الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدراما تتجاهل كاتبها الأمهر..

يوسف القعيد لـ صدى البلد: لا أشجع إنتاج عمل درامي لـ"نجيب محفوظ" ومعاصروه أحياء

يوسف القعيد
يوسف القعيد

مرت أمس ذكرى رحيل أديب نوبل  نجيب محفوظ ، والذي رحل عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006 عن عمر يناهز الـ94 عامًا.

 

فبالرغم من الحياة الطويلة التي عاشها محفوظ إلا أنه لم ينتج عنه أي عمل درامي أو سينمائي، إذ يرى كثيرون أن حياته كانت ثرية بالفعل فقد عاش قرابة المائة عام وعاصر ملوك ورؤساء مصر، وبالتالي كان شاهدا على ما حدث للمجتمع المصرى من تغيرات فكرية واجتماعية لقراية القرن من الزمان.

نجيب محفوظ ومناطق الظل

 

الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد طرح وجهة نظره خلال حديث خاص تحدث فيه عن سيرة نجيب محفوظ وتجربته، وقال: الكتب الصادرة عن محفوظ توشك أن تشكل مكتبة كاملة عنه، فأنا عندما أتصور أن جميع الكتب المكتوبة عنه موجودة لدي اتفاجأ بكتب جديدة سواء من داخل مصر أو  خارجها، أما بخصوص وجود عمل درامي عن نجيب محفوظ فنحن جميعًا نعلم أن أهمية الدراما يرجع إلي أنها تعرض المأساة في حياة الإنسان، أو وجود خطأ معين ارتكبه الإنسان في حياته، ونحن مجتمع لديه حساسية شديدة نحو الخطأ الإنساني ونركز عليه؛ وبالتالي لا يمكن إنتاج عمل درامي عن محفوظ وأسرته ومعاصريه أحياء لأن أي اقتراب من مناطق الظل في حياته قد يثير حفيظة الكثيرين.

 

وأضاف: هذا ليس معناه أن محفوظ كانت شخصيته بها اعوجاج، لكن العمل الدرامي يتطلب البحث عن الأخطاء والمأساة حتى تنجح الحبكة الدرامية، لأنه ليس من المعقول أن نجسد شخصية محفوظ في عمل كوميدي علي سبيل المثال.
 

الموظف نجيب محفوظ

 

واستطرد: نجد أيضًا أن جميع الكتب التي نشرت عن محفوظ لم تحاول الاقتراب من حياته الشخصية، التي نحن كمعاصريه نعرفها بالتأكيد، وقد ظهر مثلا كتاب طارق الطاهر "نجيب محفوظ بختم النسر" الذي ناقش بدوره جزء حساس في حياة محفوظ ألا وهو حياة نجيب محفوظ الوظيفية، لأن الجميع يعلم أنه كان موظفًا عاديًا، لكن في سياق الدراما لا أحب الاقتراب من حياة محفوظ وأؤكد أنه رجل لم يقم بجرائم حتى نخفيها عن الدراما، ولكني لا أشجع إنتاج عمل درامي عنه في الوقت الحالي وخاصةً كما ذكرت أن معاصروه مازالوا أحياء، وكلامي هذا نابع من الحب لمحفوظ، ومن يريد أن يعرف كاتبنا العظيم من الممكن أن يبحث عنه من خلال كتبه، فهو موجود في  "الثلاثية" ونقل عنه مرة أنه قال: "أنا كمال عبد الجواد" صحيح أنه نفى بعد ذلك هذه الجملة  ولكنه موجود بأسماء أخرى، وتجربته ظهرت داخل أعماله وداخل"حضرة المحترم" التي تكلم فيها عن حياته الوظيفية، والمرايا كذلك التي تحدث فيها عن الشخصيات التي تقرب منها.