات وأن يتم  التعريف وشرح الأزمة الاقتصادية العالمية للمواطنين بشكل مبسط دون تعقيد ودون اتباع أسلوب الصدمة بجانب  شرح جهود الدولة للتعامل مع الأزمة للتخفيف من حدة تداعياتها عبر برامج الحماية الاجتماعية التي أقرتها لمحدودي الدخل والفقراء لمواجهة ارتفاع الأسعار والتضخم الذي نتج عن الأزمة الأوكرانية الروسية.

دور الإعلامي والصحفي وقت الأزمة

وتابع: ويجب أن يكون الأداء الإعلامي بعيداً عن التهويل بأن يكون التعامل بشكل هادئ وفي الوقت ذاته التعريف بتداعيات الازمة الاقتصادية فلا يجب على الإعلامي أو الصحفي ألا يقوم بتهويل الأزمة وفي الوقت ذاته لا يقوم بتجميل الصورة زيادة عن اللازم على غير الحقيقة حتى لا يكون هناك تأثيرا سلبيا على المواطن.

وأضاف: مصر تستورد  سلع بمليارات دون احتساب المواد البترولية، وبلغت قيمة هذه السلع من 4 إلى 5 مليارات دولاراً، مشيراً إلى أن أي دين يرتبط  بالناتج القومي ومصر لم تصل بقيمة الدين لإجمالي الناتج القومي بل تتعامل في الوضع الآمن وذلك لابد من وتوضيحه من خلال التناول الإعلامي لدحض أي أكاذيب.

تنقيح مصادر الأخبار 

وتواصل صدى البلد، مع الدكتور ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام السابق، والتي قدمت مجموعة من النصائح لوسائل الإعلام، أبرزها ضرورة التعامل بوضوح وشفافية، وشرح أبعاد الأزمة الاقتصادية وأسبابها والتعريف بها بشكل مبسط يفهمه المواطن العادى، ومدى تأثيرها على دول العالم وتأثيرها على الوضع الداخلى فى مصر.

وطالبت "عبد المجيد"، بضرورة الاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة عن جهات مصرفية، وعدم الانسياق خلف التقارير الإعلامية الغير صادرة عن جهات رسمية او متخصصة ، وكذلك عدم التهويل من الأزمات دون جعل الصورة قاتمة أو سوداوية ، وإعطاء بريق أمل، مناشدة بضرورة نشر جهود الدولة  لتخفيف تداعيات  الـزمة  على المواطن  والتوسع من تناول تلك الأخبار

أشد أنواع الشائعات فتكا

من جانبه،  قال الدكتور نور الشيخ الخبير الأمني في الحروب النفسية والشائعات فى تصريحات خاصة لصدى البلد ، إن أشد أنواع الشائعات فتكا هي الشائعات المتعلقة بالأزمات التى يتم تداولها وقت الأزمة ، حيث إن الأزمة تلبث مخاوف لدى المواطن ، وبالتالي الإنسان تحت تأثير الخوف يصدق ويعتقد ما لا يمكن أن يعتقد فيه.

وأوضح الشيخ أنه خلال فترة الأزمات تكثر الشائعات والأخبار التي يشوبها الغموض ودائما لا يكون لها مصدر معروف، ثم تلمس مخاوف لدى المواطن مما ينتج عنه إصابة المواطن بحالة من الهلع الزائد،مطالبا بضرورة التحري عن كل معلومة من مصادرها الرسمية

البعد عن الترند والمعلومات المشوهة

ونصح الإعلام بالبعد عن آلة التريند نظرا لخطورة الإعلام فى نقل المخاوف لدى المواطن مشيرا الى ان الاعلام خرج من طور المصداقية الى طور الاستباقية وتصدر التريند ، مضيفا نحن نرى كبرى الدول الاوروبية تناشد وسائل الإعلام والمواطنين عدم الاستجابة لأي معلومات مبتورة.

واشار الى ان موقع اخبارى او قناة تسعى دائما الى تصدر الترند دون النظر عن المصداقية ، مطالبا وسائل الإعلام بضرورة تحرى الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار دون التأكد من صحتها وكذلك تحرى الدقة عند صياغة الخبر نظرا لان هناك بعض الصياغات الاستفزازية التى تعمل على ترويج الشائعات
 


ونصح الإعلام بضرورة التناول الإعلامي لحقيقة الأزمات العالمية وتوضيح الأمور للمواطنين بأن ما يحدث ليس تقصيرا من الحكومة بل تقصير من حكومات الخارج التى تسببت فى حدوث أزمات عالمية  لها تأثيرها على جميع دول العالم

شرح الازمة بشكل مبسط

وفى سياق متصل قالت الدكتورة هدى الملاح مدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، فى تصريحات خاصة لصدى البلد ، أن مطلقي الشائعات ومتناول اخبار الأزمات بشكل متضارب يهدفون  الى ضرب الاقتصاد القومي لتحقيق أهداف معينة ، مطالبة الإعلام بضرورة عدم  التعامل مع غير المتخصصين وتطبيق الرقابة وتوقيع العقاب على من يبث او يتناول اخبار الأزمات بشكل غير دقيق.

ونصحت بضرورة الشرح المبسط للأزمة وتداعياتها وتأثيرها وكيف تحركت الدولة للتخفيف من تداعيات تلك الأزمة على المواطنين